أكد أمس، مختصون في علم الأوبئة والطب الوقائي في يوم تكويني حول مكافحة التسممات العقربية احتضنه المعهد الوطني العالي للتكوين شبه الطبي بالمسيلة، أهمية إدراج مادة تعليم طرق وكيفية التعامل مع العقارب والتعرف عليها في المناهج التكوينية، لفائدة ممارسي الصحة وحتى في المدارس الابتدائية في المناطق المتضررة.
وفي هذا الصدد قال الدكتور سعيداني محمد الأمين الخبير في العقارب بمعهد باستور، والذي يترأس لجنة الخبراء التي تشرف على تأطير الأسبوع التحسيسي حول مكافحة العقارب والأفاعي تحت شعار "معا جميعا من أجل سلامتنا"، إن العام الماضي شهد تسجيل أكثر من 40 ألف حالة إصابة بالتسممات العقربية و 25 حالة وفاة، إلا أن انخفاض عدد الوفيات لا يبعِد الخطر وإنما يدفع، مثلما يضيف، للرفع من مستوى التأهب من خلال مضاعفة عدد حملات التوعية والتحسيس بخطر العقارب واتخاذ أسباب مكافحتها.
وأشار الخبير إلى أن اللجنة الوطنية المختصة في محاربة هذه المشكلة، جددت مؤخرا مقترحاتها التي يتم رفعها للسلطات العليا ومن بينها إدراج مادة تعليم التعامل والتعرف على العقارب والحشرات السامة في المناهج الدراسية وفي مقررات تعليم ممارسي الصحة، لتعليمهم أنواع العقارب والأفاعي الموجودة في الجزائر وأماكن انتشارها ودرجة خطورة كل نوع منها، ذلك أن الكثير من الممارسين في القطاع لا تتوفر لديهم أدنى فكرة عن أنواع العقارب، مؤكدا أن المشكلة ليست في العلاج وإنما في الوقاية وفي عدم معرفة كيفية توخي أسباب الحيطة والحذر، وكيفية التقليل من عدد الحالات وهذا بتوسيع عمليات جمع العقارب وكذلك تربية الحيوانات الأليفة بالتجمعات السكانية.
وتشير الدراسات المنجزة في هذا السياق يقول الخبير، إلى أن تربية الحيوانات الأليفة ساهمت بشكل فعال في الحد من انتشار الحشرات السامة على غرار منطقة أولاد دراج التي تشهد تسجيل عدد ضئيل جدا من حالات اللسع العقربي خلال السنوات الأخيرة، على عكس ما يحدث في مناطق بن سرور ومقرة وعاصمة الولاية، وفي بوسعادة التي تحتل المراتب الأولى في ولاية جاءت الأولى وطنيا في عدد الإصابات خلال العام المنصرم، بـ 3460 حالة تسمم عقربي وحالتي وفاة.
وأضاف الدكتور سعيداني أن تراجع ثقافة جمع العقارب خلال السنوات الأخيرة وعدم توفر المسيلة على ملحقة لإنتاج المصل المضاد للسعاتها، كان سببا مباشرا في تزايد عدد حالات اللسع وهو ما يتطلب تجديد مقترح فتح ملحقة بمركز باستور بعاصمة الولاية لإنتاج المصل. والي المسيلة عبد القادر جلاوي الذي أشرف على افتتاح اليوم التكويني، ألح على ضرورة إنشاء جمعية ولائية لجمع العقارب، قال إنه سيتم دعمها ماديا من أجل إعادة إحياء هذا النشاط ومضاعفة الجانب التوعوي والتحسيسي بجميع مناطق الولاية، وخاصة تلك التي تحتل مراتب متقدمة في عدد الإصابات، مؤكدا توفر الولاية على شروط فتح ملحقة لإنتاج المصل المضاد للتسممات العقربية وسيتم العمل على هذا الشق لاحقا على مستوى الوصاية. وتشير الإحصائيات إلى أن ولاية المسيلة شهدت سنة 2015 أعلى مستوى لجمع العقارب بأكثر من 66500 عقرب، في منحى تصاعدي منذ سنة 2011 اين لم يتجاوز العدد
2585. فارس قريشي