كشف رئيس غرفة الفلاحة لولاية الطارف، أمس، في اتصال بالنصر، عن توجه المستثمرين والفلاحين في القطاع الزراعي بالولاية نحو اعتماد نظام السقي الذكي عن بعد لمستثمراتهم ومحاصيلهم الفلاحية في عملية أولى من نوعها، عن طريق استعمال الهواتف النقالة بعد تركيب الأجهزة الخاصة بذلك.
وقال المسؤول، إن بداية التجربة كانت بتركيب الأجهزة الذكية بمستثمرة لعوابدية سلامي اليماني ببلدية البسباس، لسقي مساحات الكروم، الأشجار المثمرة والحمضيات، في عملية نموذجية على أن تعمم لاحقا عبر باقي المستثمرات على مراحل من أجل الاستهلاك العقلاني، وهذا في ظل شح الأمطار والتغيرات المناخية، حيث تعمل مصالح غرفة الفلاحة حسبه، على مرافقة الفلاحين للاستفادة من دعم الدولة لاقتناء عتاد السقي الذكي سواء عن طريق نظام التقطير والري من المجمعات المائية والآبار للحفاظ على المورد المائي، والرفع من المردودية في مختلف الشعب الزراعية، في وقت سجل فيه المصدر رغبة عشرات الفلاحين اعتماد نظام السقي الذكي عبر مستثمراتهم وأراضيهم، لاسيما عبر المناطق التي تعرف مشاكل ونقصا في مصادر المياه التي باتت تؤثر سلبا على الإنتاج الفلاحي وتؤدي إلى موت الأشجار المثمرة والكروم على وجه الخصوص.
وأضاف المتحدث أن الغرفة قامت بحملات توعية وتحسيس في أوساط الفلاحين من أجل انخراط أكبر عدد منهم في برنامج نظام السقي الذكي مع الاستفادة من دعم الدولة الموجه لهذا الغرض، مشيرا إلى أن العملية ستسمح بتقليص ما بين 30 و 50 بالمائة من كميات المياه التي كانت تخصص لسقي المحاصيل الفلاحية، وخاصة منها الكروم، الحمضيات والأشجار المثمرة التي تتطلب السقي الدوري وبكميات مضبوطة.
وتطرق المصدر إلى تضاعف حاجيات المزارعين من مياه السقي الفلاحي بسبب توسع المساحات الزراعية في السنوات الأخيرة، من دون أن تقابلها زيادة في حصة السقي من سد الشافية والتي بقيت في حدود 6 و 10 ملايين متر مكعب سنويا، وهي الكمية التي لا تفي بحاجيات الري في محيط سهل بوناموسة الممتد على مساحة تفوق 10 آلاف هكتار ببلديات الجهة الغربية للولاية.
وأفاد رئيس الغرفة بتدعيم الفلاحين برخص لإنجاز الآبار العميقة، شملت حوالي 200 فلاح في سياق التدابير المتخذة من قبل السلطات المحلية لمجابهة مشكلة الري الفلاحي، أمام نقص مصادر السقي وتراجع منسوب سد الشافية الذي يعد الممون الرئيسي للمزارعين، خصوصا ببلديات الذرعان، عصفور، زريزر، البسباس، شبيطة مختار، وبن مهيدي، أين تم هذا الموسم تخصيص 3 ملايين متر مكعب من ذات السد التي استنفذت بسقي المساحة المستهدفة.
كما تم تخصيص حصة إضافية قدرها 1 مليون متر مكعب من نفس السد لتلبية حاجيات الفلاحين بعد تدخل الوالي لدى الوزارة الوصية، غير أن الكمية تبقى لا تلبي رغبات المزارعين الذين يطالبون بحصة إضافية أخرى لإنقاذ مساحات الكروم، الأشجار والحمضيات من الموت بسبب الجفاف، خاصة بمحيط بوناموسة، ذلك أن ما يفرغ في الوادي من المياه الموجهة للري عبر سد الشافية تمتصه المحطة التي تزود مدينة عنابة بالمياه الشروب.
من جهته أبرز رئيس نادي السقايين، المتاعب التي يتكبدها المزارعون أمام لجوئهم لشراء المياه عن طريق الصهاريج لري أراضيهم ما ألحق بهم خسائر كبيرة، فضلا عن قيام آخرين بالسقي من مصادر مختلفة، بسبب مشكلة السقي المطروحة بحدة، في حين قام فلاحون بحفر آبار تقليدية وأحواض مائية بوسائلهم الخاصة في مسعى لإنقاذ محاصيلهم، خاصة الكروم والأشجار المثمرة التي تعرضت مساحات منها للموت بفعل الجفاف.
نوري.ح
