نفذت، يوم أمس الأول، إحدى الشركات الخاصة في صناعة مواد البناء، ببلدية العش جنوب ولاية برج بوعريريج، عملية تصدير لشحنة من مادة السيراميك بوزن 662 طنا، معبأة على متن شاحنات توجهت نحو دولة ليبيا، في أول دفعة، على أن تتبعها عمليات أخرى مستقبلا بقيمة إجمالية قدرها 3 ملايين دولار.
وجرت عملية التصدير، بحضور السلطات الولائية، والشريك الليبي الذي أثنى على نوعية مواد البناء المصدرة والمتمثلة في مادة السيراميك الأرضي والحائطي، حيث أشار إلى اختيار الشريك الجزائري وبالضبط مؤسسة «بولسيرام» بالنظر إلى جودة المنتوج وتنافسية الأسعار.
وفي هذا الصدد، أشار ممثل عن الشركة في شروحات مقدمة للسلطات الولائية، إلى أن ما وفرته الدولة من تحفيزات وإمكانيات، سمح بتقليص فاتورة الإنتاج مقارنة بدول أخرى، خاصة ما تعلق بتوفير المواد الطاقوية وتوصيلها إلى المصانع، ما مكن المستثمر الجزائري من اعتماد أسعار تنافسية لتحقيق مكانة بالسوق الخارجية، مستدلا بارتفاع أسعار مادة السيراميك بإسبانيا بالنظر إلى الصعوبات التي تواجهها المؤسسات المنتجة بسبب غلاء ونقص المواد الطاقوية.
وأضاف المصدر أن المنتوج المصنع محليا يتوفر على نفس المواصفات التقنية والمقاييس المعتمدة على مستوى العديد من الشركات عبر العالم، التي تستفيد من التجربة والتقنية الإيطالية في عملية التصنيع، غير أن نوعية المادة الأولية المتمثلة في التربة أفضل بكثير في الجزائر، مقارنة بدول أخرى تصنع نفس المنتوج على غرار المؤسسات المتواجدة بالصين، الأمر الذي جلب اهتمام شركاء أجانب للشروع في عملية تصدير المنتوج نحو العديد من الدول.
من جانبه، أكد توفيق بورحلي مالك مؤسسة «بولسيرام»، أن عملية تصدير مواد البناء، تمثل انعكاسا لجهود الدولة في تشجيع الاستثمار والمستثمرين، مستدلا بإطلاق أولى الشحنات نحو التصدير بعد تحقيق فائض في المنتوج على المستوى الوطني، رغم التحدي المرفوع بإقامة المصنع والمؤسسة الفتية، في منطقة نائية ببلدية العش الواقعة بين ولايتي البرج والمسيلة، إذ كانت تفتقر لأبسط الإمكانيات، غير أنها شهدت تطورا كبيرا خلال السنوات الفارطة، بفضل مخطط الإنعاش الاقتصادي، ما حولها إلى منطقة استقطاب للاستثمار واليد العاملة المؤهلة.
وبخصوص الاتفاقية المبرمة مع الشريك الليبي، فأشار المتحدث إلى أن هذه الشحنة الأولى المصدرة تقدر قيمتها الإجمالية بحوالي 800 ألف دولار، بوزن 622 طنا، في حين مازالت عمليات أخرى وفقا للاتفاقية بعيدة المدى لتصدير شحنات إضافية بقيمة إجمالية تصل إلى 3 ملايين دولار، مع الانفتاح تدريجيا على السوق الخارجية، وبالأخص السوق الإفريقية، كما ثمن قرار افتتاح أول بنك جزائري خارجي بدولة موريتانيا، مضيفا أن هذا البنك سيفتح آفاقا كبيرة للتصدير نحو الدول الأفريقية على غرار موريتانيا والسنغال، بعدما كانت عملية التوطين البنكي تمثل حاجزا كبيرا في حركة المبادلات التجارية والتصدير نحو الخارج.
من جانبه أشار الوالي في تصريح إعلامي بعد إشرافه على العملية، إلى أن تصدير هذه الشحنة من مواد البناء على مستوى مؤسسة اقتصادية بمنطقة كانت نائية ببلدية العش باتجاه ليبيا الشقيقة، يدخل في إطار استراتيجية رئيس الجمهورية لتقوية الاقتصاد الوطني عن طريق التصدير، مضيفا أن الشحنة ستتبعها عمليات تصدير أخرى مع الشريك الليبي، الذي عبر عن ارتياحه لنوعية وجودة المنتوج، مضيفا أن ذلك يمثل صورة مصغرة عن مكانة ولاية برج بوعريريج الرائدة في خريطة الاقتصاد الوطني، والتي «ستتعزز في الأيام القادمة بتصدير منتوجات أخرى، كما أن التصدير لم يعد يقتصر على الإلكترونيات فقط، بل اقتحم مجال السيراميك ومواد تغذية الأنعام ومواد أخرى ستبرز مكانة الولاية كقوة صناعية وطنية».
ع/بوعبد الله