تسير أشغال الساحات العمومية الحيوية الثلاث، بمحيط ساحة الثورة في عنابة، بوتيرة سريعة، حرصا على تسليمها وفتحها خلال الأيام القليلة المقبلة، تزامنا مع الانطلاق الفعلي لموسم الاصطياف وإعلان نتائج البكالوريا وهي الفترة التي تحقق فيها عنابة استقطابا هائلا للمصطافين والزوار وكذا السياح إلى غاية أواخر شهر أوت، كما تم تنظيف وتهيئة الفضاءات الغابية بالكورنيش وصولا إلى شاطئ عين عشير.
وحسب ما عاينته النصر من تهيئة لكل من ساحات «أليكس اكسومبارت» المعروفة «لابلاسات»، طارق ابن زياد خلف المسرح الجهوي وساحة المدينة القديمة 19 أوت 1956 مقابل مسجد الباي، فإن الأشغال تشارف على نهايتها، بعد تجديد الأرضيات وخلق تقسيم مميز للمساحات الخضراء، مع الحرص على إنجاز أحزمة لجلوس الموطنين، بدل وضع الكراسي الحديدية والخشبية التي تتعرض للتخريب في كل مرة، إلى جانب غرس أشجار جديدة وإنجاز نافورات بطريقة عصرية، ما أعطى منظرا جماليا مميزا، يضفي تغييرا على القلب النابض للمدينة العتيقة ويشعر الزوار بوجود اهتمام ولمسة عصرية مغايرة على ما شاهده قبل سنوات، ضمن الجهود الرامية لإرجاع بريق عنابة التي كانت تسمى قديما «بعنابة لاكوكات»، لما تتمتع به من نقاوة ومساحات خضراء ومحيط نظيف وغيرها من التفاصيل الجمالية غير الموجودة في باقي المدن، حيث عانت مختلف الفضاءات والساحات من الإهمال وعدم التجديد وحتى الصيانة.
وجاءت عملية التهيئة التي أطلقتها مديرية التعمير والهندسة المعمارية والبناء لولاية عنابة، على مستوى الساحات العمومية بقلب وسط المدينة، في إطار إعادة الاعتبار لأكبر الساحات ترددا للزوار والمواطنين بالمدينة العتيقة، في انتظار إطلاق مشروع تهيئة ساحة الثورة «الكور»، بعد أن أعطى الوالي الموافقة لإحياء مشروع التهيئة المجمد، مع تحيين الدراسة السابقة.
وحسب مديرية التعمير، فقد شمل المشروع تهيئة الساحات الثلاث كمرحلة أولى، حيث خصص لساحة «أليكس اكسومبارت» المعروفة «بلابلاسات»، مبلغ 2.8 مليار سنتيم وساحة طارق ابن زياد خلف المسرح الجهوي والبعيد عن « لابلاسات» بنحو 200 متر، رصد لها 1.8 مليار سنتيم وفي الجهة المقابلة، تجري الأشغال بساحة المدينة القديمة 19 أوت 1956 مقابل مسجد الباي، بغلاف مالي قدره 1.6 مليار سنتيم، كما تتضمن الأشغال الأرصفة، ممر الراجلين، العتاد الحضري والمساحات الخضراء، إلى جانب أشغال متنوعة، حيث حددت مدة الإنجاز بشهرين.
وحسب مصادرنا، فقد تضمنت الدراسة الجاري تعديلها لإعادة تهيئة ساحة الثور «الكور»، تنفيذ المشروع عبر ثلاث حصص، الأولى تتعلق بتهيئة ساحة «بيار ماري كوري» وهدم الممر الهوائي المقابل لمقر محكمة عنابة السابق، إلى جانب الفضاء المتواجد فوقه، الذي يضم أكشاكا شبه مهجورة والتي تطل مباشرة على ساحة الثورة، في حين سيتم تحويل أصحاب المحلات التجارية الواقعة أسفل الجسر، إلى فضاء تجاري آخر تم اختياره.
ووفقا لمديرية التعمير والبناء، فقد تشمل الأشغال في الحصة الثانية، تهيئة منطقة بداية ساحة الثورة إلى غاية المسرح والشطر الثالث يتعلق بتهيئة منطقة المسرح الجهوي، عزالدين مجوبي، إلى غاية نهاية ساحة الثورة المقابلة للميناء.
كما يعرف محيط ساحة الثورة، حاليا، ورشة مفتوحة لترميم العمارات العتيقة وحسب الدراسة التقنية السابقة التي أعدها مكتب دراسات إيطالي، فقد خُصص لمشروع تهيئة ساحة الثورة، مبلغ 100 مليار سنتيم، من أجل توسعتها وتهيئتها، على مستوى 10 نقاط ضمن المشروع الكلي.
وحسب مصادرنا، فقد ظل مشروع تهيئة ساحة الثورة، ضمن أجندة الولاة السابقين، غير أنه لم يجسد لعدة أسباب، من بينها أهمية إسناد المشروع لشركة كبرى تتمتع بخبرة وإمكانيات هامة في الإنجاز، تضمن إنهاء المشروع في وقت قياسي لا يتجاوز شهرين، كون «الكور» فضاء له رمزية ومقصدا للجميع، لا يحتمل طول الأشغال وحرمان المواطنين من هذا الفضاء خاصة صيفا.
ويسعى الوالي، عبد القادر جلاوي، لتوظيف خبرته ومعرفته للولاية، كونه مديرا سابقا لقطاع العمران بعنابة، لإعادة بعث المشروع وتنفيذه في الآجال المسطرة، دون إحداث أي إزعاج.
حسين دريدح
