تعمل محافظة الغابات بولاية تبسة، على تطوير مختلف الشعب، خاصة التي تعتبر من الأصناف النادرة كشعبة الأرقان أو ما يعرف بالذهب الأخضر، ضمن برنامج مقترح انطلق سنة 2023 ويمتد إلى غاية سنة 2030.
وكشف المكلف بالإعلام على مستوى المحافظة للنصر، أنه تم تخصيص 117 هكتارا لغراسة هذه الشجرة بكل من بلديات نقرين، فركان، بئر العاتر وسطح قنتيس، على أن تتوسع لاحقا لبقية البلديات، لضمان استدامتها وتطوير زراعتها، خاصة وأنها من أنواع النباتات القادرة على الصمود في بيئة قاسية في ظل ندرة المياه وتنفرد هذه الشجرة بالزيت الذي يخرج من ثمارها وهو نفيس، يصفونه بالذهب السائل أو الذهب الأخضر، الذي يتمّ تصديره لعدة دول من العالم لعلاج عديد الأمراض، حيث يصل ثمن اللتر الواحد منه إلى 300 دولار، ما يجعله مصنفا كأغلى زيت غذائي في العالم.
وأوضح المتحدث، أن الهدف من التجربة يكمن في تطوير هذا النوع من النباتات ذات الأهمية الاقتصادية والتجارية والمساهمة في تنويع وإثراء أصناف الغطاء النباتي بالولاية وذكر أن فكرة غرس أشجار الأرقان في البلديات المذكورة، تأتي بهدف تنمية هذه الشعبة، سيما مع ملاحظة الاهتمام المتزايد للعديد من المؤسسات بشجرة الأرقان المستغلة في استخراج الزيت، فضلا عن أهميتها في صناعة مستحضرات التجميل، إلى جانب استغلالها كأعلاف للمواشي.
وأبرز أن الاهتمام بتطوير شعبة الأرقان وتوسيع مساحات غرسها، ينطلق من توفير الشتلات وتكوين الراغبين في غراستها، داعيا الفلاحين والمستثمرين للتقرب من مصالحه والاستفادة من الدعم التقني والمرافقة الذي تضمنه مصالحه لفائدتهم، في سبيل ترقية هذه الشعبة الخلاقة للثروة على المستوى المحلي والمساهمة في تنويع الصادرات، نظرا لتزايد الطلب عليها في السوق الدولية.
وأوضح محدثنا، أن شجرة الأرقان تعد نبتة شوكية يتراوح ارتفاعها بين 5 و7 أمتار وتتميز بتكيفها مع الظروف المناخية القاسية والتربة الجافة، كما هو عليه الأمر بعدد من بلديات الولاية التي تحصي عددا معتبرا من هذه الشجرة التي تحتوي نواتها والتي تسمى أيضا جوز الأرقان، على 2 إلى 3 حبات من اللوز التي تنتج زيت الأرقان وهو عبارة عن زيت نباتي يستخدم لخصائصه المتميزة في التجديد والترميم وغني أيضا بأوميغا 9 وأوميغا 6 وهو حمض دهني غير مشبع وله فوائد صحية وغذائية، بالإضافة إلى الأحماض الذهنية المشبعة. وأشار المتحدث، إلى أن عديد المنتجات المشتقة من هذه الشجرة، يكثر عليها الطلب في جميع أنحاء العالم، ما ساهم في الاهتمام بتطوير هذه الشعبة ذات الأهمية الاقتصادية الكبيرة للمزارعين الراغبين في ممارسة هذا النوع من الشعب الفلاحية، كما يمكن استخدام أوراق شجرة الأرقان كأعلاف لعديد الحيوانات المستوطنة بالمناطق الصحراوية، على غرار الجمال والماعز والتي تعتبر جد مغذية لها.
شجرة الأرغان أدرجتها اليونسكو سنة 2014، ضمن قائمة التراث الإنساني وتم تخصيص العاشر من كل ماي يوما خاصا للاحتفال بشجرة الأرغان والتحسيس بضرورة أهميتها البيئية في حياة الإنسان وقدرتها على مواجهة الجفاف ورغم كل الجهود، إلا أن شجرة الأرغان تبقى عرضة لخطر الانقراض بسبب التغيرات المناخية التي أصابت مناطق غرب البحر الأبيض المتوسط، الجزائر، إسبانيا والمغرب والتي من شأنها إتلاف المحاصيل وعدم نمو بذور الأرغان في أشجارها بشكل مناسب.
ع.نصيب
