سجلت الحماية المدنية وكذا مؤسسة سونلغاز، في خرجة ميدانية بالمقاطعة الإدارية علي منجلي بقسنطينة، أخطاء قاتلة في توصيلات الغاز سواء بالمدافئ أو أجهزة تسخين المياه، حيث تم ضبط أنابيب منتهية الصلاحية منذ سنوات، فضلا عن استخدام أخرى قاتلة كونها غير مطابقة للمعايير التقنية المعمول بها.
ونظمت أمس، الثلاثاء، الحماية المدنية بقسنطينة، خرجة تحسيسية للوقاية من حوادث تسرب الغاز بالتنسيق مع مصالح سونلغاز علي منجلي وكذا مديريتي الصحة والتجارة وممثلين عن المجتمع المدني على غرار المرصد الوطني للمجتمع المدني والمؤسسة الجزائرية لحقوق الإنسان وكذا جمعية المتبرعين بالدم، حيث تم اختيار التجمع السكني 1500 سكن اجتماعي الواقع بالتوسعة الغربية بعلي منجلي، لكونه أحد الأحياء الجديدة التي رحل إليها السكان شهر جويلية الماضي.
وأشرف على الحملة التحسيسية، الرائد بن حرز الله سمير، وكذا الملازم المكلف بالإعلام شبيرة فاتح، حيث تم التجمع وسط الحي وتقديم التوجيهات اللازمة لإنجاح الحملة التحسيسية التي ستستمر إلى غاية فصل الشتاء المقبل، وقد اختار منشطو العملية منازل بطريقة عشوائية من خلال طرق الباب بشكل مباشر .
وفي أول زيارة لمنزل يقع بالطابق السفلي لإحدى العمارات، تم الوقوف على توصيل سخان الماء بشبكة الغاز عن طريق أنبوب أصفر « فليكسيبل» حيث نبه ضباط الحماية المدنية وإطارات سونلغاز إلى ضرورة نزعه واستبداله بأنبوب من النحاس، إذ أكدوا بأن هذا الصنف غير مطابق للمعايير التقنية المعمول بها، كما أنه يشكل خطرا كبيرا إذ طالما تسجل تسربات قاتلة بسبب التوصيل بمثل هذا الأنبوب.
وأوضحت ممثلة مديرية التجارة، للنصر، بأن هذا النوع من الأنابيب وعبر كل التراب الوطني غير مطابق للمعايير المعمول بها، حيث يتم إدخاله إلى الجزائر بغرض استعماله في أشغال أخرى، لكنه يوجه إلى الاستعمال في توصيلات الغاز سواء بالنسبة للمدافئ أو سخانات المياه، فهذا المنتج ،مثلما أكدت، يفتقد إلى الوسم واسم المنتج ناهيك عن عدم مطابقته لهذا الاستخدام مشيرة إلى وجود نوع مشابه في الأسواق الأوربية لكنه ليس مطابقا لما يوزع في الجزائر، مؤكدة بأنه وفي حال ضبطه لدى أي متعامل يقوم بتوزيعه لغرض استخدامه كموصل غاز، فإنه سيعرض إلى سحب المنتوج والمتابعة القضائية.
وفي منزل مجاور، كان الوضع أسوأ بكثير ، حيث كان الأنبوب الأصفر ملتصقا بالأنبوب الذي يصرف الغاز المحترق نحو مدخنة العمارة، وهو ما أذهل المشرفين على العملية، إذ نبهوا صاحبة المنزل بأنه سيتعرض للاحتراق، بعد تشغيل المدفئة بدقائق وتكون النتيجة تسرب غاز أحادي الكربون وتعرض العائلة إلى الخطر، كما تم الوقوف على تحطم زجاج المدفأة، ووجود فراغات في توصيل أنبوب تصريف الغاز المحترق، بما قد يتسبب لا محالة في تسربات.
وتكررت الأخطاء ذاتها في الشقق، التي ولجها منظمو الحملة التحسيسية، حيث وجهت لأصحاب المنازل تعليمات بضرورة رفع هذه التحفظات، كما أكد ممثلو مؤسسة سونلغاز بأنه سيتم زيارة كل المنازل لمراقبة التوصيلات، لاسيما وأن قاطني هذا الحي تم ترحيلهم مؤخرا، فيما أكدت ممثلة مديرية التجارة على السكان بأنه وجب عند اقتناء أي مدفأة الانتباه إلى وجود جهاز الكشف عن تسربات الغاز وفي حال عدم منحهم إياه، الاتصال مباشرة بمديرية التجارة والتبليغ عن التاجر من أجل التدخل وتحرير محضر ضده. وقد أبدى سكان الحي، تجاوبا كبيرا مع الحملة وأكدوا بأنهم كان يجهلون هذه الأخطار ، كما أنهم قد استعانوا بحرفيين في إيصالها دون أن ينبهوهم إلى وجود أخطار إذ لا يعقل أن ،مثلما قالوا، أن يكونوا على علم بالخطر دون الوقاية منه.
و ذكر صاحب منزل بأنه سيتصل بسمكري قبل تشغيل المدفأة من أجل استبدال الأنبوب البلاستيكي بآخر من مادة النحاس، بينما سارعت إمرأة إلى الاتصال بزوجها هاتفيا وإبلاغه بملاحظات المشرفين على الحملة وألحت عليه أن يصحح توصيلات سخان الماء في هذا الماء.
ونحن نتجول بمنزل آخر حتى لاحظ أعوان سونلغاز انتهاء صلاحية استخدام أنبوب إيصال الغاز بالموقد « الطابونة» ، حيث أكدوا أن فترة صلاحية أي أنبوب لا تتجاوز 5 سنوات وربما أقل، وعلى جميع الأسر أن ينتبهوا لهذا الخطر من خلال مراقبة تاريخ انتهاء الصلاحية ، علما أن تم الوقوف على وجود أنبوب منتهي الصلاحية، في أحد المنازل سنة 2019 بينما كان في آخر العام الماضي.
وذكر المكلف بالإعلام للحماية المدنية، بأن هذه الحملة التحسيسية تأتي في إطار العمل التحسيسية والتوعوية الذي تنتهجه القيادة العامة للحماية المدنية عبر مختلف ولايات الوطني وطيلة العام، مشيرا إلى أن عملية طرق الأبواب ومراقبة الأجهزة، التي تشغل بالغاز إلى غاية فصل الشتاء المقبل ، مشيرا إلى أن عمليات التوعوية مهمة جدا، وساهمت في السنوات الأخيرة في التقليل بشكل محسوس من حوادث الاختناق، علما أنه سجل في العام الماضي، وفق المتحدث 207 تدخلا نجم عنها إنقاذ 300 شخص من موت محقق، في حين توفي 6 أشخاص.
لقمان/ق