يقوم فريق من الباحثين بجامعة 8 ماي 1945 بقالمة، بإجراء دراسات وتجارب علمية معمقة حول عدة أصناف من النباتات الطبية والعطرية المتواجدة بغابات المنطقة، في إطار الجهد الوطني الرامي إلى استغلال الثروة الغابية الوطنية وإقحام الجامعة في مجالات البحث ودعم الاقتصاد الوطني، نظرا لتوفرها على إمكانات تقنية وكوادر متمكنة من المجالات العلمية المختلفة.
وتقول الدكتورة، نورة عليوي، التي تقود فريق البحث بكلية العلوم الطبية والأرض والكون، بأن غابات المنطقة ثرية بالنباتات ذات القيمة العلمية الكبيرة، وأن الباحثين منكبون على إجراء المزيد من التجارب على نحو 10 أنواع من النباتات الطبية والعطرية التي تحتوي على مكونات فعالة كالفلافونيدات والعفص والستيرول والتربين والقلويدات والسابونوسيدات، ويختلف تركيزها وطبيعتها من منطقة لأخرى حسب مرحلة تطور النبات، وموسم الجني والتقنية المستعملة في التجارب ومناخ المنطقة التي يتواجد بها من حيث مكونات التربة وغناها بالمواد الغذائية.
ويتم استخدام النباتات الطبية والعطرية بعدة طرق، سواء في المستخلصات أو المسحوق والزيوت العطرية القاعدية، وكل هذا يتوقف على الغرض من الاستخدام والنموذج البيولوجي المختار، حيث تختلف المستخلصات النباتية وطرق المعالجة حسب العضو النباتي كالأوراق والأزهار والأجزاء الصلبة، كالجذور والثمار واللحاء وغيرها من المكونات الأساسية للنباتات.
وتهدف الأعمال التي يقوم بها الفريق إلى البحث عن الجزيئات النشطة بيولوجيا في الموارد النباتية المحلية خاصة النباتات الطبية والعطرية، وتحييد خواصها البيولوجية والكيميائية بهدف استغلالها كجزيئات طبيعية قابلة للتحلل وصديقة للبيئة، وكبدائل للجزيئات الكيميائية المستخدمة في المجالات الصناعية المختلفة كالصيدلة والصيدلة الزراعية والأغذية ومستحضرات التجميل، للتوصل إلى علاج الكثير من الأمراض التي تصيب البشر وأمراض النباتات التي تتطلب العلاج بالمبيدات الحيوية.
كما تستعمل هذه النباتات كمضافات غذائية لتحسين خصائص المنتجات الغذائية كمواد حافظة، وفي تحضير مستحضرات التجميل من صابون وكريمات وعطور وغيرها من المستخلصات التي يعمل عليها فريق البحث. ومن بين النباتات التي تجري حولها الأبحاث العلمية بجامعة 8 ماي 1945، الزعيترة، الريحان، الكاليتوس، الزعتر، البابونج البري، الخزامى، الصبار، إكليل الجبل، النعناع البري والفيجل.
وتعمل جامعة 8 ماي 1945 بقالمة، بالتنسيق مع محافظة الغابات لتنمية الثروة الغابية واستغلالها كمورد اقتصادي من خلال الأبحاث العلمية حول مختلف الأنواع النباتية الموجودة بغابات المنطقة، وكذلك من أجل حماية هذه الثروة المهددة بمخاطر متعددة كالأمراض والحرائق والتغيرات المناخية والاستغلال الجائر.
فريد.غ
