شنت وحدات الشرطة بأمن ولاية عنابة، صبيحة أمس، حملة واسعة بوسط المدينة لمحاربة ظاهرة البيع غير الشرعي والركن العشوائي للمركبات في الطريق العام، أسفرت عن إزالة وإبعاد عدد كبير من الباعة الفوضويين ورفع كل الحواجز الموضوعة دون ترخيص قانوني على مستوى عدة شوارع.
وحسب ما عاينته النصر في الميدان، انطلقت حملة محاربة التجارة الفوضوية بمتابعة مباشرة من رئيس أمن الولاية، ومست النقاط المحيطة بالمسرح الجهوي وشارع ابن خلدون وشارع البيع بالتخفيض، إلى غاية محور دوران الحطاب، وهي المواقع الأكبر عرضا للسلع في الطريق العام، خاصة مع تزامن الدخول المدرسي، أين توجد مئات الطاولات تعرض الأدوات المدرسية وكذا الألبسة الجاهزة، بالإضافة إلى استغلال مناسبة المولد النبوي الشريف لبيع مختلف مستلزمات الاحتفال منها المفرقعات، التي شهدنا محدودية عرضها، بسبب الإجراءات الردعية وحواجز المراقبة التي تفرضها المصالح الأمنية.
وتم حجز عدد معتبر من الطاولات ومختلف الحواجز المستخدمة لاحتلال الأماكن أمام المحلات، كما قامت عناصر الشرطة بتحسيس التجار بضرورة التقيد بالقوانين المنظمة لممارسة الأنشطة التجارية، مع دعوتهم لتفادي عرقلة حركة المرور التي قد تتسبب في وقوع حوادث يكون ضحاياها من الفئات الهشة. عمليات الشرطة التي تمت بالتنسيق مع مصالح البلدية، سبقها إعذار جميع الباعة المستغلين للأرصفة، مع دعوتهم إلى ضرورة احترام القوانين المعمول بها، وقام عمال البلدية بتفكيك المربعات ورفع الطاولات والمخلفات على متن الشاحنات، كما قام بعض الباعة بنقل سلعهم قبل العملية، حيث تواصل مصالح الشرطة جهودها للقضاء على التجارة الفوضوية بكامل أشكالها على مستوى وسط المدينة وكذا أحياء السهل الغربي.
وجاءت عودة التجارة الفوضوية بعدة أحياء منها «لاكولون» بقلب وسط المدينة، بعد فشل مشاريع خلق أسواق جوارية، حيث تم دمج المئات من الباعة الذين يمارسون نشاطهم بصفة دائمة، في فضاءات منظمة في الأسواق وتحويل باعة الهواتف النقالة بمرسيس إلى المقر السابق لمصلحة البطاقات الرمادية بحي لاكولون.
وفتحت السلطات المحلية فضاءات لبقية الباعة الموسميين الذين ينشطون في مجال الألبسة والأواني وغيرها من المواد، لعرض سلعهم في الأسواق الأسبوعية، التي تنظم كل يوم في بلدية من بلديات الولاية، غير أن التجارة الفوضوية عادت تدريجيا لتعود معها مظاهر سلبية كالازدحام المروري وانتشار الأوساخ.
وأرجع تُجار في حديث للنصر، فشل مشاريع بعض الأسواق الجوارية، إلى ذهنية المواطن في حد ذاته، حيث أصبح يُفضل الزبون الشراء من الشارع والعربات القريبة من مقر سكناه بدل التوجه إلى السوق، كما قالوا إن إنجاز الأسواق من قبل البلديات لم يكن مدروسا، أما بعض الأسواق الجوارية بالضاحية الغربية لوسط مدينة عنابة، فتعرف إقبالا للمواطنين على غرار سوق الصفصاف، بالإضافة إلى أخرى ببرحال، كما انتعش نشاط أسواق نظامية قديمة، بعد سنوات من المعاناة بسبب انتشار التجارة الفوضوية على غرار «مرشي البوني» الذي أصبح يعرف حركية، مؤخرا، حيث كانت محلات مغلقة لسنوات وبدأت تفتح أبوابها، خاصة مع تهيئة المحيط الخارجي للسوق، بينما ما زالت تسجل تجاوزات للتجار والباعة على مستوى الشارع المؤدي إلى حي بوزعرورة، لعدم احترام المساحات المخصصة لعرض السلع على الرصيف وفي وسط الطريق، مع انتشار الأوساخ بسبب مخلفات هذه
الأنشطة. حسين دريدح