قام مهنيو قطاع الصيد البحري بعنابة، أمس، باستزراع 200 ألف يرقة للجمبري الرمادي المعروفة محليا بـ «متساقون» بعرض مياه شاطئ الجنوح سيبوس، حيث تعد هذه العملية الخامسة من نوعها منذ سنة 2012 والتي أعطت نتائج جيدة وتحسنا في المردود، خاصة وأن ساحل عنابة يعد الموطن المفضل لتكاثر الجمبري.
وحسب مدير الصيد البحري والتربية المائية لولاية عنابة، عز الدين بوكزية، فإن عملية الاستزراع كانت بمبادرة من جمعية مجهزي ومهنيي الصيد البحري بعنابة وكذا جمعية الوفاء للصيد الحرفي –سيبوس- بمتابعة المحطة التجريبية لتربية الجمبري بالمرسي في ولاية سكيكدة وبالتنسيق مع مديرية الصيد البحري.
ويهدف زرع الجمبري، إلى تعزيز الطاقة الإنتاجية للمنطقة من الثروة السمكية والمنتجات البحرية، حيث أعطت عملية الاستزراع السابقة مردودا وفيرا، وتعمل المصالح المعنية على تطوير شعبة تربية المائيات من أجل رفع الإنتاج والنهوض بقطاع الصيد البحري.
ويشير مدير الصيد البحري، إلى أن عمليات الاستزراع المختلفة سمحت بزيادة الإنتاج خلال سنة 2022، بنسبة 50 بالمائة، حيث قدر حصيلة الصيد بـ 11 ألف طن من مختلف الأنواع، بالإضافة إلى عمليات هامة من التصدير لأصناف القشريات على غرار الجمبري.
واستنادا لصيادين وأصحاب بواخر مختصة في صيد الجمبري بعنابة، في تصريح للنصر، يعد خليج عنابة والمياه الإقليمية، أحد المواطن المفضلة لتكاثر الجمبري، حيث كان بحارة بلدان البحر الأبيض المتوسط على غرار إسبانيا وإيطاليا، يقصدون سواحل عنابة ويساهمون في صيد أطنان من الجمبري بأنواعه، ويتم تصديره لمختلف الدول الأوروبية، حيث يشتهر الساحل بتكاثر 3 أصناف من الجمبري الأحمر الملكي، الرمادي، والأبيض بنوعين.
ويضيف الصيادون، أن جمبري المياه المالحة يعيش بعيدا عن الضوء الشديد بالقرب من القاع، والمناطق الصخرية ذات القاع الرملي وهي المميزات المتوفرة بالساحل العنابي.، ويؤكدون أن تراجع الإنتاج في السنوات الأخيرة يعود لعدة عوامل، أبرزها عدم احترام فترة الراحة البيولوجية وصيد البيوض، خاصة الجمبري الأبيض الذي يسوق في الربيع وبداخله بيوض زرقاء، أيضا الصيد عن طريق الجر وتخريب الشعاب البحرية والأخطر من ذلك الصيد الجائر للمرجان.
وبهدف الحفاظ على السلالات والأنواع المحلية، تم إطلاق برنامج وطني للاستزراع والتكتيف وإطلاق كميات ضخمة بمختلف المناطق للرفع من الكميات المصطادة. وتتراوح أسعار الجمبري ما بين 1500 دج و 4500 دج وتصل الذروة أحيانا عند تراجع الإنتاج، إلى 6000 دج، حيث يعد الجمبري الأبيض « الشيفرات» أقل سعرا، فيما يحتل النوع الأحمر الملكي والرمادي السقف الأعلى، وكلما صغر الحجم قل الثمن حسب تجار وصيادي السمك.
ويحتل الجمبري مكانة مرموقة بين جميع أنواع المنتجات البحرية المختلفة لأهميته الاقتصادية وإقبال المستهلكين عليه لجودة طعمه ومحتواه الغذائي العالي، فهو من فواكه البحر ويعتبر من أغلى الأطباق الفاخرة التي تقدم في المطاعم، حيث يوجد بسواحل عنابة نحو 3 بواخر مختصة في صيد الجمبري ويتم تصدير أجود الأنواع إلى إسبانيا ودول أخرى.
وذكرت مصادرنا، أن الاستثمار في تربية الجمبري وكذا استزراعه في البحر، من بين المشاريع الإستراتيجية والمربحة، نتيجة للنوعية الجيدة والمردود الكبير الذي يتم تحقيقه في التجارب التي يتم القيام بها في السنوات الأخيرة.
وفي ذات السياق، ذكر مدير الصيد البحري، أن مصالحه قامت بإنشاء مناطق للاستثمار، حيث تم تقديم ملف تجري دراسته من أجل تخصيص مناطق لتوطين هذه المشاريع على مستوى الجهة الغربية للولاية والتي تمتد من رأس الحمراء، مرورا بواد بقراط وعين بربر ببلدية سرايدي، وصولا إلى منطقة تكوش بشطايبي، كما تم فتح مجال الاستثمار وتوفير الأرضية لتوطين المشاريع، وإرسال بعثات لتكوين في الخارج، منها فريق يقوم حاليا بالتدريب التطبيقي بالجمهورية الإسلامية الموريتانية الرائدة في مجال الإنتاج السمكي بالمنطقة، من أجل الاستفادة واكتساب مهارات وخبرات على متن سفن الصيد الموريتانية وذلك في إطار برنامج الدولة، لتجهيز أسطول للصيد في أعالي البحار.
حسين دريدح
