تحوّلت مدينة القالة الساحلية بولاية الطارف، في الآونة الأخيرة، إلى ورشة مفتوحة، من خلال القيام بجملة من العمليات لتهيئة وتحسين وتنظيف المحيط، وكذا تجهيز الشواطئ وتنقيتها من المتاريس والنفايات تحسبا لافتتاح الموسم الصيفي.
وذكر رئيس بلدية القالة، كمال حلقوم، في تصريح للنصر، أن الولاية خصصت غلافا ماليا يفوق 13 مليار سنتيم، من أجل تجسيد بعض العمليات لطلاء الأرصفة وواجهات المحلات التجارية والمؤسسات العمومية وإزالة الأكشاك والمتاريس الخشبية الفوضوية التي نصبها الباعة على حافة الطريق والشوارع، إضافة إلى نزع الحشائش الجافة من حافة الطرقات الحضرية، في حين تكفلت مصالح الأشغال العمومية بتنظيف الطرقات الرئيسية، ناهيك عن إطلاق عملية واسعة لتزيين المحيط، من خلال تزويد عديد الأحياء الحضرية بالإنارة العمومية العصرية، على غرار الهواء الطلق، 112 سكنا، دمة الريحانة، جبهة التحرير، وحي فرنانة، بما فيها الأحياء والشوارع المتواجدة بقلب المدينة القديمة.
كما يتم تجديد وعصرنة ودعم أحياء أخرى والمواقع السياحية والساحات العمومية ومداخل وخارج المدينة، بالإنارة العمومية العصرية بتركيب أكثر من نقطة ضوئية، بكورنيش المرجان، الطاحنة، والشارع الرئيسي لحي جبهة التحرير باتجاه الطريق المزدوج المؤدي نحو مدينة الطارف و واجهة البحر من ساحة الثورة «الكور» إلى غاية الميناء الجديد للصيد البحري، فضلا عن التكفل بتهيئة وإعادة تشغيل نافورات المياه بمحور الدوران عند محطة المسافرين وبمدخل المدينة على طريق الوزن الثقيل المؤدي إلى تونس، ما أعطى لمسة جمالية للمدينة السياحية التي تبقى قبلة السياح ومنطقة عبور وواجهة البلاد الشرقية.
كما تم تخصيص مبلغ 15 مليار سنتيم لحماية الشاطئ الكبير من التلوث، بعد أن تحول إلى مصب لطرح المياه المستعملة من قبل السكان بالجوار، والذين سيتم ربطهم بشبكة التطهير مباشرة عوض الطرح العشوائي للمياه المستعملة نحو البحر، إضافة إلى قيام البلدية بفتح مدخل جديد مع موقف للسيارات بالجهة الشرقية لشاطئ المرجان لفك الضغط عن الشاطئ المذكور، كما تمت برمجة عمليات تهيئة وتحسين المحيط عبر بعض الأحياء منها بوليف 1 2 و 3 ، طريق المشتلة وحي الشاطئ الكبير لإنجاز الأرصفة، تعبيد الطرقات الداخلية و وضع الإنارة العمومية وغيرها، لتسهيل تنقل المواطنين والمصطافين.
وتم توجيه تعليمات للتجار ومسيري الفنادق السياحية، من أجل التقيد بقواعد النظافة وتزيين والحفاظ على المحيط واحترام أوقات رمي الفضلات والنفايات، فيما تمت دعوة أصحاب الورشات إلى إزالة الردوم ومواد البناء والحفريات من الأرصفة والشوارع، تفاديا لتعطل حركة تنقل الأشخاص والمركبات.
وأعلنت البلدية عن مزايدة لكراء مواقف السيارات عبر الشواطئ وأقرت عدة إجراءات ترمي إلى الحفاظ على السير الحسن لمجريات موسم الاصطياف، ومنها مراجعة مخطط النقل بالتنسيق مع مصالح النقل للتخفيف من الاختناق المروري الذي تعرفه المدينة خاصة في أوقات الذروة بين شهري جويلية وأوت، زيادة على وقف منح التراخيص لمؤسسات الإنجاز للقيام بأشغال الحفريات تفاديا لأي إزعاج.
وأكد رئيس البلدية، الأهمية التي أولاها المجلس في الاعتناء بجانب النظافة ومحاربة الأوساخ، من خلال الحملات اليومية على مستوى الأحياء والشوارع وحافة الطرقات، بما فيها إشراك بعض الشركاء والخواص في العملية لتنظيف المحيط وإعطاء الوجه اللائق للمدينة المضيافة «عروس المرجان»، مشيرا إلى حرص مصالحه وسعي كل أعضاء المجلس من خلال تقاسم المهام وتضافر جهود الجميع، لإنجاح الموسم، بتوفير كل ظروف الراحة والاستقبال للمصطافين والعائلات.
ونوه رئيس البلدية بمرافقة السلطات المحلية وتدخل القطاعات المعنية بتجسيد بعض العمليات لإنجاح الموسم الصيفي الذي يراهن عليه ليكون متميزا خلافا للسنوات الفارطة، بفضل جملة التدابير التي اتخذت، مشددا على أن الاستعدادات والتحضيرات جارية على قدم وساق، حتى تكون عروس المرجان جاهزة في الموعد لاستقبال ضيوفها وتوفير كل ظروف الراحة لهم من جميع الجوانب.
نوري.ح