عرضت أمس بقسنطينة، شركات وطنية عمومية وخاصة منتجات محلية مصنعة في الجزائر، حيث استطاع القائمون عليها تعويض الاستيراد في السنوات الأخيرة، فيما سجلت الطبعة السابعة من الصّالون الدولي للبناء والعقار والأشغال العمومية للشرق مشاركة مؤسسات من 6 دول أجنبية.
وانطلقت فعاليات الصالون الدولي للبناء والعقار والأشغال العمومية للشرق في ساحة قاعة أحمد باي للعروض الكبرى بقسنطينة، حيث لاحظنا في جولتنا عبر أجنحة المعرض وجود العديد من الشركات العمومية والخاصة التي أصبحت تصنع منتجات محلية، كانت تستورد من الخارج، على غرار شركة مختصة في صناعة الأسقف الجاهزة؛ أوضح لنا ممثلها أنها كانت مختصة في سنوات سابقة في استيراد هذا النوع من الأسقف الجاهزة من الصين وتركيا، لكنها تحولت إلى صناعتها محليا باستعمال مواد أولية محلية. والتقينا في المعرض أيضا بممثل شركة "آرت موزاييك" المختصة في إنتاج خزف الفسيفساء المصنوع انطلاقا من الزجاج المسترجع. وأوضح لنا مسير الشركة، نبيل تلماط، أن مصنع الشركة يتواجد في ولاية تيزي وزو، حيث انطلقت في استيراد هذا النوع من الفسيفساء المصنوعة من عجينة الزجاج منذ سنة 2004، لكنها شرعت في إنتاجها محليا منذ سنة 2022.
وأوضح المصدر نفسه أن الشركة دخلت مؤخرا ميدان التصدير أيضا إلى تونس، حيث شرح لنا أن قدرة إنتاج المصنع تتراوح بين 700 إلى 1000 متر مربع في اليوم، بحسب خصائص كل نموذج من الفسيفساء، كما أضاف محدثنا بأن الشركة تقوم بتحويل 10 أطنان من الزجاج المسترجع يوميا، بينما تحصُل عليه الشركة من المتعاملين المختصين في استرجاع الزجاج وفرزه. ونبه المتحدث بأن الشركة تشارك في المعرض من أجل توسيع سوق منتجاتها في الولايات الشرقية، مؤكدا أن ثمن هذه الفسفيساء المستعملة في المسابح ومرافق الاستحمام المنزلية أقل من نظيرتها المستوردة من الخارج.
تقنيات جديدة لتقليل انبعاث الكربون بمصنع الإسمنت بقسنطينة
وشاركت في المعرض أيضا شركة إسمنت حامة بوزيان التابعة لمجمع "جيكا"، حيث وضع ممثلوها في الجناح الخاص بها مخبرا ميدانيا متنقلا لإبراز خصائص المنتجات الإسمنتية للمصنع واستعمالاتها ومقاديرها من خلال شروح تطبيقية للمختصين في مجال البناء والطلبة الجامعيين، مثلما أوضحه لنا رئيس مصلحة الجودة بالنيابة، صابر بيّوض، مشيرا إلى أن المؤسسة ستقوم نهار اليوم بتقديم تطبيق عملي لإبراز جودة الخرسانة الطبيعية المنتجة على مستوى مصنع حامة بوزيان ومقارنتها بالخرسانة المدعمة بالعناصر المضافة، حيث أكد لنا أن ممثلي المؤسسة سيبينون أن إسمنت مصنع حامة بوزيان ليس بحاجة إلى هذا النوع من العناصر المضافة لتحقيق تماسك سريع للمادة وضمان جودة أفضل.
ونبه المصدر نفسه أن قدرة إنتاج مصنع حامة بوزيان تصل إلى مليون طن من الكلينكر، بما يعادل مليون و333 ألف طن من الإسمنت، حيث أكد لنا أن المصنع سيشرع في إنتاج إسمنت من نوع "سي أر أس" مستقبلا، فضلا عن توجه الشركة إلى المحافظة على البيئة من خلال اعتماد تقنيات جديدة في عملية الإنتاج بهدف التقليل من انبعاث الكربون خلال التصنيع، حيث سينطلق العمل التجريبي بها مع نهاية السنة الجارية.
