توفي ليلة أول أمس، المجاهد العابد مالك، أحد معطوبي حرب التحرير الوطني، عن عمر ناهز 105 سنة، وشيع جثمانه بعد صلاة الجمعة إلى مثواه الأخير بمقبرة الشريعة في ولاية تبسة، في جو جنائزي مهيب.
الفقيد ولد الراحل سنة 1919 بمنطقة الشريعة، أين عاش وسط عائلة تمتهن الفلاحة والرعي، وشبّ منذ نعومة أظفاره على حب الوطن، وقد عرف بشجاعته النادرة كما يعرفه أهل المنطقة ورفاقه في الكفاح، والتحق بصفوف الثورة التحريرية في بداية سنة 1956، على يد القائد المجاهد جدي مقداد.
وشارك الفقيد في عدة معارك ضد قوات العدو الفرنسي، منها معركة جبل بوكمّاش سنة 1956، وفوّة سنة 1957، والسن في منطقة ثليجان، فضلا عن مشاركته في العديد من المعارك على مستوى الحدود الجزائرية التونسية، من سنة 1958 إلى 1960، ليتعرض في نهاية سنة 1960 لإصابة بليغة على مستوى رجله اليمنى في معركة بمنطقة الماء الأبيض، نقل على إثرها إلى العلاج في تونس، حيث أجريت له عملية جراحية ناجحة على يد الدكتور القائد التيجاني هدّام.
المجاهد العابد مالك، كان يلقب من طرف قادة المنطقة بـ «أسد الجبال»، وبـ «الطنق الأصفر»، نظرا لشجاعته الكبرى أثناء اشتداد المعارك، كما كان يقوم بحمل كل الأسلحة الثقيلة نظرا لبنيته الجسمية القوية. ع.نصيب