كشفت والية ولاية سكيكدة، حورية مداحي، عن تجاوزات خطيرة تتعلق بالتلاعب بالمال العام من طرف مسؤولين محليين، تخص مشاريع تنموية بعدة بلديات، من خلال صرف أموال باهظة في مشاريع وهمية لم تتجسد على أرض الواقع وخصت بالذكر مشروع صرف مياه الأمطار بحي مرج الديب والإنارة العمومية بالطريق المزدوج ببلدية فلفلة، بالإضافة إلى تجاوزات إدارية في صفقة خاصة بمشروع لتوصيل مياه الشرب ببلدية تمالوس وقالت بأنها لن تسكن وستحيل الملفات إلى العدالة لينال كل مسؤول جزاءه.
وأكدت، مداحي، خلال الدورة الثانية العادية للمجلس الشعبي الولائي التي انعقدت، أول أمس، وخصص جدول أعمالها لمناقشة الحساب الاداري والمصادقة على الميزانية الإضافية لسنة 2023 بنبرة من الغضب والاستياء، أنها لن تبقى مكتوفة الأيدي أمام التجاوزات الحاصلة في عدد من المشاريع التنموية والتلاعب بالمال العام وضربت مثالا على ذلك مشروع صرف مياه الأمطار بحي مرج الديب وقالت أن هذا المشروع تبين وهمي ولم يتم تجسيده على أرض الواقع، رغم الأموال الباهظة التي استهلكها بدليل أن المواطن مازال غارقا في الفيضانات كلما تساقطت الأمطار وبالتالي لا يمكن أن أترك السكان في خطر وسيتم تحويل ملف القضية إلى العدالة لينال كل متورط في هذه القضية جزاءه.
كما تطرقت المسؤولة لمشروع الإنارة العمومية بطريق فلفلة، حيث تبين بعد المعاينة، أن الأعمدة الكهربائية خالية من الكوابل الكهربائية وكذا مشروع توصيل المياه إلى قرى فاخت، بومقان، الشرايع والصرى بوحنش ببلدية تمالوس، مؤكدة أنها تلقت تقارير تفيد بوجود تجاوزات يهدف أصحابها إلى عدم تجسيد الصفقة لمصالح ضيقة، من خلال إعداد دفتر شروط بكيفية معينة حتى لا تسند الصفقة وتخرج غير مجدية لمرتين، معتبرة ذلك تلاعبا بأموال الشعب و أن كل مسؤول متورط في هذه القضية سينال جزاءه.
وأكدت مداحي أن اللوم يوجه لبعض رؤساء البلديات الذين يتركون موظفي المصالح التقنية يشرفون على إبرام الصفقات وقالت بأن رئيس البلدية هو المسؤول على تنمية بلديته ولا بد عليه أن يلعب دوره، مشيرة إلى أنه ورغم ما يحصل في بعض البلديات، فإن غالبية بلديات الولاية تشهد تنمية في مختلف المجالات والمواطن لمس تغيرا وتحسنا في ظروف معيشته.
وتركزت مجمل الانشغالات التي رفعها أعضاء المجلس في تدخلاتهم على الزيادة، في الاعتمادات المالية الخاصة بربط الساكنة بالغاز والكهرباء، مثل ما ذهب إليه العضو فاتح بوالشيخ وأحمد زقاري وهنا ثمنت الوالية مشروع ربط تجمعات سكانية بشبكة الغاز الطبيعي بكل من بلديتي أولاد أعطية، خناق مايون بالجهة الغربية ورفع الغبن عن المواطنين بعد عقود من المعاناة، مع موجة البرد والتزمت الوالية بمواصلة الجهود لرفع نسبة التغطية بالغاز في ولاية سكيكدة، إلى أزيد من 60 في المئة، لتتناسب مع المعدل الوطني.
كما ثمن أعضاء آخرون الجهود المبذولة خلال السنة الماضية في مستوى استهلاك القروض والميزانية والانجاز من نسبة 18 إلى 30 بالمئة، لكن هذا يبقى بعيدا حسبهم عن مستوى تطلعات المواطنين، بالإضافة إلى تأخر انجاز بعض المشاريع الخاصة بالإنارة العمومية بقيمة تتراوح بين 15 إلى 20 مليار سنتيم، مثل ما ذهب إليه العضو، كريم دراوي.
مع الإشارة إلى أن اليوم الأول من الدورة، تم تخصيص لإعادة هيكلة المجلس، من خلال تنصيب نواب جدد للرئيس ويتعلق الأمر بكل من زهير رضاونة، نجيب الساكتة وفارس بودخانة، بينما اليوم الثاني، تمت المصادقة فيه على الحساب الاداري والميزانية الاضافية والذي شهد أجواء مشحونة عندما اشترطت المعارضة على رئيس المجلس تعيين أعضاء اللجان التسعة الجد قبل المصادقة عل المداولات، ما عجل برفع الجلسة من طرف رئيس المجلس ومغادرة والية الولاية قاعة المداولات في قمة الغضب، مؤكدة أن الأجواء السائدة لا تشرف المجلس الشعبي الولائي ومهامه في معالجة مشاكل المواطن والاستجابة لانشغالاته وتطلعاته.
كمال واسطة