شرعت مديرية المصالح الفلاحية لولاية عنابة، بداية الأسبوع، في التقييم الأولي لإنتاج شعبة الحبوب وإحصاء المساحات المتضررة من الجفاف، بمختلف المناطق المشهورة بإنتاج الحبوب منها برحال، الحجار، وعين الباردة،
مع توسع المساحات المغروسة هذا الموسم على حساب الطماطم الصناعية.
واستنادا لرئيس الغرفة الفلاحية لولاية عنابة، سعدي عمار، للنصر، فقد سُجل هذا الموسم ارتفاع في المساحة المغروسة بالنسبة للحبوب بمختلف أنواعها، خاصة القمح الصلب واللين، مع تراجع مساحة غرس الطماطم الصناعية، بسبب الجفاف وشح مصالح السقي. وأحصت ذات المصالح، غرس أزيد من 13 ألفا و 400 هكتار من الحبوب، بزيادة تجاوزت 1000 هكتار مقارنة بالعام الماضي.
ويرتقب أن يقدر المردود هذا العام حسب الخرجات الميدانية، بأزيد من 30 قنطارا في الهكتار على مستوى السهول المعروفة بتوفر المياه، مع السعي لتكثيف الجهود حسب المهنيين، للوصول إلى 50 قنطارا في الهكتار، بتوفير جميع الظروف الملائمة لتهيئة المساحات الزراعية وتوسعتها لغرس مختلف أنواع الحبوب، حيث ساعد على ذلك التهاطل المتقطع للأمطار وعدم ركود المياه بالمساحات المغروسة، كون عنابة ذات طبيعة منخفضة وفيضية أين يؤدي ركود المياه إلى تلف المحصول، على عكس الولايات الأخرى التي يرتبط فيها نجاح حملة الغرس والحصاد بالتساقط الغزير للأمطار.
وذكرت مصادرنا، أن جميع الإجراءات اتخذت تحضيرا لجمع وتخزين المحصول على مستوى الولاية، من خلال توفير 5 نقاط جمع الحبوب مجهزة بميزان بكل من الحجار، عين الباردة، برحال، وسيدي عمار، بقدرة تخزين 1.2 مليون قنطار، كما أن جميع الوسائل الضرورية سخرت وكذا الإمكانيات البشرية المعتبرة والعتاد اللازم من آلات حصاد، وستكون الأولوية لمكثفي البذور البالغ عددهم 20 بمساحة تجاوزت 600 هكتار.
وأضاف المصدر، بأن الحاصدات سترسل للبلديات التي تملك أكبر عدد من المساحة المزروعة، على غرار عين الباردة، الشرفة، العلمة والحجار، كما تم تجهيز الصهاريج، الجرارات والشاحنات، وفي ذات السياق، سخر الديوان الجهوي للحبوب نحو 70 حاصدة لجمع المحصول و 190 شاحنة لنقل الحبوب، بعضها مزود بصهاريج لمرافقة عملية الحصاد والدرس للتدخل في حال وقوع حرائق.
كما تعمل إطارات المصالح الفلاحية على الحملات التحسيسية للوقاية من حرائق المحاصيل الزراعية والغابات حفاظا على المنتوج، بالإضافة إلى مراعاة الظروف المناخية لحصاد المحصول وجنيه في الوقت المناسب، لحمايته من الضياع، وكذلك إعطاء قيمة لبرنامج إكثار البذور واحترام ما تمليه المعاهد التقنية وديوان الحبوب ومخابر المراقبة والاعتماد، لضمان بذور نقية وسليمة.
وحسب رئيس الغرفة الفلاحية، فقد قدر تراجع مساحات غرس الطماطم الصناعية في ولاية عنابة، بـ 1000 هكتار، وتم تسطير مخطط لغرس 2500 هكتار هذا الموسم، بسبب الجفاف وعدم وجود مصادر للسقي وارتفاع تكاليف الغرس من المواد الفلاحية مثل الأسمدة، فيما سُجل في السنوات الماضية، غرس أزيد من 4 آلاف هكتار من الطماطم الصناعية ببلديات البوني، الحجار وعين الباردة.
وفي ذات السياق، بادر مجمع أسمدال بعنابة، عبر فرعه شركة توزيع الأسمدة «اسفرطراد»، بتوزيع 100 طن من اليوريا المحببة المستخدمة كسماد، على 120 فلاحا مجانا، لتشجيع الفلاحين على التسميد والرفع من المردود، في حين ينتظر الفلاحون إنهاء مشكلة توفير المياه الموجهة للسقي، مع تجسيد مشروع محطة تحلية مياه البحر، ما يسمح بتحقيق الاكتفاء الذاتي بالنسبة للمياه الشروب واستغلال السدود ومحطة المعالجة في السقي.
حسين دريدح