سلّطت، عشية أمس، محكمة الجنايات الاستئنافية بمجلس قضاء أم البواقي، عقوبة 5 سنوات سجنا نافذا ومليون دينار غرامة مالية، في حق عنصر من عصابة اقتحمت منزل تاجر عملة بمدينة عين البيضاء وجرّدته من مبلغ 190 مليون سنتيم من مختلف العملات.
المتهم المسمى (م.و) 42 سنة تمت متابعته بجنايتي تكوين جمعية أشرار من أجل الإعداد لاقتراف جنايات والسرقة المقترنة بظروف الليل والتعدد والعنف واستعمال مركبة، والتمس ممثل النيابة العامة توقيع عقوبة 10 سنوات سجنا نافذا وغرامة مالية قدرها مليون دينار.
القضية ترجع إلى تاريخ الخامس عشرة من شهر مارس من سنة 2019، عندما خططت العصابة لسرقة منزل تاجر العملة المسمى (م.م) الكائن بجوار الوكالة المحلية للبنك الوطني الجزائري وسط مدينة عين البيضاء، أين تم رسم خطة لاقتحام منزل الضحية وتجريده من المبالغ المالية التي بحوزته.
وكان الجناة يعتقدون أن الضحية يحوز ليلة الوقائع على مبلغ يتجاوز 1 مليار سنتيم، ليحضروا أسلحة بيضاء ويرتدوا أقنعة، ويقتحموا سكنه في حدود الساعة الثانية صباحا. المتهمون الثلاثة ولجوا منزل الضحية ليتفاجؤوا بوجوده في سريره، أين اعتدى على أحدهم بالركلات، ليوجه له آخر طعنة ويضيف له الآخر عدة طعنات في الظهر، ليسقط أرضا مصابا بجروح متفاوتة الخطورة، وقام حينها المتهمون بتكبيله وشل حركته.
وراح المتهمون يبحثون عن المبالغ المالية التي يحوزها الضحية، أين عثروا على أموال بعملات مختلفة، من بينها 4 آلاف أورو و400 دينار تونسي ومبالغ أخرى بالعملة الوطنية، أين بلغ المبلغ الإجمالي المسروق قرابة 190 مليون سنتيم، ليلوذوا بعدها بالفرار لوجهة مجهولة، بعد أن قام أحدهم بفك رباط رجلي الضحية، الذي نجح بعد ذلك في فك قيود يديه، وتسلق سور منزله الخارجي، وصاح مناديا جيرانه، ليتقدم منه أحد الجيران ويفتح له باب منزل الذي أغلق من الخارج، وينقل للمستشفى أين قدمت له الإسعافات الأولية.
وتقدم الضحية بعدها من مصالح الشرطة مبلغا عما حصل له من اعتداء عنيف، وتنقل رفقة مصالح الأمن لمنزله، أين عثر المحققون على حزمة مفاتيح تبين بأن المتهم الرئيسي (خ.ن.د) الذي أدين سابقا بعقوبة 10 سنوات سجنا نافذا أسقطها في غفلة منه في مسرح الجريمة، ونظرا لتورطه في جناية أخرى متقاربة زمنيا، تم التوجه لمنزله لتجريب المفاتيح، والتأكد بأنها تعود له.
وفتحت مصالح الشرطة تحقيقا أفضى لتحديد هوية المتورطين بالاستناد كذلك لكاميرات مراقبة بالوكالة البنكية الملاصقة لمنزل الضحية، والتي رصدت تحركات المتهمين الذين تطابقت مواصفاتهم مع تصريحات الضحية.
وأظهرت التحقيقات تورط شابين من باتنة أحدهما المتهم الحالي، الذي قام بكراء سيارة تابعة لإحدى وكالات كراء السيارات، وأشركها في عملية السطو، وهي التي رصدتها كاميرا الوكالة البنكية، أين صرح بأنه يعرف من بين عناصر العصابة المتهم (ز.ف) الذي يقطن بمدينة الشكرة بباتنة فقط، مضيفا بأنه لم ينقل لمنزله الضحية ولم ينقل المتهمين على متن السيارة المؤجرة، كما جاء على لسانهم.
وقال دفاع الضحية بأن موكله منح عجزا قدره 21 يوما بسبب تلقيه عدة ضربات على مستوى الظهر بخنجرين بطول 2 و5 سم، مؤكدا بأن الضحية نجا من الموت بأعجوبة، والمتهمون الذين التقوا بمنزل المتهم (خ.ن.د) للتخطيط للقضية استولوا كذلك على مفاتيح سيارته. وأكد ممثل النيابة العامة في مرافعته بأن الضحية تعرض لسرقة مبلغ مالي معتبر بالعملة الصعبة، والجناة استعانوا بمركبة مؤجرة من إحدى وكالات كراء السيارات، والمتهم الحالي كان في حالة فرار وصدر في حقه أمر بالقبض.
أحمد ذيب
