تتواجد محلات سوق الفلاح ببلدية الحروش بولاية سكيكدة، في وضعية مزرية، بعد أن تركها أصحابها مغلقة وغير مستغلة منذ أزيد من 10 سنوات لأسباب متعددة، بينما فضلت مستفيدات هجران هذه المحلات ولم يستطعن مواصلة العمل في نشاط الخياطة والطرز والحلاقة لعدة عوامل، أبرزها خلو المكان من النشاط التجاري والخوف من الاعتداءات، فيما تؤكد البلدية أنها قامت بتوجيه إعذارات لأصحاب المحلات، من أجل الشروع في استغلالها.
هذا الفضاء التجاري كان من قبل «سوق الفلاح» قبل أن تقوم البلدية بتوزيع خانات لفائدة تجار الأقمشة المستورة المنتشرون بأحياء المدينة، في خطوة كانت تهدف إلى امتصاص التجارة الفوضوية وتحريك النشاط التجاري بالمنطقة. ويحتل هذا الهيكل مساحة واسعة ومبنية بهيكل حديدي ويضم حاليا أزيد من 50 محلا، لكن ولأسباب معينة، فضل التجار ترك محلاتهم ومغادرة المكان دون استغلالها، بينما قام البعض بكرائها، فيما لم تستكمل البقية عملية بنائها وتهيئتها ورغم شروع بعض الفتيات والنسوة في استغلال المحلات في نشاط الطرز والخياطة والحلاقة، لكن سرعان ما هجرنها بسبب ما يسمينه انعدام شروط الممارسة التجارية، من بينها بقاء المحلات مغلقة وتركها غير مستغلة من طرف أصحابها وبالتالي خلو المكان من أي حركة أو نشاط، كما أكدت إحداهن للنصر، أن الوضع الحالي للسوق لا يشجع أبدا على ممارسة أي نشاط تجاري أو حرفي في ظل بقاء المحلات مغلقة، حيث تحولت إلى مرتع للمنحرفين.
وفي جولة قادتنا إلى هذا السوق، وجدنا المحلات مغلقة وغالبيتها في وضعية كارثية، ومنها ما تحول إلى مكان لرمي القمامة والأوساخ والخردوات، فضلا عن انتشار الروائح الكريهة، بينما تحول سقفه المعدني إلى أعشاش لأسراب الحمام وتنعدم به أي مظاهر أو حركة لأي نشاط تجاري، باستثناء محل واحد وجدناه في حالة نشاط يستغله رعية من جنسية مالية في الطرز على الحرير، حيث صرح بأنه يتواجد في هذا المكان منذ 3 سنوات وأبدى أسفه لخلو السوق من النشاط التجاري، مبديا إعجابه بالمكان، مشيرا إلى أنه وعند بداية نشاطه، كان يأمل في أن يساهم في عودة التجار لاستغلال محلاتهم وتنشيط الحركة التجارية، لكن شيئا من ذلك لم يحدث، فالوضع حسبه لا يشجع على مواصلة العمل وأكد أنه يفكر في مغادرة المكان. وتجدر الإشارة، إلى أن المجلس الشعبي البلدي السابق، كان قد برمج إقامة عمارات في مكان السوق وبناء محلات في الطابق الأرضي لفائدة التجار، فيما أوضح العضو في المجلس الحالي، عماد شريبط، أن البلدية قامت بإرسال إعذارات للتجار، من أجل استغلال محلاتهم قبل اتخاذ إجراءات صارمة في حقهم، في وقت تطالب فيه مجموعة من الشباب البطال من والية الولاية، التدخل لإيجاد حل لهذا السوق واقترحوا أن يتم سحب الاستفادات وإعادة توزيعها على آخرين أبدوا استعدادهم لاستغلالها وتنشيط الحركة التجارية، خاصة وأن السوق يتواجد في داخل تجمع سكني وقريب من الحديقة العمومية وبمحاذاة الطريق المؤدي إلى سكيكدة.
كمال واسطة