ومررنا في المعرض أيضا بشركة "باتيس" التي توفر منصة رقمية لجميع الشركات التي تنشط في مجال البناء والأشغال العمومية، حيث أوضحت لنا المكلفة بالأعمال والتطوير، آسيا هوادف، أن الشركة تنشط منذ سنة 2013، فضلا عن أنها تصدر دليلا رقميا ومطبوعا لجميع الشركات في المجال، إلى جانب مجموعة من المجلات الخاصة بالصالونات المهنية للبناء والأشغال العمومية على المستوى الوطني، مؤكدة أن "باتيس" تسجل حضورها في 20 صالون للبناء وطنيا.
من جهته، أشرف والي قسنطينة، عبد الخالق صيودة، على افتتاح الصالون، حيث أفاد في تصريح للصحافة على هامش المعرض، بأن الصالون يضم 136 عارضا، معتبرا بأن وجود العديد من المشاركين الذين يقدمون منتجات مصنعة محليا من نتائج إصدار قانون الاستثمار الذي سمح للمستثمرين والراغبين في الاستثمار بالحصول على العقار الصناعي. وأضاف المسؤول أن المعرض يضم شركات ناشئة دخلت مرحلة الإنتاج، فضلا عن مؤسسات أخرى أصبحت توفر منتجات محلية الصنع بنوعية جيدة تنافس الجودة العالمية، بعدما كانت تستورد من الخارج في وقت سابق. ونبه المتحدث أن ولاية قسنطينة تحوز عقارا صناعيا موزعا على عدة مناطق صناعية، ومناطق نشاطات مصغرة مهيأة؛ يُنتظر توطين الاستثمارات على مستواها.
أما محافظ المعرض، أحمد حنيش، فقد لفت في تصريح لنا إلى أن الطبعة السابعة من الصالون عرفت زيادة بنسبة 15 بالمئة في عدد العارضين مقارنة بالطبعة السابقة، متوقعا أن يستقطب المعرض عددا أكبر من المشاركين في الطبعات القادمة، فيما اعتبر أن المناخ الاقتصادي في الجزائر يعرف تحسنا كبيرا اليوم، كما دعا إلى ضرورة ربح الوقت في منح التراخيص للاستثمار وتسريع الإجراءات الإدارية، فضلا عن تأكيده على أن الدولة رفعت العراقيل الإدارية ومنحت الضوء الأخضر للبنوك لدعم الاستثمار. من جهة أخرى، نبه المتحدث أن القائمين على المعرض يتوقعون زيارة 30 سفيرا لدول أجنبية، حيث شرح أن الطبعة السابقة عرفت إبرام أكثر من 40 اتفاقية شراكة واستثمار بين المتعاملين الاقتصاديين، بينما توقع أن يتجاوز عددها الستين في الطبعة الحالية، سواء في الجانب التجاري أو الاستثمار أو التصدير.
وأضاف المصدر نفسه أن المنتوج الجزائري تمكن من تحقيق مكانة في الأسواق العالمية، حيث قال إن أغلب الشركات المشاركة تجاوزت نسبة 70 بالمئة من جانب الإدماج، فيما تترقب إدارة الصالون استقبال أكثر من 20 ألف زائر مهني، كما أضاف أن المعرض يسعى لدعم التنمية الاقتصادية في منطقة الشرق والاقتصاد الوطني. ويعرف المعرض مشاركة شركات من ألمانيا والصين وتركيا وإيطاليا وفرنسا وتونس في مختلف المجالات المتعلقة بالأشغال العمومية والبناء، حيث نبه محافظ المعرض أن بعض الشركات المذكورة شرعت في الاستثمار في الجزائر، فيما حضرت شركات أجنبية أخرى للبحث عن فرص للاستثمار والشراكة.
ويذكر بأن الصالون الدولي للبناء والعقار والأشغال العمومية يستمر إلى غاية يوم 5 أكتوبر الجاري، حيث يعرف مشاركة مؤسسات في مجال الديكور وصناعة الأثاث المنزلي وتجهيزات السمكرة والمياه وعتاد الأشغال العمومية ومواد البناء، فضلا عن البنوك وشركات التأمين وشركات الترقية العقارية وغيرها. سامي .ح
