الخميس 19 سبتمبر 2024 الموافق لـ 15 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

جامعة 20 أوت 1955 بسكيكدة: طالب يُطور سمادا قد يحدث "طفرة" في الإنتاج الفلاحي بالأراضي الصحراوية


نجح الطالب صلاح الدين بوركاب، خريج كلية الزراعة بجامعة 20 أوت 1955 بسكيكدة في تخصص أنظمة الإنتاج البيئي الفلاحي، وصاحب مؤسسة ناشئة لإنتاج الأسمدة الفلاحية، في ابتكار سماد طبيعي اسمه «فيتاكارب»، له قدرة عالية على امتصاص المياه وتخصيب التربة بالمناطق الصحراوية الجافة وكذا التقليص من الاستعمال المفرط لموارد المياه، حيث يتم استخلاص مادته الأولية من النفايات الناتجة عن معاصر الزيتون. وبحسب مختصين سيحدث هذا الابتكار طفرة كبيرة في المجال الفلاحي ليس فقط على المستوى الوطني وإنما عالميا.
وأكد الدكتور عمار فوفو مدير مخبر تثمين الإنتاج الزراعي بجامعة 20 أوت 1955 بسكيكدة بصفته مؤطرا ومرافقا لهذا الطالب، أن المشروع ابتكاري وفريد من نوعه، وقد انطلق من فكرة كيفية استرجاع النفايات الزراعية في إطار مشروع بحث على مستوى الجامعة، حيث قام به الطالب صلاح الدين بوركاب وهو صاحب مؤسسة ناشئة لإنتاج الأسمدة الفلاحية وخاصة أسمدة المناطق الصحراوية والجافة وشبه الجافة، وذلك تحت تأطير مجموعة من الأساتذة وبمرافقة مهندسين بالمخابر.وقد تم تدوير نفايات معاصر الزيتون وتحويلها إلى سماد عضوي ليتم استعمالها في الزراعة، حيث تم إحضار المادة الأولية المسماة جفت الزيتون الناتجة عن عملية العصر والتي عادة ما يتم رميها بصفة عشوائية وتسبب مشاكل بيئية كبيرة في المجاري المائية والأودية والأنهار كما تؤثر بشكل سلبي على الأراضي الزراعية والنظم البيئية، خاصة وأن سكيكدة معروفة بتوفرها على 5 أحواض مائية و رائدة في إنتاج الزيتون وزيت الزيتون ولها مقومات كبيرة في هذا المجال. وتمت العملية، يضيف الأستاذ، من خلال استخلاص الكربون النشط من هذه النفايات «جفت الزيتون» في عملية مخبرية معقدة جدا أخذت الكثير من الوقت، حيث تم التوصل إلى أن الكربون الذي أعيد تحويله إلى مخصّب عضوي يخص أساسا الأراضي الفقيرة والأراضي الرملية وتلك المعروفة بالجفاف، ويكون فعالا بالأراضي الزراعية المعروفة بشح الأمطار. ويلعب هذا السماد الطبيعي دورا فعالا في تحويل نفاذية التربة ويزيد من نسبتها، وفي ظل التغيرات المناخية يجعل الفلاحين في غنى عن السقي المكثف والاستغلال المفرط لموارد المياه وكذلك يكون فعالا في الأراضي الصحراوية.وفي إطار سياسة وتوجيهات رئيس الجمهورية الهادفة إلى استصلاح مليون و200 ألف هكتار في الأراضي الصحراوية والسهبية، فإن هذا السماد يمكن أن يكون أحسن وأفضل مرافق لهذه السياسة خاصة وأن الأراضي الصحراوية تعرف بكونها فقيرة وتعتبر كذلك أراض نفوذة بحكم أنها رملية، وبالتالي فإن استعمال الكربون وخلطه مع التربة الرملية أو التربة الطينية يعطي فعالية كبيرة في الاحتفاظ وفي تغيير النفاذية وتصبح التربة الرملية تحتفظ بالماء بكمية كبيرة، الأمر الذي يسمح بتحقيق نتائج فلاحية جد مرضية وبمردودية عالية جدا، مقابل التقليص من الاستعمال المفرط لموارد المياه.
تجارب ناجحة في زراعات البيوت البلاستيكية
وأكد المتحدث أن فريق العمل قام بعدة تجارب باستعمال هذا السماد على مجموعة من الزراعات خاصة البقوليات والخضروات، حيث أثبتت أن فعاليته تكون كبيرة جدا في مجال الخضراوات وزراعات البيوت البلاستيكية، وكذا الزراعات المحمية بصفة عامة، حيث لوحظ نمو سريع جدا للنباتات في وقت قصير وبأن له فائدة في المحافظة على نوعية وسلامة النباتات. هذه النتائج بحسب المتحدث، تفتح آفاقا أخرى لتجريب هذا المشروع الهام والحيوي على الأشجار المثمرة ولما لا الزراعات الكبرى مثل محاصيل الحبوب.من جهته الطالب صلاح الدين بوركاب، أوضح للنصر أن السماد الجديد ناتج عن تثمين النفايات المتأتية من معاصر الزيتون التي تقوم عادة بتلويث المحيط والمجاري المائية، وهو بذلك حل هذه المشكلة التي تُسجل كل موسم شتاء عند عصر الزيتون، كما أنه حل للزراعة في المناطق الصحراوية والجافة وله قدرة عالية على الامتصاص وتخصيب التربة الفقيرة في الأراضي الصحراوية والجافة.وأكد المتحدث أنه عند إجراء التجارب من حيث نسبة الامتصاص تبيّن أن سماد فيتاكارب له قدرة عالية جدا في الامتصاص مقارنة بمنتوج شبيه موجود حاليا في السوق، مؤكدا أنه سيفتح آفاقا جديدة خاصة في المناطق الصحراوية مع التوجه الجديد للسلطات العمومية بتكثيف الزراعات في هذه المناطق، كما سيتيح إمكانية استرجاع واستصلاح الأراضي البور والجافة والفقيرة، ويمكن القول، بحسب الطالب، إنه سيحدث طفرة في المجال الفلاحي في الصحراء.وأكد الطالب صلاح الدين بوركاب أن السماد الجديد تم إنتاجه بمخبر جامعة 20 أوت 1955 بسكيكدة ومن أجل توفيره في السوق الوطنية لا بد من تدخل المصالح المختصة والجهات الوصية بقطاع الفلاحة لمساعدته، بحكم أنه متحصل حديثا على شهادة مؤسسة ناشئة، مبرزا أهمية هذا المشروع الذي سيقدم إضافة كبيرة للقطاع الفلاحي وسيسهم في رفع الإنتاج لاسيما بالمناطق الصحراوية، متوجها بشكره إلى كل الأساتذة الذين قاموا بمرافقته في هذا المشروع وعلى رأسهم الأستاذ عمار فوفو وكذا مدير حاضنة الجامعة التي قامت باحتضان الابتكار منذ أن كان فكرة، في انتظار خروجه إلى السوق. كمال واسطة

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com