دعا مهندسو زراعة بقالمة، مربي المواشي، إلى تفادي الرعي بحقول القمح المتضررة من الجفاف، لحماية مواشيهم من مخاطر التسمم الناجم عن المبيدات الكيماوية المستعملة في التعشيب والقضاء على الأمراض الفطرية التي تصيب محاصيل القمح.
وقال مهندس الزراعة ثامر بوجاهم للنصر، بأنه يتعين على أصحاب المواشي أن لا يدخلوا القطعان إلى هذه الحقول كما يتعين تفادي الحرث المبكر فيها، وتركها على حالها حتى ينتهي مفعول المبيدات الكيماوية الخطيرة وتتعافى التربة من البقايا الملوثة.
وتابع بوجاهم "يجب تحذير مربي الأغنام والأبقار من الرعي في الحقول التي أصابها الجفاف، هذه الحقول معالجة بمبيدات الأعشاب ومبيدات فطرية ذات فعالية مستمرة لمدة طويلة ولا تزال موجودة في الحقول. علينا أن لا نزيد من حجم الخسائر الناجمة عن الجفاف بتعريض ثروة المواشي ومستهلك لحومها للخطر، وتلويث التربة بالحرث وتحويلها إلى بيئة حاضنة لأمراض فطرية مستقبلية أكثر شراسة وتدميرا لمحاصيل المستقبل".
وبدأت قطعان المواشي تجتاح حقول القمح المصابة بالجفاف عبر مختلف مناطق ولاية قالمة، و رأينا بعضا منها وسط حقول بسهل الجنوب الكبير، المنطقة الأكثر تضررا من موجة الحر القوية وتراجع معدلات التساقط لمدة طويلة. وحسب المهندس الزراعي نبيل عثمانية من المعهد الوطني للمحاصيل الكبرى "إي.تي.جي.سي" فإن المبيدات الكيماوية تبقى ملتصقة بنباتات القمح مدة طويلة ومن غير الممكن إدخال المواشي وسط هذه الحقول لأنها غير صالحة للرعي".
وقال الطبيب البيطري بوناب بهاء للنصر بأن إدخال قطعان المواشي إلى حقول القمح المعالجة بالمبيدات الكيماوية يشكل خطرا كبيرا على صحة القطعان ومستهلكي لحومها وحليبها، مضيفا بأنه يتعين إطلاق حملة واسعة لإقناع أصحاب الحقول وقطعان المواشي بتفادي الرعي فيها حتى لا تتعرض الثروة الحيوانية والصحة العمومية للخطر.
ومع مرور الزمن ينتهي مفعول المبيدات الكيماوية وتتعافى التربة وتنكسر دورة تكاثر الحشرات المسببة للأمراض الفطرية، لكن الإقدام على حرث الحقول المتضررة من الجفاف وإطلاق المواشي فيها قبل أن تتعافى، ستنجر عنه عواقب وخيمة قد تستمر لعدة سنوات.
فريد.غ