تم، أمس، ترحيل 318 عائلة تقيم في بنايات هشة آيلة للسقوط مصنفة في الخانة الحمراء بالمدينة القديمة بسكيكدة، إلى سكنات جديدة تتوفر على كامل المرافق والشروط الضرورية بحي الزفزاف، وسط فرحة عارمة للمستفيدين الذين لم يخفوا سعادتهم وابتهاجهم بعد تخلصهم من هاجس الخوف والقلق من انهيار المنازل على رؤوسهم.
وتأتي العملية استكمالا للبرنامج الذي سطرته مصالح الولاية، بترحيل العائلات المقيمة في البنايات الهشة الآيلة للسقوط بالمدينة القديمة والذي شرع فيه في شهر مارس الماضي أين تم في مرحلة أولى إعادة إسكان 284 عائلة تقيم في بنايات هشة إلى القطب العمراني الزفزاف والذي يُهدف إلى إتمامه قبل فصل الشتاء حتى يتسنى غلق العمارات، في انتظار انطلاق عملية ترميمها.
وجرت عملية الترحيل في ظروف جيدة تحت إشراف والية الولاية، حورية مداحي، التي انتقلت إلى موقع السكنات الجديدة بحي الزفزاف، و وقفت ميدانيا على سير إعادة إسكان العائلات، وقد أكدت أن العملية تندرج في إطار تكريس الطابع الاجتماعي للدولة وفق توجيهات وتعليمات رئيس الجمهورية، مواصلة لمساعي السلطات الولائية لتحسين الظروف المعيشية للمواطن وضمان حقه في الحصول على سكن لائق يحفظ كرامته.
وأكدت الوالية في هذه الخصوص، أن وضع العائلات بالمدينة القديمة غير لائق تماما ومقلق جدا لاسيما في فصل الشتاء خوفا من انهيار المنازل على رؤوس قاطنيها، ولهذا تم اتخاذ قرار بترحيلها، وقد وصلت العملية في هذا البرنامج وصلت إلى 90 بالمئة ولم تبق سوى بعض المشاكل التي تتعلق بأسر مستفيدة رفضت الترحيل بسبب استغلال المسكن من طرف أكثر من عائلة.
وأضافت مداحي أن الحصة المخصصة لهذه العائلات تقدر بـ 664 وحدة سكنية، بينما عدد تلك المتواجدة يناهز 800 عائلة، مضيفة في هذا الخصوص أنه بات من الضروري إخلاء جميع البنايات التي أضحت تشكل خطرا على قاطنيها حفاظا على سلامتهم وكذا لمباشرة أشغال إعادة الاعتبار وتأهيل المدينة القديمة التي تشهد بناياتها هشاشة شوهت المنظر الجمالي.
وأكدت الوالية مواصلة عمليات الإسكان عبر مراحل خاصة وأن الولاية استفادت من عديد البرامج من مختلف الصيغ، على غرار 1668 وحدة بصيغة العمومي الإيجاري بالمدينة الجديدة بوزعرورة ببلدية فلفلة والتي من المزمع توزيعها شهر جويلية 2024، ناهيك عن السكنات الجاري إنجازها، لاسيما مشروع 1404 وحدة بمنطقة الماتش ببلدية سكيكدة، داعية العائلات المعنية إلى التحلي الصبر حيث أكدت أنه سيتم التكفل بها وفقا للقانون.
بالإضافة إلى ذلك هناك حصة بـ 1440 وحدة سكنية بمنطقة رأس الماء ببلدية عزابة وهو ما من شأنه أن يقلل من حجم الطلب على السكن بالولاية، وتوجهت مداحي بشكرها لكافة المصالح والهيئات التي ساهمت في إنجاح سير الترحيل، داعية إلى مواصلة الجهود ضمانا لإتمام العملية في ظروف جيدة عبر كافة مراحلها.
من جهتهم عبر المستفيدون وعائلاتهم للنصر، عن سعادتهم الكبيرة بالحصول على سكن والخروج من أزمة ضيق المنازل وخطر انهيار البنايات الهشة الذي كان يهدد حياتهم منذ عقود، متوجهين بالشكر إلى السلطات الولائية والدولة الجزائرية عموما، على مساعيها الرامية إلى تحسين ظروفهم المعيشية، مع الإشارة إلى أن عملية الترحيل برمج تنفيذها يومي الأربعاء والخميس.
كمال واسطة