سلّطت، ليلة أمس الأول، محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء أم البواقي، عقوبة 20 سنة سجنا نافذا في حق (ط.س) البالغة من العمر 39 سنة، والتي تمت متابعتها بجناية التحريض على القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، فيما أدين جارها المدعو (ج.ا.ع.ا) 41 سنة بعقوبة السجن المؤبد، وهو الذي تمت متابعته بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، والتمس ممثل النيابة العامة توقيع عقوبة السجن المؤبد في حق المتهمة والإعدام في حق المتهم.
القضية ترجع بتاريخها لتاريخ الخامس من شهر فيفري من السنة الجارية، بعد تلقي عناصر الفرقة الإقليمية للدرك الوطني ببحير الشرقي بدائرة مسكيانة، بلاغا عن اكتشاف جثة لشخص بمنزله، بمشتة الهماجة بنفس البلدية، أين تم التنقل على الفور إلى عين المكان، والاستعانة بخلية الشرطة التقنية والعلمية للمجموعة الإقليمية للدرك الوطني، وبعد المعاينات اتضح بأن الأمر يتعلق بالمسمى (ب.م.د) 61 سنة، والذي وُجد متوفى بعد تعرضه لطلق ناري على مستوى الظهر والوجه.
وبالتنسيق مع نيابة الجمهورية لدى محكمة مسكيانة تم فتح تحقيق، وبعد استغلال الكشوفات الهاتفية للضحية والمقربين منه، تم توجيه الشكوك نحو أحد أصدقائه المقربين منه الذي كان في اتصال مستمر معه قبل ساعات من وقوع الجريمة. وتبين أن الشخص المشكوك فيه، يحوز على سلاح غير مرخص من الصنف الخامس متمثل في بندقية صيد، وقد غادر منزله العائلي إلى وجهة مجهولة، لتنطلق عملية البحث عنه، ويتم إلقاء القبض عليه بعد ترصد تحركاته.
وأنكر المتهم في البداية ضلوعه في ارتكابه الجريمة، غير أنه وبعد مواجهته بالأدلة العلمية والتقنية، اعترف بقتل صديقه بمساعدة من زوجته، بدافع سوء تفاهم وقع بينهما أثناء مبيته عنده مستعملا سلاحا غير مرخص، قام بإخفائه في إحدى الغابات بالمنطقة والاستيلاء على بندقية الصيد الخاصة بالمجني عليه من نوع "سنتيتيان"، محاولا تضليل المحققين والإفلات من العدالة.
وكشفت جلسة المحاكمة، بأن الجريمة التي ظلت غامضة لنحو 6 أيام كاملة، كشف خيوطها شقيق المتهم الذي صرح للمحققين بأن شقيقه هو الذي يكون قد تورط في جريمة القتل، كونه طلب منه منحه بندقية صيد من نوع "روبيس" مقطوعة الماسورة بنية قتل حيوان مفترس في محيط سكنه بمشتة الزيتون بالبلالة.
وعند القبض على المشتبه به الرئيسي حاول تظليل المحققين متهما جيرانه الذين دخل في خلاف معهم على قطعة أرض بأنهم متورطون في الجريمة، ليعود بعدها ويعترف بأنه نفذها بتخطيط من الزوجة الثانية للضحية، التي وعدته بالزواج منه في حال تخلص من زوجها وأب ابنيها، حيث ذهبت يوم الجريمة باتجاه منزل عائلتها بتبسة، موهمة زوجها بإتمام ملف قفة رمضان، في حين تنقل الجاني لمنزل الضحية وأجهز عليه بثلاث طلقات نارية، من بينها طلقتان في القلب والصدر وطلقة في الجهة اليمنى.
وصرح المتهم بأن الضحية جاره وكان يقطن بمحاذاة سكنه بمشتة الزيتون في البلالة، غير أنه قرر الرحيل نحو مشتة الهماجة ببحير الشرقي، ونظرا لاعتياده التواصل مع زوجة الضحية، طلبت الأخيرة من المتهم الرئيسي إطلاق أعيرة نارية قبل الوقائع لتخويف زوجها، ودفعه نحو العودة لمسكنه الأول، غير أنه رفض، فوضعت خطة بقتله نفذها جارها وفر هاربا ومعه سلاح الجريمة وبندقية ترجع ملكيتها للضحية، وقام بالتخلص من هاتف الضحية وحرق حذائه مخافة اكتشاف أمره.
وقال المتهم وهو أب لطفل في عمر سنتين، بأن الجريمة تمت بتحريض من المتهمة الثانية، التي أنكرت علاقتها به وأنكرت تحريضها له وتخطيطها لقتل زوجها.
أحمد ذيب