تسعى السلطات المحلية بولاية ميلة، لإنجاز متحف عمومي للآثار، بغية استرجاع كل القطع الأثرية التي تحتوي عليها الولاية بالمتاحف عبر الوطن والحفاظ عليها بالإضافة إلى تنشيط السياحة الثقافية، ناهيك عن النهوض بالتنمية المحلية.
وكشف المسؤول التنفيذي الأول بالولاية، مصطفى قريش، خلال زيارته لورشة ترميم مسجد أبو مهاجر دينار»أول صرح ديني في الجزائر» بالمدينة القديمة في عاصمة الولاية، بأن هنالك جهودا من أجل إنجاز متحف عمومي للآثار بالولاية، بغية الحفاظ على كل الممتلكات الثقافية التي تحتوي عليهم المنطقة واسترجاع كل القطع الأثرية الموزعة عبر متاحف الوطن، بالإضافة إلى الحفاظ على الآثار والشواهد التاريخية المهددة بالاندثار بسبب التقلبات الجوية والموجودة بمناطق مفتوحة على غرار تمثال»ملو» الذي يعد من أكبر التماثيل الرخامية في العالم، والمتواجد حاليا بمدينة ميلة القديمة وبالتحديد منطقة الثكنة العسكرية كما يحلو لسكان المنطقة تسميتها وهي عبارة عن متحف مفتوح يحتوي على العديد من الآثار والشواهد التاريخية التي تحكي عراقة وعمق المنطقة تاريخيا . وأضاف ذات المصدر، أن المبلغ المالي لإنجاز المتحف موجود، تبقي الإشكالية في القطعة الأرضية لتجسيد المشروع، مؤكدا بأنهم يعملون بالتنسيق مع مديرية الثقافة المحلية لإيجاد الأرضية المناسبة للعملية وتجسيد المشروع الذي سيكون بمثابة الدفع بوتيرة السياحة الثقافية في الولاية والحفاظ على الممتلكات التي تحتوي عليها المنطقة وجعلها في متناول الساكنة .
ومن جهته أوضح رئيس مصلحة التراث بمديرية الثقافة المحلية، بأن إقليم الولاية يزخر بالعديد من الآثار والشواهد التاريخية التي ترمز لتاريخ وعراقة المنطقة على غرار مسجد أبو مهاجر دينار، العين الرمانية «عين البلد»، الموقع الأثري بوتخماتن بالمشيرة بالإضافة إلى فسيفساء سيدي زروق بالرواشد والعديد من المعالم التاريخية والأثرية الموزعة عبر البلديات، مشيرا إلى أن الممتلكات الثقافية العقارية الموزعة عبر إقليم المنطقة يقدر بـ 416 معلما أثريا. كما أكد ذات المصدر، أن عدد الممتلكات الثقافية المنقولة المسترجعة والمحجوزة بالتنسيق مع المصالح الأمنية منذ سنة 2003 إلى غاية 2023، قدر بـ 12680 قطعة أثرية، منها 805 قطع تم استرجاعها خلال ثلاث سنوات الماضية، حيث تم إيداع أكثر من 11 ألف قطعة بالمتحف الوطني «سيرتا» بقسنطينة .
ويأمل القائمون على قطاع الثقافة إلى إيجاد المكان المناسب في عاصمة الولاية لإنجاز المتحف العمومي للآثار في أقرب الأوقات، بهدف استرجاع كل الممتلكات الثقافية الموجودة بمتحف سيرتا بقسنطينة، ناهيك عن الحفاظ على الآثار الموجودة خارج أسوار المتاحف والمعرضة للاندثار بسبب التقلبات الجوية، بالإضافة إعطاء ديناميكية جديدة في السياحة الثقافية بالولاية.
مكي بوغابة
