اندلعت أمس، النيران بمنطقة بوقنطاس التابعة لبلدية البوني بعنابة، فيما فتحت مصالح الدرك الوطني تحقيقا معمقا في الحريق الذي شب في الغابة الأسبوع الماضي، بمحيط مشروع السد الواقي الجاري إنجازه، بعد عثور وحدات الحماية المدنية ومصالح الغابات على عجلات مطاطية وقارورات بلاستيكية، ما يوحي حسب التحريات الأولية بأن الأمر يتعلق بعمل إجرامي.
وخلف الحريق الذي وقع يوم السبت إلى الأحد، إتلاف نحو 4 هكتارات من الأحراش وأشجار الفلين، ما استدعى دعما وتدخلا جويا عن طريق طائرتين مخصصتين للإطفاء، وتسخير الرتل المتنقل للحماية المدنية والفرق المتنقلة لمكافحة حرائق الغابات التابعة لإقليم مقاطعة الغابات بعنابة وسرايدي، بتنسيق مع المركز العملياتي للجيش الوطني الشعبي والقطاع العسكري، وكذا الدرك الوطني، كما قام أعوان الغابات بمعاينة مكان الحريق والتحقق من إخماده الكلي، أين تم إطفاء بعض بقايا الجذوع المشتعلة، وقدمت تعليمات لإبقاء المكان تحت المراقبة والحراسة، والتدخل السريع في حال عودة نشوب النيران.
من جهتها تعمل مختلف الأجهزة الأمنية والعسكرية بجبال الإيدوغ، وفقا للمصدر، على التصدي لأي محاولات لإضرام النار والاقتراب من الأشخاص الغرباء في النقاط المعزولة جدا، والتأكد من هوياتهم والاستفسار عن سبب تواجدهم هناك، تفاديا لوقوع أي عمليات تتعلق بإشعال النار سواء عمدا أو دون قصد.
وتدخلت فرق الإطفاء، أمس، لإخماد حريق بمنطقة بوقنطاس التابعة لبلدية البوني، المرتبطة بجبال الإيدوغ، حيث سخرت جميع المصالح لإطفائه، فيما استمرت عملية الإخماد.
وأكدت المكلفة بالاتصال بمحافظة الغابات لولاية عنابة، عوادي أسماء، في تصريح للنصر، نجاح مختلف المصالح في التحكم في الحرائق مند شهر جوان، حيث تم تسجيل 5 بؤر تم إخمادها ومنعها من الانتشار إلى المساحات الغابية وكذا التجمعات السكنية المجاورة، بحصيلة محدودة قدرت بإتلاف 12 هكتارا مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية التي سجل فيها احتراق 80 هكتارا من الأحراش والبلوط الفليني وكذا خسائر في البساتين وخلايا النحل.
وتجدر الإشارة إلى تمكن مصالح الغابات بعنابة، الأسبوع الماضي، خلال الدوريات الروتينية للفرق المناوبة لمراقبة وتمشيط عدة نقاط معروفة باندلاع الحرائق، من العثور على كمية معتبرة من العجلات المطاطية مرمية على مستوى المسلك الحراجي المؤدي إلى منطقة بوشلبان في بلدية برحال. وتشدد ذات المصالح على ضرورة تكثيف أعوان الغابات المكلفين بحراسة الأملاك الغابية، لدورياتهم للتصدي لرمي العجلات المطاطية والمواد سريعة الاشتعال كالزيوت المحروقة، بالإضافة إلى تكثيف عمليات التحسيس الميدانية، لمنع مختلف محاولات التعدي.
وحسب مصادرنا، فقد تم وضع مخطط جهوي لمتابعة اندلاع الحرائق على مستوى ولايات سكيكدة، عنابة، الطارف، وقالمة، والتي تشترك في التضاريس الغابية نتيجة امتداد السلاسل الجبلية بينها، حيث ترصد خلية متابعة الحرائق، بأن انتقالها من ولاية لأخرى يحدث بسبب العوامل الطبيعية، خاصة مع هبوب الرياح في الأيام الأخيرة.
ويتم تنسيق المعلومات عبر الخلية الوطنية للرصد بالمديرية العامة للحماية المدنية، والتي تعمل على تحريك العتاد ومعدات الإطفاء والأعوان حسب الخريطة الوطنية لمتابعة الحرائق المشتعلة، فيما تساهم محليا أبراج المراقبة الجديدة التي وضعت حيز الخدمة، في متابعة حركة النيران من المرتفعات وتزويد العاملين في الميدان بالمعلومات.
حسين دريدح