حمّلت والية قالمة، حورية عقون، رؤساء المجالس الشعبية البلدية مسؤولية ترتيب الأولويات عند إعداد جدول المقترحات الخاصة بالمشاريع السنوية للتنمية المحلية، مؤكدة أمام دورة المجلس الشعبي الولائي المنعقدة يومي الاثنين والثلاثاء، بأن رؤساء البلديات أقرب إلى المواطنين ومن المفترض أنهم يعرفون انشغالات السكان وأولويات التنمية.
وأضافت المتحدثة بأن القدرات المالية المتاحة للبلديات كل سنة لا تسمح بتلبية كل المقترحات، لكنه يتعين على المجالس الشعبية البلدية تحمل مسؤولية الاقتراح وترتيب الأوليات وفق القدرات المالية المتاحة، ومدى الحاجة الفعلية للسكان في مجالات عديدة منها فك العزلة والتهيئة العمرانية ومرافق الخدمات ومياه الشرب والتطهير والشباب والرياضة وتحسين إطار الحياة العامة.
وقالت والي الولاية بأنه من غير المقبول اقتراح ملعب جواري في حين يعاني السكان من نقص في مياه الشرب، مشيرة إلى أن بعض رؤساء البلديات يبدو أنهم يمارسون السياسة على حساب التنمية والانشغالات الحقيقية للسكان.
و ثار أعضاء المجلس الشعبي الولائي عدة انشغالات عند مناقشة قطاع النقل والأشغال العمومية، مؤكدين بأن سكان عدة مشاتي عبر البلديات مازالوا يعانون من العزلة، ولا يستطيعون الوصول إلى مساكنهم بسبب انعدام الطرقات الريفية وانهيار المسالك القديمة تحت تأثير عوامل الطبيعة والزمن، داعين رؤساء البلديات إلى التحلي بالمسؤولية عند اقتراح البرامج السنوية للتنمية، وخاصة في جانبها المتعلق بفك العزلة التي صارت في مقدمة الانشغالات التي يثيرها السكان باستمرار في ظل الحركية الكبيرة التي تعرفها الأقاليم الريفية بعد العودة القوية للنازحين إلى أراضيهم ومساكنهم المهجورة، وتمدد شبكات الكهرباء والغاز إلى عمق المشاتي النائية التي بدأت تتعافى من سنوات النزوح الكبير مطلع السبعينيات ومنتصف التسعينيات عندما تردى الوضع الأمني متسببا في انهيار الاقتصاد الريفي وتكدس السكان بالمدن والقرى.
وحسب أعضاء المجلس فإن عدة مشاتي ظلت على جدول المقترحات منذ عدة سنوات لفك العزلة عنها، لكنها لم تحظ بالأولوية لدى رؤساء البلديات مما يؤدي في كل مرة إلى إسقاطها من التسجيل وتخصيص الاعتمادات المالية حسب البطاقة التقنية.
فريد.غ
