سلّطت، أول أمس، محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء أم البواقي، عقوبة 10 سنوات سجنا نافذا وغرامة مالية قدرها 100 مليون سنتيم، في حق 3 شبان اتُهموا بالتسبب في قتل صاحب محل «كسرة» بعين البيضاء، وتوبع الثلاثة بجناية الضرب والجرح العمدي المؤدي إلى الوفاة دون قصد إحداثها، أين التمس ممثل النيابة العامة توقيع عقوبة 20 سنة سجنا نافذا لجميع المتهمين.
القضية ترجع بتاريخها للرابع عشرة من شهر جانفي من السنة الماضية، عندما مر المتهمون الثلاثة وهم (ق.خ) و(خ.ع.ح) و(غ.ع.ع) بجانب محل الضحية المتخصص في صناعة «الكسرة» والمتواجدة بحي «ماريان» وسط مدينة عين البيضاء، وكانت قد مرت قبلهم 4 أو 5 فتيات، فراح المتهمون يعترضون طريقهن ويعاكسونهن، فخرج عامل بالمحل وهو المسمى (م.م) في محاولة لدفع المتهمين للكف عن معاكستهم للفتيات، ودخل في ملاسنات معهم، ما دفع لتدخل العامل الآخر (ق.ي) وصاحب المحل الضحية (د.سيف الدين).
وتحوّل المشهد إلى شجار عنيف، وجه فيه المعتدون ضربات عنيفة للضحية الذي تدخل لفك الشجار، الأمر الذي تسبب في سقوطه أرضا مصابا بجروح ورضوض خطيرة، لينقل بسببها على جناح السرعة لمصلحة الاستعجالات بمستشفى زرداني صالح المحلي، أين لفظ أنفاسه بعدها، في الوقت الذي لم تتضح فيه هوية المعتدين بالرغم من التقاط كاميرات المراقبة بمحل الضحية لمشهد الشجار العنيف.
وتقدم بعد ذلك المتهمون القاطنون بحي الكاهنة بمعية أوليائهم لمصالح الأمن، بعد أن تناول رواد منصة التواصل الاجتماعي «فايسبوك» صورا عن مشهد الشجار، كاشفين عن الصور التي توثق هوية المعتدين، وهي التي تفاعل معها الآلاف من المواطنين، حيث اعترف الثلاثة بمشاركتهم في الشجار الذي راح ضحيته صاحب المحل، وذلك بعد يومين من لفظه أنفاسه الأخيرة بالمستشفى.
وكشف تقرير الخبرة الطبية عن وجود ورم دموي في فروة الرأس، وتلقي الضحية ضربة أشد بأداة صلبة على الرأس مع احتمال أن تكون هي سبب الوفاة. المتهمون وخلال امتثالهم أمام هيئة المحكمة أنكروا الجرم المنسوب إليهم، كما قالوا إنهم هم من تعرضوا بداية للاعتداء، وبأنهم كانوا في حالة دفاع عن النفس، ولم تكن نيتهم قتل الضحية الذي تدخّل بعد أن تشاجروا مع مرافقيْه، كما صرحوا بأنهم لم يكونوا في حالة فرار بعد وقوع الشجار، بل سلموا أنفسهم بمحض إرادتهم بعد أن وردتهم معلومات حول وفاة الشاب المصاب.
وأكد ممثل النيابة العامة في مرافعته بأن كلا من المتهمين يرمي بالجرم على الآخر، وبأن لا ضرر جسماني تعرض له المتهمون والشهود، والضربات كلها تلقاها الضحية، مضيفا بأن الجرم خطير والقضية عبارة عن مأساة لحقت بالطرف المدني. أحمد ذيب