تسببت الحرائق الأخيرة التي شهدتها ولاية الطارف، في تضرر 8 مواطنين بكل من بلديتي بالريحان والقالة، كما سجل إتلاف النيران لحوالي 500 هكتار من الغابات والأدغال، إضافة إلى 726 شجرة زيتون، 1200 شجرة مثمرة، 100 خلية نحل وعتاد فلاحي يخص السقي.
وذكر رئيس مصلحة حماية النباتات والغابات بمحافظة الغابات لولاية الطارف، إسماعيل حسيني، أن اللجنة الولائية المختصة قد تكفلت بتعويض كل المتضررين من النيران، وأكد أنه لولا الاستباقية والإجراءات العملية المتخذة، وكذا الجاهزية وتجند الجميع وسرعة التحكم في الحرائق، لكانت الخسائر كبرى، منوها في هذا الصدد بفعالية فرق التدخل ومنظومة مجابهة الحرائق في التصدي للنيران والسيطرة عليها، بعد أن تعززت الولاية في إطار المخطط الوقائي، بالمفرزة الجهوية للحماية المدنية المجهزة بكل الوسائل المادية للتدخل لإخماد كبرى الحرائق، إلى جانب تنصيب الرتل المتحرك المجهز بدوره بكل الإمكانيات والوسائل الضرورية.
وأكد المصدر، التكفل بإنجاز أحزمة وقائية على مساحة تفوق 400 كلم عبر محيط التجمعات السكانية المحاذية للغابات لحماية الأرواح والممتلكات من الحرائق، موازاة وتواصل عملية تنظيف الغابات المحروقة من الحطب الذي قد يتسبب في نشوب النيران وتوسع رقعتها، كاشفا من جهة أخرى عن عثور أعوان الغابات خلال عمليات المراقبة الميدانية على كمية معتبرة من العجلات المطاطية يفوق عددها 400 إطار مطاطي، كان مخبأ داخل الأحراش الغابية ببلديات الطارف، عين العسل ورمل السوق، حيث يرجح تحضيرها واستعمالها من قبل مجرمين في إضرام النارداخل الغابات.
وأشار رئيس المصلحة، إلى تسجيل تراجع في نشوب الحرائق هذه الصائفة بنسبة 40 بالمائة، مرجعا ذلك إلى المخططات الوقائية المسطرة والإجراءات الاستباقية والعملية، المتخذة في الميدان من قبل السلطات المحلية للتصدي للنيران بتدخل كل الفاعلين، أين تم منذ الفاتح جوان، تسجيل 45 تدخلا عبر 10 بلديات، منها 9 تخص حرائق بمفارغ عشوائية، 9 بمحاصيل زراعية، 6 بأملاك خاصة، و 5 حرائق بتجمعات سكانية، إضافة إلى اثنين بغابة.
وتسببت هذه الحرائق في إتلاف ما يقارب 500 هكتار، منها 250 هكتارا من الأملاك الغابية ببلديتي بالريحان والقالة، و 202 هكتار من الأدغال والأحراش، كما مكن التواجد الميداني للفرق المتنقلة، يقول المسؤول، من التدخل الآني وإخماد 20 حريقا في مهده من دون تسجيل أي أضرار أو خسائر تذكر، فيما باشرت الجهات الأمنية المختصة تحرياتها بفتح تحقيقات حول الحرائق التي سجلت على خلفية الشكاوى المودعة ضد مجهول.
وأكد المصدر وضع كل الإمكانيات في حالة تأهب قصوى عند أي طارئ، بما في ذلك تفعيل الأرتال المتحركة للحماية المدنية وإدارة الغابات، علاوة على الاستعانة بالإمكانيات والوسائل المادية والبشرية للمؤسسات العمومية والخاصة المكلفة باستغلال ورشات الأملاك الغابية من الفلين والخشب، وهذا بعد أن تم تمديد صلاحية القرار الولائي بمنع دخول المواطنين للفضاءات الغابية إلى غاية نهاية الشهر، في إجراء وقائي، خاصة في هذه الفترة حيث ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة العالية، كما تم إنجاز أحزمة وقائية بالشريط الحدودي مع البلد المجاور لمنع انتشار ألسنة اللهب إلى داخل الأملاك الغابية الوطنية المحلية، مع تفعيل نظام عمل أبراج المراقبة للتبليغ عند أي طارئ من أجل التدخل السريع.
نوري.ح