أشرف، نهاية الأسبوع، والي تبسة، سعيد خليل، على جلسة عمل لمتابعة إجراءات مباشرة أشغال إنشاء وتهيئة الحديقة الأثريّة بمدينة بئر العاتر، والتي ستنقل إليها أكثر من 1400 قطعة أثرية، تعود إلى مختلف الفترات التاريخية القديمة.
وستجمع الحديقة من 66 موقعا أثريا، أحصتها مصالح وزارة الثقافة والمركز الوطني للبحث في علم الآثار، من فضاء المشروع المندمج لاستخراج وتحويل الفوسفات بمنطقة بلاد الحدبة، بجنوب الولاية. الأرضية الخاصة لاحتضان هذه الحديقة الأثرية، تقع على جانب الطريق الوطني رقم 16 المؤدي إلى ولاية الوادي والمركز الحدودي بتيتة، وتتربع على مساحة تزيد عن 8 هكتارات، على أن يشرع في تهيئتها في أقـرب الآجال وفق المعايير المعمول بها، بمرافقة مختلف القطاعات ذات الصلة.
وأكد الوالي أهمية التراث المادي واللامادي في إبراز الهوية الوطنية والكشف عن ملامح خصوصيتها، ودوره في تغذية العقل الجمعي ومدّه بالقيم، إلى جانب إسهامه في تشكيل الوعي العام، داعيا بالمناسبة إلى تثمينه والترويج له وتطويعه لخدمة التنمية المحلية، ملتزما بالمرافقة والدعم، وموصيا بتوسعة الوعاء العقاري المخصص لمشروع الحديقة الأثرية، وتسريع مراحل العملية.
واكتُشف بمنطقة بلاد الحدبة ببلدية بئر العاتر، عديد المواقع الأثرية التي تضم مقتنيات وحفريات وقطعا أثرية حسب مسؤول إدارة المتاحف والمواقع الأثرية لطفي عز الدين، الذي أوضح أن عملية تهيئة موقع "بلاد الحدبة" وتحضيره للشروع الفعلي في استغلاله لاستخراج الفوسفات الخام، أسفرت عن اكتشاف قرابة 40 موقعا أثريا يعود للحقبة التاريخية القديمة ويضم تحفا وقطعا نادرة، وقد تدخلت حينها إدارة المتاحف والمواقع الأثرية لولاية تبسة، والمركز الوطني للبحوث والدراسات الأثرية لاستخراج عينات من هذه التحف التي تم تحويلها إلى الجزائر العاصمة وفحصها ودراستها.
وعلمت النصر أن هناك تنسيقا محليا ووطنيا على أعلى المستويات بالتعاون مع المركز الوطني للبحوث في علم الآثار لإنجاز الحديقة، التي ستمكن من حماية هذا الاكتشاف التاريخي الهام من التلف والتعريف به محليا و وطنيا وعالميا، وستعمل اللجنة الخاصة المشكلة لهذا الغرض والتي تضم مختلف القطاعات ذات الصلة من بينها ولاية تبسة ومديرية الثقافة وإدارة المتاحف والمواقع الأثرية، والمركز الوطني للبحوث في علم الآثار، على مرافقة العملية في مختلف مراحلها، مع التزام مجمع سوناطراك باعتباره شريكا في المشروع المندمج لاستخراج وتحويل فوسفات منطقة "بلاد الحدبة"، من خلال التمويل.
ع.نصيب