أحبطت عناصر فرقة مكافحة تهريب المهاجرين والاتجار بالأشخاص بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية بعنابة، بالتنسيق مع المجموعة الإقليمية لحرس السواحل، محاولة هجرة غير شرعية بواسطة قارب خشبي تقليدي الصنع، مع توقيف8 أشخاص، من بينهم المدبر والمنظم الرئيسي للرحلة.
وحسب مصالح الشرطة بأمن ولاية عنابة، فقد تم تقديم الموقوفين، أمس، أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة عنابة، عن قضيتي تهريب المهاجرين، مغادرة التراب الوطني بطريقة غير شرعية. و وفقا لمصادرنا، فقد تمكنت عناصر الشرطة في إطار محاربة الهجرة غير الشرعية عبر البحر وعلى إثر معلومات مفادها وجود حركة غريبة على مستوى شاطئ سيدي سالم، تم تشكيل دورية بعد اتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة والتنقل إلى عين المكان، ما أسفر عن توقيف 7 أشخاص، بالإضافة إلى منظم الرحلة، تتراوح أعمارهم ما بين 28 و 39 سنة وبعد تمشيط المكان، تم العثور على قارب خشبي الصنع ومحرك بقوة 40 حصانا وجهاز ملاحة بحرية، بوصلة بحرية، صفيحتي بنزين وحقائب ظهر.
ووفقا لذات المصدر، فمن ضمن الموقوفين مشتبه فيهم بتنظيم الرحلات ونقل المرشحين للهجرة السرية إلى الضفة الأخرى من المتوسط، رفضوا الكشف عن دورهم في الرحلة والاكتفاء بالتصريح أنهم كانوا بصدد الهجرة عبر البحر بطريقة غير شرعية.
ومن خلال تحقيقات الشرطة وحرس السواحل، تم الكشف عن هوية الأشخاص الذين يقفون وراء تنظيم رحلات الهجرة على متن قوارب الصيد، انطلاقا من شاطئي سيبوس وسيدي سالم المحاذيين لبعضهما، أين يقومون بإخفاء القوارب والمعدات داخل الأحراش، فيما تجري عملية الملاحقة لتوقيف أشخاص آخرين ينشطون ضمن المجموعة، يتواجدون في حالة فرار.
وحسب مصادرنا، فقد اعترف المتهم الرئيسي أمام محققي الضبطية القضائية بتنظيم الرحلات انطلاقا من شاطئي سيدي سالم وسيبوس، حيث يقومون بعد ربط الاتصالات وتكوين الأفواج واستلام الأموال، بشراء زورق مزود بمحركات بقوة 40 حصانا بخاريا، إلى جانب توفير كمية البنزين اللازمة للوصول إلى الضفة الأخرى من المتوسط، حيث يتراوح عدد «الحراقة» في كل زورق، بما بين 9 و 18 فردا حسب حجم القارب وأضاف بأنهم يتحصلون على أرباح، باحتساب ثمن الزورق والمحرك والمصاريف الأخرى.و كشفت التحريات ضلوع الموقوفين في تنظيم عدة رحلات الهجرة السرية في الفترة الأخيرة، نحو جزيرتي «لامبيدوزا» و « سردينيا» الإيطاليتين.
من جهة أخرى، تحركت المصالح الأمنية المشتركة والمكونة من حراس السواحل وعناصر الأمن والدرك الوطني، لتكثيف دورياتها عبر كامل محيط الشواطئ التي يقصدها الحراقة للانطلاق في رحلاتهم، بغرض إجهاضها قبل الإبحار ومنع الأشخاص المشتبه في اقترابهم من أماكن رسو القوارب المرشحة للهجرة غير الشرعية.
وتدعوا مصالح الدرك الوطني والشرطة، إلى التبليغ عن نشاط الشبكات الناشطة في مجال الهجر غير الشرعية، خاصة ضحايا النصب والاحتيال، الذين يعجزون على استرجاع أموالهم التي دفعوها كتسبيق لتنظيم الرحلة، من أجل كشف هوية المنظمين وتوقيفهم وتقديمهم للعدالة.
حسين دريدح