استعاد الشارع التجاري الرئيسي بمدينة قالمة، جماله وحيويته بعد نهاية مشروع التطوير الذي أطلقته سلطات المدينة في إطار عملية واسعة للتحسين الحضري شملت عدة أحياء بالمدينة القديمة.
الزائر للشارع التجاري المعروف بشارع التطوع يمكنه اكتشاف التغير الكبير الذي طرأ على الطرقات والأرصفة والساحات العامة، ونظام صرف المياه وشبكة الإنارة، ويبتهج باختفاء أكوام النفايات والحفر والانكسارات التي كانت تميز أحد أهم الشوارع بالمدينة.
وقد تم غرس الأشجار على طول الطريق المزدوج الذي يعد القلب النابض لشارع التطوع مركز التجارة بالمدينة، وتعمل فرق النظافة وصيانة المساحات الخضراء على تنظيفه باستمرار وسقي الأشجار الفتية حتى تنمو وتغطي الشارع الذي ظل يعاني من التصحر والمشاهد الباهتة، قبل إطلاق مشروع التطوير قبل نحو سنتين تقريبا وعلى مراحل حتى لا تتعطل حركة السير وتتمكن شركات الإنجاز من العمل دون عوائق ميدانية.
واعتمد المهندسون على نظام الإنارة المقتصدة للطاقة، والخرسانة المطبوعة وقطع البلاط وشبكات صرف مياه الفيضانات على طول الشارع الشهير الذي بني منتصف الثمانينيات على أنقاض مجرى وادي السخون والأحياء القصديرية التي كانت تغطي مساحة واسعة من الضاحية الغربية للمدينة.
ولجأت سلطات المدينة آنذاك إلى حملات التطوع بمساهمة الشركات الحكومية والمقاولات الخاصة، لتغطية مجرى وادي السخون وبناء الطريق المزدوج، ومنذ ذلك الحين أطلق السكان اسم شارع التطوع على هذا القطب التجاري الذي يضم أيضا معالم تاريخية بينها نصب مخلد لضحايا القطار الذين سقطوا في انتفاضة 8 ماي 1945، والحائط الروماني وساحة باب سكيكدة الشهيرة.
وتبقى الآمال معلقة على السكان لدهن مساكنهم والقضاء على المشاهد العمرانية الباهتة، حتى يكتمل جمال شارع التطوع ويصير قبلة للسياح كما المدينة القديمة. وتعد الفيضانات الموسمية التي تجتاح المكان باستمرار بمثابة الاختبار الحقيقي الذي ينتظره المهندسون لمعرفة ما إذا كانت أنظمة الحماية المنجزة قادرة على الاستيعاب، وحماية الشارع الشهير الممتلئ بالحركة والنشاط ليلا ونهارا.
فريد.غ