يعرف مشروع بناء محطة برية حديثة بمدينة قالمة، تقدما مشجعا بعد صعوبات تقنية ومالية ظلت عقبة أمام المهندسين والسلطات الولائية على مدى 14 عاما.
وتسابق شركات الإنجاز الزمن لإنهاء أشغال تغطية أرضية المبنى وجدرانه بالرخام والسيراميك، وتركيب الشبكات وإجراء التجارب عليها، وتواصل معدات الأشغال العمومية بناء الطرقات والأرصفة، في حين يوشك جدار الحماية الخارجي على الانتهاء.
ويُتوقع دخول المحطة البرية الجديدة مرحلة الخدمة في غضون الأشهر القليلة القادمة، لوضع حد للانتظار الطويل ومعاناة المسافرين والناقلين بالمحطة القديمة التي تنعدم بها شروط النظافة ولا تتوفر على خدمات النقل التي توفر الراحة للمسافرين، وتحفز الناقلين على مزيد من الاستثمار وتحسين الخدمات، المقدمة لآلاف المواطنين الذين يعبرون ولاية قالمة كل يوم على الخطوط الداخلية وخطوط ما بين الولايات، حيث تعد قالمة منطقة عبور إستراتيجية بشرق البلاد.
وتتوفر المحطة البرية الواقعة بالضاحية الشمالية للمدينة على كل المرافق من مواقف واسعة للسيارات والحافلات ومكاتب ومحال تجارية وغيرها من المرافق الأخرى التي ستبدد تلك الصورة النمطية التي ظلت تميز هياكل النقل المحلية.
وينتظر سكان المدن الكبرى بقالمة، بناء محطات برية جديدة بعد معاناة طويلة مع المواقف المؤقتة التي تنعدم بها أدنى الخدمات كما في مدن وادي الزناتي، بوشقوف، حمام دباغ وهليوبوليس، حيث تتوقف الحافلات وسيارات الأجرة بفضاءات بلا مرافق، وسط معاناة المسافرين بحوض سكاني كبير يتجاوز نصف مليون نسمة تأمل في تطوير البنية التحتية واستقطاب المزيد من السياح، حيث تعد محطات النقل المتطورة واجهة جذابة ومحفزة للاستثمار والتنمية المحلية.
وقد مر مشروع المحطة البرية بقالمة الذي سجل بالمخطط الوطني الخماسي 2005/2009، بصعوبات تقنية فرضها موقع البناء الذي تحيط به ردوم ومجاري مائية وشبكات الصرف الصحي، وفي كل مرة تتغير الحسابات الهندسية ويستهلك المزيد من الوقت، مما أدى إلى انسحاب العديد من شركات البناء تاركة وراءها ورشات مهجورة بالكاد يعود إليها النشاط، من جديد.
فريد.غ