عاين المدير العام لمجمع إيميتال، خمار عادل، أول أمس، في زيارة عمل قادته إلى مركب سيدار الحجار بعنابة، الموقع الذي تم اختياره لتركيب وتجهيز وحدة درفلة حديد الخرسانة الجديدة، حيث تم اختيار مكان وحدة درفلة الأسلاك سابقا لتشغيلها، وقد شُرع في جلب العتاد من المنطقة الصناعية برحال.
وقدم الفريق المكلف بمتابعة إنجاز مشروع وحدة الدرفلة، حسب خلية الاتصال بمركب سيدار الحجار، خطة العمل التي سيتم تنفيذها بداية من عملية التفكيك وإعادة التركيب، كما استمع، خمار، رفقة المسؤولين عن مجمع سيدار ومركب الحجار، لحوصلة حول ما تم إنجازه ونسبة التجهيزات والمعدات التي تم جردها وجلبها من المنطقة الصناعية ببرحال، في إطار تسليم عتاد المركب الذي كان تابعا لمجمع حداد، بعد تحويل ملكيته للدولة في إطار استرجاع الأموال المنهوبة، حيث تبلغ قدرته الإنتاجية 800 ألف طن سنويا.
ودعا المدير العام لمجمع إيميتال، فريق العمل المتابع للمشروع، إلى وضع برنامج فعال وفق مراحل زمنية محددة لإنهاء عملية الجرد والشروع في الأشغال حتى استلام الوحدة. وأكد خمار، في اجتماع مع إطارات المركب، الدور الإستراتيجي الذي يلعبه سيدار الحجار في النمو والتطور الاقتصادي للبلاد في ظل الدعم والمتابعة المتواصلة للدولة له، وقد طلب من المسؤولين بذل المزيد من المجهودات لتطوير المركب والتنسيق بين وحداته والزيادة في طاقة إنتاجه وفق المخطط المسطر من المديرية العامة لسيدار الحجار.
ويُنتظر استغلال وحدة درفلة حديد الخرسانة كمرحلة أولى من ضمن العتاد الذي سيستغل في إطار عصرنة وسائل الإنتاج وتعزيز قدرات المؤسسة من ناحية زيادة حجم الإنتاج، فيما يتعلق بالمنتجات الطويلة من حديد البناء وكذا المساهمة في تغطية السوق الوطنية بهذا المنتوج الهام، حيث سيتم اعتماد خطة عمل لوضع هذه الوحدة حيز الخدمة في أقرب الآجال، وفقا للمصدر.
ورافق عملية استرجاع مركب الحديد والصلب الذي تبلغ طاقة إنتاجه قرابة المليون طن، استرجاع العقار الممنوح لمجمع حداد على مساحة 130 هكتارا بالشراكة مع الشريك الأجنبي، حيث حرصت وزارة الصناعة على تأمين وحراسة العتاد، وكلفت مؤسسة تسيير المناطق الصناعية بمسؤولية حماية العتاد الذي تم جلبه إلى موقع المشروع سنة 2018، بعد تعرضه لمحاولات سرقة وتفكيك من قبل عصابات. واستنادا لمصدر على إطلاع بالملف، فقد تم جلب عتاد المركب على دفعات، جزء متواجد حاليا بموقع المصنع ببرحال ودفعتان بمينائي عنابة وسكيكدة، وقد قدرت قيمته بـ 82 مليون أورو.
وفي سياق متصل، مع وجود خطة لتطوير نشاط مركب سيدار الحجار، من الفترة الممتدة من 2024 إلى غاية 2028 للتخلص من التبعية لتشغيل الفرن العالي بالفحم وإنهاء مشكلة التوقفات، سيتم استغلال العتاد المسترجع لفائدة مركب الحجار بقرار من الدولة، تنفيذا للأحكام القضائية الصادرة، في تشغيل تقنية الفرن الكهربائي وهو ما سيسمح بتطوير قدرات المركب ومضاعفة حجم الإنتاج، ليشتغل بالتقنية الكهربائية والفحم، ما يسمح بتوفير مختلف المنتجات، منها المسطحة والطويلة والأنابيب غير الملحمة وإنتاج الحديد الموجه للصناعات التحويلية، منها قارورات تخزين ونقل الغاز المميع وكذا لواحق قطع غيار المحركات والحديد المستخدم لتصنيع وتركيب الأجهزة الكهرومنزلية، بالإضافة إلى السكة الحديدية باعتبارها مواد مطلوبة في سوق الجزائر، بعد مراجعة سياسة الاستيراد، تنفيذا لتوجيهات وزارة الصناعة والحكومة، للخروج من التراكمات والوضعيات الصعبة التي مر بها مركب الحجار في السنوات الأخيرة.
وفي السياق، أكد وزير الصناعة والإنتاج الصيدلاني، علي عون، في رده على سؤال كتابي للنائب البرلماني عليم ويلحي، حول تحقيق الاستقرار بمركب الحجار، أن صناعة الحديد والصلب في الجزائر حققت قفزة نوعية كبيرة، بعد ما تمكنت من تحقيق ما يقارب مليار دولار صادرات وهو رقم سيساهم، حسبه، في تنويع مداخيل الخزينة العمومية من العملة الصعبة، بعيدا عن قطاع المحروقات، وإنعاش الاقتصاد الوطني، من خلال الاتجاه إلى السوق الدولية.
وذكر عون في نص الرد الذي تلقت النصر نسخة منه، نهاية الأسبوع، أن الدولة تبنت إستراتيجية النهوض بالقطاعات الصناعية الكبيرة، على غرار صناعة الحديد والصلب، من خلال استغلال كل الإمكانيات الطبيعية والصناعية والبشرية، قصد التخلص من تبعية هذه الشعبة للمدخلات المستوردة، خاصة بعد دخول مشروع غار جبيلات مرحلة الإنتاج وهو ما سيغني الصناعة الجزائرية عن استيراد خام الحديد مستقبلا. وأضاف الوزير، بأن القطاع يعمل على مرافقة كل المتعاملين الاقتصاديين الناشطين في مجال صناعات الصلب والتعدين، منها التي تعاني من صعوبات وعراقيل، من أجل حماية المنتوج الوطني من الواردات العشوائية، كما تعمل السلطات العمومية، وفقا لعون، في إطار تمسكها بمكاسبها الاقتصادية والاجتماعية، على مرافقة مركب سيدار الحجار الذي يعتبر رائدا في صناعة الفولاذ، لتمكينه من استعادة مكانته ضمن النسيج الصناعي الوطني والإسهام في الإنعاش الاقتصادي الوطني.
وأورد المتحدث، بأن الهدف الأساسي من مخطط تطوير مركب الحجار، هو الزيادة في قدرات الإنتاج وكذا التنويع في منتوجات الحديد والصلب ذات القيمة المضافة العالية والجودة الرفيعة، مع التوجه تدريجيا نحو تقنيات الاختزال المباشر لرفع الكفاءة وتقليل التكاليف، ما يساهم في تحقيق التنمية المستدامة وخلق فرص عمل جديدة.
حسين دريدح