انطلق بقالمة مشروع هام لربط مخازن القمح بخطوط السكة الحديدية لتسهيل عمليات الشحن والتفريغ والتخفيف من مشاكل النقل البري على الطرقات الرئيسية، والمساهمة في الجهد الوطني الرامي إلى تحقيق الأمن الغذائي للبلاد، من خلال رفع قدرات تخزين الحبوب وتكوين احتياطي استراتيجي تحسبا للتغيرات الجيواستراتيجية والتحولات التي تطرأ على محاصيل القمح على المستوى الوطني والدولي.
وقد انطلقت عملية الربط الأولى من منطقة بوشقوف الواقعة شرقي قالمة أين تتواجد مخازن للقمح بقدرة 300 ألف قنطار، حيث يعمل المهندسون على بناء خط سكة مزدوج يربط الصوامع العملاقة بالخط القديم الذي يصل المنطقة بالشبكة الوطنية للسكك الحديدية حتى موانئ عنابة المجاورة من حيث تأتي شحنات القمح قادمة من الخارج كلما عجز الإنتاج الوطني عن تلبية حاجيات السكان.
وتحرز شركة الإنجاز الجزائرية العاملة بالمشروع، تقدما مشجعا حسب ما وقفنا عليه عندما زرنا الورشة مساء الأربعاء رفقة والي الولاية حورية عقون التي تولي أهمية كبيرة لمشاريع خطوط السكة الحديدية بالمنطقة وفي مقدمتها الخط المنجمي العملاق الذي يربط منطقة بلاد الحدبة بولاية تبسة بمدينة عنابة الصناعية، حيث مركبات التحويل وموانئ التصدير إلى الخارج.
ودعت والي الولاية المشرفين على المشروع إلى مضاعفة العمل وتسليم الخط المزدوج في غضون الخمسة أشهر المتفق عليها، و وعدها المهندسون بأنهم يتوقعون إنهاء العمل قبل الآجال التعاقدية التي تنتهي في شهر فيفري القادم، مؤكدين بأن المشروع الذي تبلغ تكلفته 33 مليار سنتيم يحرز المزيد من التقدم، وأن القطارات ستدخل رواق الصوامع الخرسانية العملاقة لشحن وتفريغ الحبوب وفي مقدمتها القمح الأكثر استهلاكا بالجزائر.
ويسابق المهندسون الزمن لبناء خطي السكة الحديدية و ربطهما بالخط العابر للمنطقة، حيث تابعنا عمال السكة الحديدية وهم يعملون حتى ساعة متأخرة من المساء لتلحيم القطع المعدنية وبناء القواعد الخرسانية التي يقولون إنها قادرة على تحمل أضخم القطارات المحملة بآلاف الأطنان من القمح.
وبينما كان اللحامون يصهرون الحديد الصلب لتوصيل قضبان السكة، كان النجارون ومعهم فريق التسليح يقتربون من إنهاء برنامج العمل المقرر لهذا اليوم، في حين يقف رجال الطبوغرافيا غير بعيد لرصد كل كبيرة وصغيرة حتى لا تحيد أبعاد الخطين قيد أنملة عن المسارين المحددين بدقة.
ويتوقع المشرفون على قطاع الزراعة بقالمة ربط مخازن القمح العملاقة الجاري إنجازها بمدينة بلخير، بخط السكة الحديدية المستقبلي بين قالمة والخروب، لتطوير شبكة نقل الحبوب والقضاء التدريجي على النقل البري عن طريق الشاحنات التي تحولت إلى عبء كبير على الطرقات الوطنية. فريد.غ