شهد أول أمس، الصالون الدولي للفلاحة والمواد الغذائية والتغليف للشرق بقسنطينة عرض العديد من المنتجات التي تعنى بمعالجة وتغذية التربة والنبات، و أكد مختصون في الميدان جودة المنتوج المحلي وفعالية نتائجه، داعين إلى ضرورة الثقة في هذا الأخير، فيما عرفت التظاهرة مشاركة 123 عارضا يمثلون شركات وطنية وأجنبية.
وتحتضن ساحة أحمد باي العروض الكبرى الطبعة الثالثة للصالون الدولي للفلاحة والمواد الغذائية والتغليف حيث يستمر نشاطه إلى يوم الغد، وعرف بالأخص مشاركة العديد من المؤسسات العمومية والخاصة خاصة فيما تعلق بإنتاج المواد العضوية والأسمدة وكذا أغذية الحيوانات، زيادة على منتجات العسل والفواكه، فضلا عن عتاد الإنتاج والتصنيع، حيث عملت على إبراز المنتوج المحلي، حيث أكد بعض المهندسين الفلاحيين في حديث مع النصر على هامش الصالون على أنّ المنتوج المحلي خاصة في مجال الأسمدة ومعالجة النباتات يعرف تطورا خلال السنوات الأخيرة ويتميز بجودته ويعطي نتائج مرضية ميدانيا.
وذكر المهندس الزراعي والممثل التقني لشركة «فرتيلات»أن هذه الأخيرة تنتج أساسا الأسمدة والمخصبات العضوية، من خلال رسكلة «روث الدجاج»الذي يسبب حسبه مشاكل للتربة والمياه الجوفية عند استخدامه في الحالة الخام، مؤكدا أن منتجات الشركة محلية وذات مواصفات عالمية وآمنة بشكل كامل، تتضمن منشطات حيوية تعتبر الحل الأمثل للتغيرات المناخية التي تعرفها البلاد.
ويمكن استعمالها بالأراضي للتغلب على هذه الظروف سواء ارتفاع أو انخفاض درجة الحرارة، فضلا عن مصححات التربة على غرار أحماض «الهيوميك» و«الفولفيك» التي تساعد في الزراعة في الأراضي الصحراوية التي تتميز بكونها تربة رملية نفوذة وتحتاج إلى سقي كثير، بحيث تسمح للتربة بالاحتفاظ بالمياه وكذا المغذيات.
وأكد المتحدث أن استعمال منتجات الشركة يعطي نتائج مرضية على الميدان، ويمكن لهذه الأخيرة منافسة نظيرتها المستوردة، لافتا كذلك إلى أهمية الاستثمار في الكفاءات والأدمغة الوطنية لإيجاد حلول لمشكلات القطاع.
فيما قال مسيّر شركة «بوداقرو كرياتيف» الناشطة في مجال إنتاج الأسمدة الطبيعية، كمال بودينار، إن المؤسسة تنتج مواد عضوية طبيعية وكذا سماد مستخلص من «الدود»، إذ يتم تربيته ويشكل مادة أولية للمنتج، لافتا أن هذا الأخير له فوائد فيما يخص تنظيف المحيط البيئي كما لها منافع للتربة إذ يساهم في حيويتها وتحسين محدودية النبات دون إجهاد، إذ أكد أنه تم استخدامه ضمن برنامج خاص بإنتاج العنب عند مستثمرين بولاية بومرداس، بحيث ساهم في رفع الإنتاج بنسبة 30 بالمائة وتقليص استعمال الأسمدة والمبيدات بنسبة 50 بالمائة.
وأوضح المتحدث أن العديد من المنتجات المحلية تصنع وفق معايير عالية تنعكس على جودتها،رغم ذلك تواجه مشكلة عدم الثقة في استخدامها وهو ما يؤثر على الإقبال عليها، منوها أن المنتجات الطبيعية المحلية تتفوق على نظيرتها المستوردة.
وفي ذات السياق قدّم المهندس الفلاحي والباحث، عبد الوهاب محجوب، منتجه الذي تقدّمه مؤسسة «بيو آغر» المكوّن من مواد عضوية سائلة من أصل نباتي ويضمن الذوبان في التربة، كما أن تحليلاته أثبتت احتواء على عدد كبير من المواد الغذائية المفيدة للنبات، وهو بذلك يختلف عن المنتجات ذات الأصل الحيواني التي تحتوي على «الآزوت» أو التي يتم تلقيحها بالمواد الكيميائية التي قد تنتقل للإنسان.
وأشاد الوالي، عبد الخالق صيودة، خلال افتتاحه الصالون وطوافه بأجنحة المعرض بكثرة العارضين الشباب وكذا تعدّد المنتوجات المحلية،وحسب المتحدث فإن العديد منها غير معروف بالنسبة للمواطن،إذ طلب بتعزيز عملية التسويق لهذه المنتوجات ومرافقة وسائل الإعلام في هذا الجانب.
من جهته ذكر محافظ الصالون، أحمد حنيش، أنّ الطبعة الثالثة تعرف مشاركة 123 عارضا من مؤسسات وطنية وأخرى أجنبية تمثل 5 دول هي ليبيا، تونس، تركيا، إيطاليا والصين،لافتا إلى أن القائمين على الصالون ينتظرون إقبال 30 ألف زائر على الأقل، قائلا إن الهدف من المعرض هو خلق فرص للشراكة الاقتصادية والتعاون وكذا الاستثمار.
إسلام. ق