قالمة: دراسة لتـحويل مياه وادي الشـارف إلى سد بوحمدان

علم من مصادر رسمية بقالمة، بأن قطاع الري قد استفاد من مشروع دراسة تقنية لتحويل مياه وادي الشارف إلى سد بوحمدان الذي يعاني من جفاف طويل بسبب تراجع معدلات التساقط بحوض المصب المتربع على مساحة تتجاوز الألف كلم مربع لم تعد تكفي لتعبئة أكبر مسطح مائي بالمنطقة.
وأضافت نفس المصادر بأن مبلغ الدراسة، التي وافقت عليها الجهات المركزية، يقدر بنحو 80 مليون دينار جزائري، وأن المشروع يوجد في مرحلة إعداد دفتر الشروط قبل إسناده إلى مكاتب دراسات متخصصة في المنشآت المائية الكبرى.
وكانت وزارة الموارد المائية قد قررت قبل عدة سنوات إنجاز نظام لتحويل مياه وادي الشارف إلى سد بوحمدان، في إطار جهود حشد الموارد المائية الموجهة للسقي والشرب، ومواجهة ظاهرة الجفاف التي يعاني منها السد الكبير الذي يعد المصدر الرئيسي للشرب والري الفلاحي على امتداد سهل سيبوس الكبير.
وكان من المقرر بناء سد على وادي الشارف بقدرة تخزين تبلغ 100 مليون متر مكعب من المياه لكن الدراسات التقنية بينت بأن موقع بناء الحاجز غير ملائم من الناحية التقنية والجيولوجية، وأنه لا جدوى من بناء سد بحجم أقل نظرا لتكلفته المرتفعة، وأضاف أن البديل هو بناء نظام لتحويل مياه الشارف عبر قناة عملاقة ومحطات ضخ لتعبئة سد بوحمدان.
ويتوقع بعد الدراسة أن توافق الحكومة على إنجاز المشروع على أرض الواقع وتحقيق حلم سكان ولاية قالمة الذين يواجهون شحا مائيا متزايدا، ولم تعد الاحتياطات الحالية تكفي للشرب وسقي المحاصيل الزراعية بمحيط قالمة بوشقوف المتربع على مساحة تتجاوز 10 آلاف هكتار تعد من أجود الأراضي الزراعية المسقية بشرق البلاد.
ومن جهة أخرى علم أيضا بأن لجنة من خبراء وزارة الموارد المائية قد خلصت إلى إمكانية بناء سد على مجرى وادي غانم شرق قالمة بقدرة تخزين تبلغ 43 مليون متر مكعب من المياه، واقترحت مديرية الموارد المائية تسجيل دراسة تقنية للمشروع لكنها لم تحض بالموافقة حتى الآن، لكن مطلب سكان الولاية يظل مطروحا بإلحاح لبناء سد وادي غانم عندما تتوفر الإمكانات المالية، لحشد مزيد من مياه السقي والشرب لمواجهة آثار التغيرات المناخية التي طالت مصادر المياه الجوفية والسطحية بالمنطقة.  وتذهب كميات هائلة من مياه وادي غانم والشارف بقالمة إلى البحر كل عام دون الاستفادة منها في الشرب والسقي، ولم تتوقف مطالب السكان والمزارعين على وجه الخصوص بضرورة استغلال هذه الثروة الحيوية لدعم اقتصاد الولاية والتخفيف من وطأة الشح المائي المتزايد.
فريد.غ