شرعت مديرية التعمير والهندسة المعمارية والبناء لولاية عنابة، نهاية الأسبوع، في دراسة رفع التحفظات المتعلقة بمخطط شغل الأراضي كمرحلة الأولى، لضبط أدوات التعمير على مستوى الواجهة البحرية ووسط المدينة وضواحيها، في إطار التوسع العمراني الهام وتطور نشاط الترقيات العقارية التي يستدعي تأطيرها وفق مُخطط يراعي الجانب الجمالي والقانوني لكل منطقة.
وحسب مديرية التعمير والبناء والهندسة المعمارية، فقد تم على مستوى مقر ولاية عنابة، بالتنسيق مع مكتب الدراسات العمومي، عرض خطة لرفع تحفظات لمخططات شغل الأراضي بكل من سيدي عيسى2، طاباكوب، حقل مارس، وسط المدينة وتتعلق هذه المراجعة بالأساس، بضبط عملية منع عدد الطوابق بكل منطقة، حيث تنتظر مئات الطلبات للحصول على رخص بناء تعديلية لزيادة عدد الطوابق، في ظل الفوضى التي عرفها قطاع العمران في السنوات الأخيرة، على إثر عدم التطابق في منح عدد الطوابق في نفس الموقع وهو ما استدعى تدخل وزارة السكن بالتنسيق مع وزارة الداخلية، لمنع هدم الفيلات العتيقة وتشيد ترقيات عقارية مكانها، نتيجة لتشويه المنظر الجمالي وعدم وجود تناسق في النسيج العمراني.
ويسعى الوالي، عبد القادر جلاوي، باعتباره مهندسا معماريا ومختصا في التعمير والبناء، إلى ضبط القطاع العمراني بالولاية وفتح آفاق لاستقطاب مشاريع استثمارية هامة، في قطاع السياحة والخدمات والتسوق، تستجيب لها قوانين التعمير وتسمح بتسوية الوضعية العقارية لمئات المشاريع.
ومن بين المواقع التي تجري فيها مراجعة مخطط شغل الأراضي، تلك الواقعة بالواجهة البحرية، على غرار سيدي عيسى 2 والتي تعرف إنجاز مشاريع استثمارية هامة في قطاع السياحة، بالموازاة مع إعادة النظر في مخططات مناطق التوسع السياحي، حيث أطلقت مديرية التعمير والهندسة المعمارية والبناء، دراسة لتهيئة الواجهة البحرية الممتدة من شاطئ الخروبة إلى غاية واد بقراط، مرورا بالكورنيش، لمُرافقة المشاريع المسجلة بالواجهة البحرية وكورنيش عنابة ولتواكب الاستثمارات السياحية، على غرار الجاري إنجازها أو المبرمجة بمنطقة التوسع السياحي واد بقراط 2، حيث تشهد الواجهة البحرية توطين عدة مشاريع سياحي وخدماتية، ما سينعش الاستثمارات بها، مع تسليم مشروع الكورنيش الجديد (رأس الحمراء - جنان الباي).
كما استرجعت مصالح الولاية، عقارات في مواقع إستراتيجية بالكورنيش، ستمنح لأصحاب مشاريع سياحية جادة، حيث ستنجز، حسب الوالي، بتصاميم معمارية فريدة.
وأسند مشروع دراسة تهيئة الواجهة البحرية الممتدة من شاطئ الخروبة إلى غاية واد بقراط، لمجمع الدراسات والانجاز العمراني العمومي « اربان» في آجال انجاز حددت بـ 20 شهرا وهي المدة التي ستنتهي بها أشغال إنجاز الطريق الساحلي الجديد الرابط بين رأس الحمراء وواد بقراط سنة 2025، حيث تتضمن الدراسة مراجعة مخططات التوسع السياحي ومخططات شغل الأراضي وإطلاق أشغال تهيئة الشبكات وتوصيلات الطاقة وخلق مواقع مرشحة لاحتضان فضاءات النزهة والتسلية والخدمات ومرافق عمومية ذات صلة، وفقا للمصدر.
ومن المرتقب أن يمكن الكورنيش الجديد بين رأس الحمراء ومنطقة جنان الباي المعروف بواد بوقراط، حل العديد من المشاكل التي كان يعاني منها المستثمرون في تجسيد مشاريعهم، باعتباره طريقا استراتيجيا من شأنه بعث المشاريع السياحية والاستغلال المناظر الخلابة في إنجاز مرافق للنزهة والترفيه، لتكون قطبا للاستثمارات السياحية بالولاية.
حسين دريدح
