كشفت مديرة الموارد المائية لولاية الطارف، في تصريح للنصر، عن إيداع مصالحها شكوى رسمية لدى الجهات المختصة ضد إحدى الوحدات الصناعية التحويلية بسبب طرحها مياها صناعية ملوثة وغير معالجة عبر وادي سيبوس الذي يشق عدة بلديات، بالشكل الذي بات يهدد بتلوث هذا الوادي الذي يعد مصدرا للسقي الفلاحي لمزارعي الجهة الغربية بالولاية.
وقالت المسؤولة، بأن بعض الوحدات التحويلية والصناعية باتت تطرح المياه المستعملة الصناعية عبر وادي سيبوس الذي يعد من أهم وأكبر الأودية بالولاية وبالجهة الشرقية للوطن، دون التقيد بالإجراءات الوقاية التي تراعي الحفاظ على البيئة والحد من كل أشكال تلوث المياه الجوفية والسطحية، وذلك بالرغم من المراسلات الموجهة لمسيري هذه الوحدات من خلال دعوتهم لاحترام دفاتر الشروط ومعالجة المياه الصناعية قبل طرحها في الوديان، وذلك بإنجاز محطات التصفية لتجنب تلوث البيئة والحفاظ على الصحة العمومية، لاسيما الأمراض المتنقلة عن طريق المياه، وتردف المتحدثة أن أغلب فلاحي الجهة الغربية يعتمدون في سقي محاصيلهم الزراعية وبساتينهم على واديي بوناموسة وسيبوس.
وأعلنت المسؤولة، عن تفعيل شرطة المياه للقيام بخرجات ميدانية، بما في ذلك تنظيم زيارات فجائية بالتنسيق مع المصالح والقطاعات المعنية لمحاربة كل التجاوزات التي تمس بطبقة المياه الجوفية والسطحية، وردع المخالفين الذي يلجأون إلى الطرح العشوائي للمياه الملوثة المستعملة والصناعية عبر المجاري المائية قبل المعالجة، مع معاينة المؤسسات الصناعية والتحويلية للوقوف على مدى التزامها بالقوانين سارية المفعول المتعلقة بالحفاظ على البيئة من خلالها تركيب محطات التصفية والمعالجة للمياه قبل التخلص منها نحو الشبكات والوديان، على أن تُتخذ الإجراءات القانونية ضد الوحدات المخالفة، تصل حد المتابعة القضائية مع الغلق. وفي سياق متصل، أضافت مديرة الموارد المائية أن الوالي أعطى تعليمات مشددة من أجل الوقاية ومحاربة الأمراض المتنقلة بدعوة المؤسسات الصناعية والمتعاملين والمواطنين إلى التقيد بقوانين الجمهورية حفاظا على سلامة الأرواح، خصوصا في هذا الفصل الذي تكثر فيه انتشار الأوبئة. وأفادت المسؤولة، أن تدابير استثنائية أخرى اتُخذت لمحاربة ظاهرة السقي غير الشرعي من مصادر المياه والتي استفحلت ببعض المناطق بسبب مشكلة السقي المطروحة، رغم قيام مصالحها بمنح أكثر من 200 رخصة للفلاحين لحفر الآبار الارتوازية، وتخصيص 6 ملايين متر مكعب من مياه سد الشافية لري المحاصيل عبر سهل بوناموسة ودعم الكمية التي استنفذت بأخرى إضافية مؤخرا، قدرها 1 مليون متر مكعب بعد تدخل الوالي لدى الوصاية، غير أن هذا لم يلب حاجيات المزارعين.
كما يقوم مزارعون بتخريب القنوات الرئيسية والتعدي على صمامات التفريغ خاصة القناة الرئيسية التي تزود ولاية عنابة من محطة المعالجة بسد الشافية مرورا بعدة بلديات على رواق الطارف-عنابة إلى غاية محطة الملاحة على مسافة 58 كلم، وكذا التعدي على القناة الرئيسية للسماط المائي بوقلاز ذي المذاق العذب، فيما تم تخريب منشآت مائية متفرقة، وهي تجاوزات حُررت بشأنها شكاوى ضد مجهول بكل من بلديات بالريحان، الشافية، بوثلجة وبحيرة الطيور، مع رفع دعاوى قضائية ضد البعض من تم توقيفهم متلبسين بعمليات التخريب، على غرار مقاضاة فلاحين ببلدية بوحجار بعد أن تم ضبطهم متلبسين بكسر القناة الرئيسية لسقي أراضيهم ومواشيهم. وأشارت المتحدثة إلى تكليف فرق الجزائرية للمياه للقيام بدوريات ونصب الكمائن لمحاربة ظاهرة كسر وتخريب منشآت المياه، التي كبدت المؤسسة خسائر كبيرة، وتبقى وراء الاضطرابات، بما يؤثر سلبا على عملية تموين الساكنة بهذه المادة الحيوية بصفة منتظمة، خاصة في هذا الفصل حيث ارتفاع حجم الطلب.
نوري.ح
