استلم القائمون على مشروع محطة تحلية مياه البحر بالطارف، نهاية الأسبوع، أولى الشحنات من التجهيزات والمعدات الخاصة بالمحطة التي تم توريدها من الخارج عبر الجسر الجوي، في حين شرع فريق من المختصين والفنيين في عملية تركيب المعدات (المضخات ومخابر لتحاليل المياه) وغيرها، تحسبا للقيام بإجراء أولى المراحل التجريبية خلال الأيام المقبلة.
وينتظر تسليم مشروع محطة تحلية مياه البحر، الجاري إنجازها بكدية الدراوش في بلدية بالريحان، شهر ديسمبر المقبل، وفق ما صرح به والي الطارف، محمد مزيان، لدى وقوفه نهاية الأسبوع الفارط، على وصول واستلام أول شحنة من المضخات المستوردة من اليابان ومباشرة التقنيين في تركيبها قصد تسريع المرحلة الأخيرة المتبقية من المشروع المتربع على مساحة 11 هكتارا.
وأوضح الوالي خلال تفقده لورشة المشروع، أن أشغال مد القنوات من محطة التحلية نحو الولاية على طول 50 كيلومترًا والتي أوكلت لمؤسسات وطنية كبرى مختصة، تجري بوتيرة متسارعة، حيث تجاوزت 90 بالمائة، كما أشار إلى قرب انتهاء أشغال الخزان المائي بسعة 50 ألف متر مكعب، الكائن ببلدية بحيرة الطيور والذي يتوقع تسليمه منتصف شهر نوفمبر كأقصى تقدير، بعد أن شارفت به الأشغال هو الآخر على الانتهاء، كذلك الحالة بالنسبة لتوصيل القنوات وإنجاز الخزان المائي من محطة التحلية باتجاه ولاية عنابة، أين تعرف الأشغال بدورها تقدما كبيرا والورشات تعمل على مدار الساعة بالتناوب، بما فيها استكمال ما تبقى من حصص الأشغال الأخرى الجاري إنجازها على قدم وساق، أما بخصوص محطة التحلية لكدية الدراوش، فقد أكد الوالي أن المشروع يشهد تقدمًا كبيرًا في الميدان، مع اقتراب الانتهاء من أشغال الهندسة المدنية واستكمال بعض الأشغال الملحقة.
وخلال هذه الزيارة، تفقد الوالي أشغال محطة تحلية مياه البحر بكدية الدراوش، التي بلغت نسبة إنجازها 76,85 بالمائة، مسديا تعليمات بمضاعفة الجهود أكثر وتسخير كل الإمكانيات وإزالة العوائق لإنهاء الأشغال وتسليم المحطة في موعدها مطلع ديسمبر.
كما عاين المسؤول أشغال الخزان المائي ببحيرة الطيور والذي بلغت نسبة الأشغال به 85 بالمائة ومعاينة أشغال توصيل قنوات الربط من محطة التحلية نحو الخزان ومنها إلى بلديات الجهة الغربية والجنوبية والشرقية للولاية، لتأمين احتياجات الساكنة من المياه الشروب، على أن توجه مصادر المياه الأخرى نحو الري الفلاحي وتوسيع المساحة المسقية.
وأبرز الوالي أهمية هذا المشروع الاستراتيجي الذي أقره رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، لتعزيز الأمن المائي في البلاد، حيث ستسهم محطة التحلية التي تقدر طاقتها الإنتاجية بـ300 ألف متر مكعب، في تأمين تزويد الولاية بالمياه نوعا وكما وستستفيد منها أيضًا الولايات المجاورة عنابة، قالمة وسكيكدة، مشيدا في سياق متصل، بكفاءة وجهود الشركات المنفذة للمشروع الذي أنجز في وقت قياسي ووفق معايير عالمية وبسواعد جزائرية مئة بالمئة، كما نوه بمرافقة مصالحه في إنجاز المشروع، من خلال المتابعة الدورية وإزالة كل العوائق الإدارية والتقنية، كاشفا عن الأهمية الاجتماعية والقيمة المضافة التي سيمنحها المشروع بتوفير عشرات مناصب الشغل للعاطلين من الجهة.
نوري.ح