سجلت أسعار صفيحة البيض بعنابة والولايات الشرقية المجاورة، انهيارا عشية منتصف شهر رمضان الفضيل، حيث تراوحت ما بين 300 و 370 دج في الأسواق التضامنية والمحلات التجارية، بعد أن كانت قبل شهر رمضان، ما بين 500 و 600 دج للصفيحة، بنسبة انخفاض وصلت إلى النصف، ويترقب نزولها إلى ما دون 300 دج خلال الأيام المقبلة حسب خبراء فلاحين.
وسجلت النصر بالمساحات التجارية بعنابة وضواحيها، وجود وفرة كبيرة في مادة البيض وبمختلف الأحجام والأصناف بأسعار تنافسية وفي متناول المواطنين، حيث وصل سعر البيضة إلى 10 دج، بعد أن كانت في الأشهر الماضية، في متناول الطبقة محدودة الدخل وبسعر تجاوز 23 دج، وعبّر مواطنون اقتربت منهم النصر، عن رضاهم بهذا الانخفاض حيث قال أحدهم «لم أصدق بأن البيض أصبح يباع بـ 10 دج، اعتقدنا بأنه سيبقى مرتفعا على الدوام ويتحول إلى مادة استهلاكية مقرونة بالأغنياء وليس بذوي الدخل المحدود والحمد لله بفضل جهود الدولة في خفض الأسعار برمضان، عاد كل شيء إلى طبيعته بما فيه البيض».
وأوعز التجار هذا الانخفاض، إلى العرض الكبير لمادة البيض، رغم حجم الاستهلاك المتزايد خلال شهر رمضان، حيث لم يكونوا يتوقعون ذلك، معتبرين ذلك بالإيجابي، ما يُشجع على رفع حجم الاستهلاك والمبيعات من جهة، بالإضافة إلى خفض تكاليف الشراء والخسارة الناجمة عن تلف البيض عند سقوطه أو نقله.
وأضاف تجار آخرون، أن انهيار الأسعار في الأيام الأخيرة من شهر رمضان، راجع لخروج المؤسسات التربوية في عطلة، ما انعكس على تراجع الطلب لغلق المطاعم المدرسية، كما تعتبر عنابة قطبا جهويا في شعبة الدواجن وإنتاج الأمهات الموجهة للتفريخ.
من جهته كشف الخبير الفلاحي والإطار السابق في شعبة تربية الدواجن، لعلى بوخالفة في اتصال مع النصر، أمس، الأسباب الموضوعية والحقيقية وراء انهيار أسعار البيض وترقب مزيد من النزول في الأيام المقبلة، والمتعلقة أساسا بتشبع السوق بأمهات الدواجن المستوردة ومنح مزيد من تراخيص الاستيراد، بعد سنوات من العجز بدأت سنة 2019.
وأشار الخبير إلى أن السوق الوطني كان يتوفر على 120 ألفا من أمهات الدواجن فقط بينما يحتاج إلى 400 ألف أم من الدجاج البياض، ومع فتح المجال للمربين لتحقيق وفرة في السوق، وصل حاليا عدد أمهات الدواجن إلى 800 ألف وهو ضعف الاحتياج الوطني، ما سيساهم في كسر الأسعار من جهة وتضرر صغار المربين من جهة أخرى، لأن الأسعار حسبه ستنزل إلى أقل من التكلفة، ما يستوجب التوجه نحو التصدير خلال الأسابيع المقبلة، نحو الدول المجاورة، على غرار ليبيا، تونس وموريتانيا، لحماية الفلاحين والمربين، حتى لا تعود الأسعار للارتفاع مرة أخرى.
ودعا، بوخالفة، وزارة الفلاحة، لوضع إستراتيجية مضبوطة في ما يتعلق باستيراد أو إنتاج أمهات الدواجن، حتى يتم الحفاظ على استقرار السوق وتلبية الاحتياجات الوطنية وحماية المستهلك والفلاح معا. وفي هذا الشأن، أكد الخبير، أن توفر أمهات الدواجن، مرتبط مباشرة بالاستيراد حيث لا يوجد إنتاج وطني، عكس الأمهات الموجهة لإنتاج لحم الدجاج، حيث يوجد مستثمران بكل من عين وسارة بالجلفة وتلمسان، يوفران 3 ملايين بيضة من أمهات الدواجن سنويا، بنسبة تغطية تقدر بنحو 50 بالمائة، في حين يتطلب السوق الوطني 6 ملايين بيضة من أمهات الدواجن.
وأضاف المصدر بأن ارتفاع اللحوم البيضاء، يعود إلى العجز المسجل في أمهات الدواجن، بالإضافة إلى غلاء أسعار الأعلاف ووجود بعض الأمراض التي تأتي بين الحين والآخر، منها أنفلونزا الطيور التي تؤدي إلى القضاء على 70 بالمائة من الطيور عند الذروة.
ودعا، بوخالفة، لتبنى إستراتيجية جديدة في توفير الأعلاف وعدم الاعتماد على التركيبة التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية في إنتاجها اعتمادا على الذرة والصوجا، مشيرا إلى إمكانية إنتاج أعلاف محلية بمكونات جزائرية ذات القيمة الغذائية المعتمدة والمقدرة بـ 1800 سعرة حرارية، باستخدام الخرطال والشعير والقمح اللين والخروب وحتى التمور الجافة، تفاديا للوقوع في عدم استقرار السوق والصراعات الدولية وتغير المناخ وغيرها من العوامل.
وتجدر الإشارة، إلى أن الخبير الفلاحي، لعلى بوخالفة، توقع شهر أكتوبر الماضي في تصريح للنصر، انخفاض أسعار البيض شهر رمضان، اعتمادا على نفس التحليلات والمؤشرات التي قدمها في 2019، حول ارتباط انخفاض أسعار البيض واللحوم البيضاء، بتوفر أمهات الدواجن وليس غلاء الأعلاف والأمراض فقط.
حسين دريدح