حلّت، ليلة الخميس إلى الجمعة، لجنة من وزارة الري والموارد المائية، رفقة المدير الجهوي للتطهير لمنطقة عنابة، بمدينة بئر العاتر في ولاية تبسة، وشرعت على الفور في معاينات ميدانية لمخلّفات الأمطار الموسمية الغزيزة التي ضربت بلدية بئر العاتر، مساء الثلاثاء المنقضي، مخلفة وفاة 3 أطفال جرفتهم مياه وادي شعبة الكرم.
اللجنة الوزارية التي كانت مرفوقة بالأمين العام للولاية والسلطات المحلية لدائرة بئر العاتر والمنتخبين وممثلي السكان، وقفت عن كثب على حجم الأضرار لمخلفات الفيضانات، من خلال زيارة الوديان التي تشكل خطرا على المدينة والنقاط السوداء بأحياء المجاهدين، العتيق، الكاهنة، والأضرار التي لحقت بالممتلكات الخاصة والعامة والبنية التحتية، كما استمع أعضاؤها لآراء المواطنين الذين تواجدوا بقوة، بشأن تلك المخلفات والحلول المقترحة. ومن المقرر أن ترفع اللجنة تقريرها لوزير الموارد المائية لاتخاذ التدابير الاستعجالية، على غرار إطلاق دراسات لإعادة الاعتبار للوديان وتخصيص اعتمادات مالية في إطار حماية المدينة من خطر مياه الأمطار واتخاذ الإجراءات المناسبة، لحماية السكان من الفيضانات.
وأكد مدير مركزي بوزارة الري، في تدخله أمام الحاضرين، أنه سيتم إطلاق دراسة علمية تقنية حول حماية مدينة بئر العاتر من الفيضانات وستخصص لتهيئة الأودية التي تعبر المدينة وباتت تشكل تهديدا لسلامة المواطنين كلما تساقطت الأمطار، وبعد الانتهاء منها، سيتم رفعها إلى السلطات المركزية التي ستخصص أغلفة مالية معتبرة، في إطار برامج حماية الأشخاص والممتلكات، وقبل أن تغادر اللجنة المدينة، أبت إلا أن تزور أولياء الضحايا وتقدم واجب العزاء لهم في مصابهم الجلل. وكان والي تبسة، سعيد خليل، قد توجه، مساء الأربعاء، بمعية رئيس المجلس الشعبي الولائي، نواب البرلمان بغرفتيه، والسلطات المدنية، الأمنية والعسكرية، إلى بيوت أهالي الضحايا الثلاثة، حيث عاين الوضع الميداني على مستوى «وادي الجرعة « بوسط مدينة بئر العاتر، بعد معاينته ليلة وفاة الأطفال الثلاثة النقاط والمقاطع المتضررة جرّاء ارتفاع منسوب مياه الأمطار، ملتزما بعقد جلسة عمل في المنظور العاجل، بحضور مواطني وممثلي السكان، بهدف تشخيص دقيق للوضعية التنموية بهذه الجماعة المحلية وتدارس النقائص المسجلة، سيما ما تعلق منها بالجانب الحضري والتهيئة الخارجية للأحياء والتجمعات السكانية. السيول الجارفة وفيضان الوادي الكبير، تسببت في أضرار مادية في عدد من المنازل والمرافق العمومية وأدت إلى غلق عدد من الشوارع والطرقات الرئيسية وهو الوضع الذي دفع بالسلطات المحلية ولليوم الرابع على التوالي، إلى الاستنجاد ببلديات دائرة العقلة «المزرعة، سطح قنتيس، بجّن، وعقلة قساس، التي شارك رئيسها في جهود السلطات المحلية والمساهمة في فتح الطرقات والشوارع وإزالة الأتربة ومخلفات السيول، بمشاركة المصالح التقنية لبلدية بئر العاتر، عدد من سكان حي المجاهدين، ديوان الوطني للتطهير مركز بئر العاتر، القسم الإقليمي للبناء والتعمير والهندسة المعمارية، قسم الأشغال العمومية فرع بئر العاتر، الحماية المدنية، وجمعية التحدي.
وتؤكد مصادر من مصالح الحماية المدنية، أن بلدية بئر العاتر وحدها تضم مئات السكنات المشيدة على حواف الأودية، وقد ناشدت ذات المصالح، المواطنين، لتوخي الحيطة والحذر من الفيضانات الموسمية للأودية والمجاري المائية التي تؤدي لارتفاع منسوبها، حيث تتحول إلى سيول جارفة ومباغتة تترتب عنها خسائر بشرية ومادية، وأوضحت في سياق حملاتها لتوعية السكان، ضرورة الابتعاد عن مجاري الوديان وعدم الاحتماء تحت الجسور أو المغامرة بقطع المجاري المائية.
ع.نصيب
