قضت محكمة الجنايات الاستئنافية بمجلس قضاء أم البواقي، أول أمس، بإدانة الشاب المدعو (خ.ب.ن.إ) 24 سنة ومعاقبته بـ 10 سنوات سجنا نافذا، بعد متابعته بجناية محاولة القتل العمدي مع سبق الإصرار، فيما التمس ممثل الحق العام، توقيع عقوبة الإعدام، مع مصادرة الأشياء المحجوزة.
القضية ترجع لتاريخ الحادي عشرة من شهر مارس من سنة 2021، في حدود الثامنة مساء عندما شهدت إحدى المقاهي المتواجدة بمحاذاة الإقامة الجامعية بطريق خنشلة على مستوى حي 520 سكنا بعين البيضاء، حادث إطلاق نار على مرتادي مقهى، أين صوب مجهول كان على متن دراجة نارية طلقات نارية بشكل عشوائي على مرتادي المقهى، متسببا في إصابة شابين ويتعلق الأمر بكل من (ب.م.أ) و(ع.ن.د) بجروح، استدعت تدخل أصحاب مركبات لنقل المصابين على جناح السرعة لمصلحة الاستعجالات بمستشفى زرداني صالح المحلي، وفي اليوم الموالي حول الضحية (ب.م.أ) على جناح السرعة للمستشفى الجامعي بقسنطينة، أين خضع للعلاج.
مصالح الشرطة بأمن دائرة عين البيضاء، باشرت تحقيقات أمنية موسعة وتوصلت للاشتباه بأحد الشبان، والمسمى (ج.أ) الذي خضع هاتفه لتفتيش إلكتروني، انتهى لتوصل المحققين لوجود محادثات بين الشاهد والمتهم الحالي على تطبيق "ماسنجر"، أين كشف الجاني عن إطلاقه أعيرة نارية صوب مقهى طريق خنشلة وأنه أصاب شخصا، كما قام بإرسال صور لصديقه تخص السلاح الذي استعمله وهو تقليدي الصنع من نوع "محشوشة" وعرضه للبيع بمليوني سنتيم.
وبينت التحريات بأن المتهم الذي كان ينوي الفرار نحو تونس، دخل يوم الحادثة في 3 شجارات في مواقع مختلفة بمدينة عين البيضاء، أين أطلق في إحداها ألعابا نارية ولاذ بالفرار، وبين الضحيتين في القضية بأن شابا كان جالسا رفقة آخر على متن دراجة نارية هو من أطلق النار، وليس المتهم الحالي، في الوقت الذي تراجع الشاهد في الملف الذي كان قد أكد مشاهدته للجاني يطلق عيارات نارية وغير تصريحاته، ليبين بأنه لم يكن حاضرا مطلقا لحظة إطلاق النار، أما ممثل النيابة العامة فأكد في مرافعته وجود مناورات في التصريحات، من خلال التناقض الحاصل في التصريحات السابقة والحالية، وأشار المتحدث أن الصلح أقيم في الملف، معتبرا بأنه وجب تثمين الصلح كإجراء، غير أنه يعتبر في بعض الأحيان بمثابة العدالة الموازية، وأضاف المتحدث بأن هناك قرائن وأدلة قوية أدت لتوقيف المتهم، كما أنه اعترف بوضوح بإطلاقه أعيرة نارية في محادثته على تطبيق "ماسنجر" وأكد ممثل النيابة العامة بأن هذا الفعل كان ليكيف في وقت من الأوقات بالأفعال الإرهابية، فالوقائع تكتسي طابعا من الخطورة.
أحمد ذيب
