قضت محكمة الجنايات بمجلس قضاء عنابة، أمس، بتسليط عقوبة المؤبد في حق شقيقين والبراءة للثالث، في شجار وقع مع جارهم بحي واد النيل في بلدية البوني، عقب حفل زفاف، حيث تلقى الضحية عدة طعنات خنجر، ولفظ أنفاسه الأخيرة بالمستشفى، فيما التمس ممثل الحق العام عقوبة المؤبد في حق الإخوة الثلاثة.
وتعود وقائع القضية إلى تاريخ 2 سبتمبر 2022، عندما تلقت عناصر الأمن بالبركة الزرقاء مكالمة هاتفية من طرف مركز العمليات بمقر المجموعة الإقليمية للدرك الوطني، مفادها وقوع شجار بحي واد النيل ببلدية البوني، وبناء على ذلك شُكل فوج أمني وتم التنقل لعين المكان وبعد التحري تبين أن الضحية (ح.ح) 33 سنة نقل نحو مستشفى ابن رشد من طرف المسمى (ب.ع.و) وصديقه (ب.ع)، ليتبين بعدها أنه توفي بالمؤسسة الاستشفائية متأثرا بالطعنات التي تعرض لها.
وبعد فتح تحقيق بخصوص الوقائع من خلال التنقل نحو المستشفى الجامعي، وُجد المسمى (ص.ب) يتلقى العلاج نتيجة لإصابته على مستوى مؤخرته، وعند سماعه صرح بأنه بتاريخ الوقائع حوالي الساعة الحادية عشرة ليلا، كان متواجدا بحفل الزفاف لصاحبه المدعو «حمة» رفقة أصدقائه يحتسون المشروبات الكحولية إلى غاية الساعة الثانية صباحا، حيث قرر التوجه نحو منزله مباشرة، ليتفاجأ بضربة على مستوى الرأس بواسطة قارورة خمر وكذا طعنة على مستوى المؤخرة بواسطة سكين، وكونه لم يكن في كامل قواه، لم يتعرف على الفاعلين وبخصوص الشجار الذي وقع بين الضحية والمتهمين، فقد نفى معرفته به.
ولدى استجواب قاضي محكمة الجنايات الشاهد (ب.ع.و)، صرح بأنه كان رفقة صديقه (ب.ع) على متن سيارة من نوع «داسيا لوغان»، أين قاما بقضاء بعض الحاجيات من مدينة عنابة، وحوالي الساعة الثانية صباحا عادا إلى حي واد النيل كونهما يقيمان على مستواه، وبينما هما يسيران تفاجأ بالضحية (ح.هـ)، يجري مع صعوده إلى المركبة وهو يطلب النجدة والمساعدة، من أجل نقله نحو المستشفى، عندها قام رفقة صديقه بنقله نحو مستشفى ابن رشد أين تم تسليمه للطاقم الطبي مع تبليغ رجال الشرطة هناك، كما صرح بأنه شاهد أشخاصا يجرون خلفه، بينهم المتهم (ك.ع).
ولدى سماع (ح.س) شقيق الضحية، صرح أنه بتاريخ الواقعة اتصل به (س.ج) وأخبره بأن شقيقيه (ح.هـ) تعرض للضرب وهو متواجد على مستوى مستشفى ابن رشد بعنابة، وأضاف بأن المعلومات تشير إلى تعرضه للاعتداء من قبل (ك.ع) و (ك.ع.ي) اللذين قاما بطنعه بخنجر.
أما الشاهد (ع.ت) فقال بأنه حوالي الساعة الثالثة صباحا، كان على مستوى منزله، أين سمع صوت سقوط شخص أمام باب المرآب، عندها خرج لتفقد الأمر، ليجد شخصا يجهل هويته مرميا على الأرض وثلاثة أشخاص يحملون سكاكين بأيديهم يوجهون له طعنات متتالية وهو يصرخ، فحاول تفرقيهم غير أنه لم يستطع ثم فر هؤلاء وتركوا الضحية، الذي قام بالمشي مسافة 20 مترا، أين وجد سيارة من نوع لوغان صعد على متنها وتوجه نحو المستشفى، بعدها سمع من طرف الجيران في الحي، بأن الأشخاص الثلاثة هم الشقيقان (ك.ع) و(ك.ع.ي) وأخوهم الصغير.
ولدى استجواب المتهم (ك.خ)، صرح بأنه حدثت مناوشات بين شقيقه (ك.ع) والضحية المدعو «بيبي»، لتتطور إلى عراك بالخناجر، حيث قام شقيقيه (ك.ع) و (ك.ع.ي) بتوجيه عدة طعنات في ظهره، بينما كان هو في الخلف يشاهد دون أن يستطيع التدخل، وهي الوقائع التي أكدها المتهمان، وصرحا بأنهما قاما بطعن الضحية خلال الشجار وهما في حالة سكر.
حسين دريدح