حققت مديرية المصالح الفلاحية بولاية برج بوعريريج، زيادة وصفتها بالمعتبرة، من حيث إقبال الفلاحين والمزارعين على حملة الحرث والبذر، إذ بلغت نسبة 130 بالمائة مقارنة بالأهداف المسطرة من قبل مصالح المديرية، فضلا عن بلوغ نسبة 97 بالمائة من المخطط المسطر لزراعة البقول الجافة الذي لا يزال متواصلا.
وأكد مدير المصالح الفلاحية، رويبي هواري بومدين، للنصر، أن ثمار الإصلاحات التي أقرها رئيس الجمهورية في قطاع الفلاحة، بدأت تظهر و بالأخص في شعبة زراعة الحبوب، لحماية الفلاحين من الخسائر و تحفيزهم على مواصلة نشاطهم، من خلال اعتماد حزمة من الاجراءات التحفيزية والتسهيلات، بما في ذلك الاستفادة من مجانية الحبوب، وتسهيل اجراءات منح القروض والأسمدة والعتاد الفلاحي، فضلا عن الزيادة في أسعار شراء الحبوب بجميع أنواعها من المزارعين لدعمهم .
ويضاف لهذه الإصلاحات التي تمس فئة الفلاحين بشكل مباشر، الاصلاحات التي أطلقتها الدولة والوزارة الوصية في ما يتعلق باعادة الهيكلة والتنظيم، من خلال اعتماد التطبيقة الخاصة بالمزارعين على مستوى وزارة الداخلية، لإجراء عملية التقييم والاحصاء للفلاحين، من خلال انخراطهم وتسجيلهم في التطبيق، مع تحديد احتياجاتهم في عملية سبقت حملة البذر والحرث، للاستفادة من البذور والأسمدة، مضيفا أن هذه العملية سمحتبإحصاء الأراضي والمساحات القابلة للزراعة بدقة، وتحديد المعلومات الدقيقة والواقعية، التي أضحت تستغل كقاعدة بيانات حقيقية، يتم من خلالها وضع المخططات و ورقةالطريق لتحقيق الأهداف المرجوة، والتي يأتي على رأسها حسب ما أشار إليه، توسيع المساحات المزروعة والقابلة للاستغلال، مع العلم أن الولاية تتوفر على إمكانيات هائلة في القطاع الفلاحي، وتعتبر خزان لإنتاج الحبوب وغيرها من المنتجات الفلاحية والزراعية عبر الوطن.
وفي هذا الصدد، أشار ذات المدير، إلى جني ثمار هذه الاصلاحات، وتجسيدها ميدانيا بتسجيل اقبال من طرف الفلاحين، على حملة البذر والحرث، خلافا للسنوات الفارطة التي كان يسجل فيها تخوفا من انعكاس الجفاف وشح معدلات تساقط الأمطار على كمية ونوعية المنتوج، ما دفع بالعديد من المزارعين إلى قضاء سنوات بيضاء من دون استغلال أراضيهم في نشاط زراعة الحبوب، قبل أن يستفيدوا من التحفيزات المذكورة، التي حدت وقللت من مخاوفهم ودفعتهم إلى تكثيف مساعيهم حسب ما أكده المدير للانخراط في إستراتيجية الدولة الهادفة إلى توسيع المساحات المزروعة، أملا في مضاعفة المنتوج وتحقيق مسعى الأمن الغذائي.
وبلغة الأرقام، كشف مدير الفلاحة عن تجاوز مرحلة الحرث والبذر واختتامها، بتحقيق نسبة 130 بالمائة، مقارنة بالأهداف المسطرة والتوقعات التي كانت في حدود 53 ألفا و 500 هكتار، في حين بلغت المساحة الاجمالية المزروعة على مستوى الولاية بالحبوب من قمح وشعير أزيد من 59 ألفا و200 هكتار، بالإضافة إلى بلوغ نسبة 97 بالمائة من المساحة المخصصة لزراعة البقول الجافة على مستوى المزارع النموذجية والخاصة، قبل نهاية الحملة .
وتتابع الخلية المشكلة على مستوى الولاية، جميع المراحل، حيث تقوم خلال الفترة الأخيرة بتكثيف خرجاتها التحسيسية والتوعوية، لحث المزارعين على إستعمال الأسمدة ونزع الأعشاب الضارة، في انتظار مرحلة تحديد التوقعات ومراقبة المحاصيل، التي عادة ما تتواصل إلى غاية نهاية شهر أفريل، أين تتضح الرؤية بخصوص الكميات المتوقعة من المنتوج والمحاصيل الزراعية، مع نهاية مرحلة النمو لمحاصيل الحبوب، وهي الفترة التي تمتد من شهر مارس إلى غاية شهر افريل، و يتوقف نجاحها على معدلات تساقط مياه الأمطار بالنسبة لأغلب المزارع والحقول التي لا تعتمد على الطرق الحديثة في عملية السقي، ولا تزال تعاني من التبعية المناخية.
ولعل ما يلاحظ خلال السنوات القليلة الأخيرة، في ولاية برج بوعريريج، هو حجم الاهتمام المتزايد للسلطات الولائية، بقطاع الفلاحة والزراعة بصفة عامة، و زراعة القمح بصفة خاصة، إذ تراهن على توسيع المساحات المزروعة واستغلال أكبر قدر ممكن ومتاح، من أصل 130 ألف هكتار القابلة لزراعة الحبوب، بنظام التناوب خلال عامين لإراحة التربة. ع/بوعبدالله