تدفقت المياه بقوة بنافورة جافة وسط الساحة المركزية بمدينة قالمة، بعد سنوات طويلة من التوقف، مؤذنة ببداية مرحلة جديدة تقبل عليها ساحة 8 ماي 1945، إحدى أكبر الساحات العمومية بالمدينة وذلك بدعم من مشاريع هامة للتهيئة والتطوير أطلقتها بلدية قالمة لتحسين إطار الحياة العامة و القضاء على مظاهر التردي التي طالت الفضاءات العامة.
وتعمل النافورة الجديدة بنظام يسمى «دي.أم.إكس» أو رقص المياه، مع إسقاطات ضوئية ليلية مختلفة الألوان مما أضفى بهجة و جمالا على الساحة التاريخية الشهيرة التي توجد بها مواقع و نصب تذكارية مخلدة لضحايا مجازر ماي الأسود التي حدثت قبل 79 عاما، و مازالت شواهدها إلى اليوم.
و قد ساد ارتياح كبير وسط مرتادي الساحة التي يقصدها السياح و سكان المدينة للاستراحة و زيارة المواقع التاريخية، كالمسرح الجهوي محمود تريكي، و نصب المقاومة، و المراكز التجارية المحيطة بالساحة الشهيرة، التي تعرف عمليات تهيئة مستمرة من خلال مشاريع الترميم و غرس الأشجار و تركيب أنظمة الإنارة، و تشجيع التجار المجاورين على الاندماج في مشروع التطوير و المحافظة على هذا الموقع التاريخي و السياحي الهام.
و قد تعرضت النافورة التي تتوسط الساحة إلى الجفاف سنوات طويلة، و تحولت إلى موقع لرمي النفايات المنزلية و التجارية، و لم يتوقف سكان المدينة القديمة عن المطالبة بإصلاحها و حمايتها من التدهور، لكن مشروع التطوير تأخر كثيرا و كاد حوض المياه أن يختفي تماما.
و توجد بمدينة قالمة عدة نافورات للمياه بينها نافورة جسر شارع التطوع و نافورة باب عنابة، و نافورة قرب الثكنة القديمة، لكنها ظلت كلها معطلة و عرضة للتخريب و الجفاف، و تعمل البلدية حاليا على إعادة تشغيل هذه المواقع المائية في إطار مشروع كبير لتطوير المدينة، من خلال بناء المسابح و تعبيد الطرقات و الأرصفة، و تشغيل أنظمة الإنارة و تهيئة المساحات الخضراء، و دهن المباني و تركيب مواقف الحافلات و مراحيض جاهزة و مواقع للعب الأطفال.
و قد بدأت المدينة تستعيد بعضا من جمالها و تكاد تقضي على مشكلة النفايات بدعم من شركة وطنية حائزة على صفقة للتنظيف و تزيين المحيط، عبر 14 قطاعا عمرانيا.
فريد.غ