شرع ديوان الترقية والتسيير العقاري لولاية سكيكدة، في إجراءات بعث مشروع إعادة تأهيل ورد الاعتبار لـ127 بناية في حي ديدوش مراد (الأقواس) بالمدينة القديمة، موازاة مع تعيين مكتب دراسات لإتمام عملية ما تبقى من الدراسات الخاصة بتحديث الخبرات والتشخيص التقني لهذه البنايات.
ويشكل المشروع أهمية كبيرة، خاصة و أن السلطات المركزية والولائية تتابع وترافق هذا المشروع الضخم، من أجل الشروع في انطلاق أشغال الترميم، من خلال إعداد دفاتر الشروط الخاصة بإنجاز الأشغال وفي هذا الخصوص، شددت والية الولاية في تعليماتها لمدير ديوان الترقية والتسيير العقاري، على ضرورة إشراك المجتمع المدني لإنجاح هذه العملية وضمان حسن سيرها وعلمنا من ديوان الترقية والتسيير العقاري، بأن عملية المنح المؤقت لطلب العروض الوطني المفتوح مع اشتراط قدرات دنيا رقم 2023/12، قد تمت، مؤخرا، حيث حددت آجال الدراسة ويتعلق الأمر بمهمة ما تبقى من الدراسة المتكاملة ومتابعة أشغال إعادة تأهيل المباني القديمة، مؤخرا.
وجدير بالذكر، أن عملية التشخيص وإجراء الخبرة للبنايات القديمة بالمدينة القديمة بسكيكدة، من أجل إعادة الاعتبار وتأهيل النسيج العمراني لهذه البنايات القديمة التاريخية انطلقت في شهر أفريل وهي المرحلة الأولى والفعلية في مشروع إعادة تأهيل البنايات، خاصة وأن البنايات بلغت درجة جد متقدمة من التدهور مع مرور السنين والعديد من البنايات أصبحت آيلة للسقوط نظرا لهشاشتها.
وشملت العملية البنايات القديمة المحاذية لشارع ديدوش مراد بوسط المدينة وكذا الإدارات، الهيئات العمومية والتجارية وأصحاب المحلات، التجار والمهن الحرة، بمجموع 127 بناية معنية بإعادة التأهيل.
وترتكز العملية على عدة مراحلها، أولها مرحلة التشخيص وإجراء الخبرة من طرف هيئة الرقابة التقنية، حيث بلغ عدد المهندسين المسخرين لإجراء العملية، 35 مهندسا بمشاركة 12 ولاية( الطارف، عنابة، قالمة، خنشلة، ميلة، جيجل، مسيلة، سطيف، قسنطينة، تيزي وزو، بجاية، وسكيكدة) وبلغت نسبة تقدم عمليات التشخيص بـ60 بالمئة.
وتأتي بعدها عملية تعيين مكتب الدراسات الذي يقوم باستغلال نتائج وتقارير التشخيص المعدة من طرف هيئة الرقابة التقنية، ممثلة في مركز التشخيص والخبرة لإعداد دفتر الشروط الخاص بإنجاز الأشغال وإعادة التأهيل، ثم تأتي بعدها مرحلة اختيار المقاولات والحرفيين لبدء الأشغال.
جدير بالذكر، أن الولاية استفادت في 2016 من مشروع هام لإعادة الاعتبار وترميم النسيج العمراني القديم وعلى وجه الخصوص الشارع الرئيسي ديدوش مراد أو ما يعرف بالأقواس وخصص له غلاف مالي بـ1.5 مليار دج، حيث مست العملية آنذاك أربع عمارات بها 19 سكنا و16 محلا تجاريا، ضمن 14 حصة من مجموع 127 بناية قديمة تشتمل على 604 سكنات، علما بأن عملية الترميم أعقبت عملية الدراسة من طرف المجمع الجزائري ممثلا في هيئة الرقابة التقنية للبناء للشرق ومكتب الدراسات الإسباني أكيدوس.
وصنف هذا المشروع آنذاك كأضخم مشروع استفادت منه مدينة سكيكدة ويأتي تنفيذا لتعليمات الوزير الأول خلال زيارته إلى المنطقة جانفي 2014، أين أمر السلطات الولائية آنذاك بالإسراع في إيجاد حل للمدينة القديمة، سواء بهدمها أو إعادة ترميمها و ترحيل قاطنيها إلى سكنات جديدة وكانت الاتفاقية المبرمة مع مقاولة الإنجاز، تخص إعادة البنايات إلى حالتها الأصلية، مع المحافظة على التصاميم والأشكال الهندسية للنسيج العمراني القديم بها ولحد الآن مازال هذا المشروع يثير الكثير من الجدل، خاصة بعد مغادرة مكتب الدراسات الإسباني وعدم إتمام الأشغال المبرمجة.
كمال واسطة