كشفت ممثلة وزارة الصحة والسكان، سلمى قوقام، أمس، عن عزم الوزارة إرسال فرق طبية إلى ولاية سكيكدة، لتكوين الأطباء والجراحين في تخصص التكفل بالمصابين بالحروق في حالات الكوارث الناجمة عن الحروق، تمهيدا وتحفيزا من أجل فتح مستشفى الحروق بالمدينة الجديدة بوزعرورة، بينما قدم مدير الصحة العربي زروقي، أرقاما عن تسجيل 557 من ضحايا الحرائق، منهم 393 ضحية اختناق و 164 حالة حريق جسدي، خلال 2023، حيث تم التكفل بهم جميعا جراحيا وطبيا ونفسيا، مبرزا أن سكيكدة كانت من الولايات السبّاقة في إنشاء مراكز طبية متقدمة.
وأكدت ممثلة الوزارة في تصريح للنصر، خلال أشغال اليوم التكويني الذي انطلق، أمس، على مستوى معهد شبه الطبي، بمشاركة ولايات سكيكدة، قسنطينة، عنابة، قالمة، جيجل، ميلة وأساتذة بمستشفيات جامعية في العاصمة، قسنطينة وعنابة، أن المبادرة قامت بها وزارة القطاع وتهدف بالأساس لوضع الأطباء وأعوان شبه الطبي والعمال والإداريين على أهبة الاستعداد للطوارئ، لتفادي حدوث أي خلل عند مواجهة هذه الأحداث، لتفادي تسجيل طوارئ أخرى والسعي لخلق انسجام بينهم ومعالجة النقائص وتصحيح الأخطاء.
وأوضحت المتحدثة، أن اختيار الوزارة لسكيكدة لإقامة هذه الأيام التكوينية، لم يكن اعتباطيا، بل لأن سكيكدة ولاية معروفة بمنطقتها الصناعية، خاصة وأنها سبق وأن شهدت وقوع أحداث خطيرة مثل الانفجار الغازي الذي شهده مركب تمييع الغاز في سبتمبر 2014 وأدى إلى تسجيل وفيات وإصابات، كما أن الجانب الجغرافي للولاية مهم جدا وهي منطقة لا بد أن تقوم بدورها من حيث تقديم الإسعافات الأولوية عند وقوع الحوادث، لتفادي تحويل المصابين إلى عنابة وقسنطينة، من أجل الحفاظ على سلامة المرضى وأيضا لتجنب تسجيل وفيات أو إعاقة أو تشوهات، لأن الطبيب لا بد عليه أن يدقق جيدا في حالة المريض ولا يتسرع في تحويله كما يجب التفريق بين المريض الذي يحتاج إلى تدخل مستعجل وبين المريض الذي تكون حالته بسيطة، حتى يكون التدخل ناجعا وأيضا لتفادي وقوع أي مخاطر أو تدهور حالته في الطريق.
من جهته، أكد مدير الصحة أن هذه الدورة التكوينية تتناول كيفيات تنظيم التدفقات الكبيرة لضحايا كوارث الحرائق الكبرى على المؤسسات الصحية والتكفل الطبي والنفسي الأمثل بهم وهو موضوع في غاية الأهمية، لاسيما في ما يتعلق بالمحاور الأساسية المتمثلة في التنظيم والتخطيط، الرعاية الأولية للمصابين بالحروق، التواصل والتنسيق، وذلك من أجل الحفاظ على حياة المصابين من جهة والتخفيف من الألم والتوتر من جهة أخرى، بالإضافة إلى الحد من الآثار الدائمة وطويلة الأمد لدى الضحايا.
واعتبر المتحدث، أن اختيار هذا الموضوع وكيفية تناوله، جاء نتيجة لحتمية تحديد استراتيجيات عملٍ فعّالة، من خلال إشراك جميع أطياف قطاع الصحة في هذا التكوين، من مدراء، جراحين، أطباء عامين، نفسانيين وشبه طبيين، والهدف منه هو وضع مخطط عمل شامل للتكفل بضحايا كوارث الحرائق بفعالية وكفاءة بما يعكس قدرة قطاع الصحة على التعامل مع الكوارث وسرعة استجابة مصالح الصحة للعناية بالضحايا ورعايتهم وأيضا لتقاسم الخبرات والتجارب بمنطق علمي بحت، مضيفا أن سكيكدة ولاية غابية بامتياز وتحتوي على أكبر قاعدة صناعية للبترول وللغاز في الوطن وهذه عوامل تجعلها عرضة لمثل هذه الكوارث.
وقدّم مدير الصحة إحصائيات عن حوادث وحالات الحروق، ففي سنة 2023 مثلا، تم تسجيل 557 من ضحايا الحرائق، منهم 393 ضحايا اختناق و 164 حالة حريق جسدي، وتم التكفل بهم جميعا جراحيا وطبيا ونفسياـ وقد كانت سكيكدة، يضيف، من الولايات السبّاقة في إنشاء مراكز طبية متقدمة، كما حدث خلال حرائق مناطق سيدي مزغيش، أولاد عطية، سكيكدة، عين قشرة والحروش، كما أن مشروع مؤسسة استشفائية متخصصة في الحرائق بـ 120 سريرا سيجعل من ولاية سكيكدة مستقبلًا، قطبًا صحيًا هاما في هذا الاختصاص وهو مشروع ذو بعد جهوي ووطني.
كمال واسطة
