بعد توقف دام طويلا، عادت الشركات من جديد إلى مشروع لتوسيع و تطوير الطريق الوطني 20 بين مجاز عمار و حدود ولاية قسنطينة على مسافة 46 كلم، و بدأت معدات الحفر و التسوية في العمل منذ يومين، بعد إنهاء كل الإجراءات التقنية و الإدارية و المالية، التي استهلكت المزيد من الوقت المحدد لهذا المشروع الهام، الذي كان من المقرر إنهاؤه قبل عامين تقريبا، لكن تعثر الشركات العاملة فيه حال دون ذلك و حول عدة مقاطع منه إلى ورشات مهجورة بين مجاز عمار و مدينة وادي الزناتي.
و حسب مديرية الأشغال العمومية بقالمة، فقد تم إسناد 3 من المقاطع المتوقفة إلى شركات و مكاتب دراسات جديدة، في حصص منفصلة يبلغ متوسط الواحدة منها نحو 5 كلم من بلدية سلاوة عنونة إلى بلدية وادي الزناتي.
و دعت والي قالمة، لدى معاينتها للمشروع، الشركات ومكاتب الدراسات الجديدة إلى التحلي بالجدية، حتى لا يتوقف المشروع من جديد، و تحرم المنطقة من طريق مزدوج ينهي معاناة طويلة مع الحوادث و المنعرجات و المنحدرات، على مسار قديم لم يعد قادرا على تحمل الضغط المروري الهائل الذي فرضته التحولات الاقتصادية و الاجتماعية المتسارعة.
و منذ بداية المشروع سنة 2017 تمكنت الشركات من بناء جسرين على نهر سيبوس، و مسار جديد يوازي المسار القديم على مسافة تقارب 8 كلم، قبل التوقف مع بداية جائحة كورونا ثم الانسحاب بسبب العجز، و ارتفاع أسعار مواد البناء في السوق الوطنية و الدولية. و لم تجد مديرية الأشغال العمومية أمامها خيارا آخر غير الإعذارات المتتالية، ثم فسخ الصفقات و دخول المشروع مرحلة الركود، و البحث عن شركات و مكاتب دراسات بديلة و مزيد من الاعتمادات المالية و الوقت.
و من جهة أخرى علم أيضا من مديرية الأشغال العمومية بقالمة بأن مكاتب دراسات و شركات جديدة، ستتولى مهمة إكمال مشروع لتطوير الطريق الوطني 16 العابر للإقليم الشرقي، باتجاه ولايات سوق أهراس و عنابة و الطارف، و يتوقع بداية العمل بهذا الطريق الحيوي في غضون أيام قليلة.
و تعاني ولاية قالمة مشاكل اقتصادية و اجتماعية، بسبب تدني وضعية الطرقات الرئيسية التي بقيت بمسار واحد و منعرجات و منحدرات و جسور قديمة، مما حال دون تدفق السلع و القوافل التجارية و السياح على مدى عقود طويلة.
و كانت والي قالمة قد صرحت في وقت سابق بأن بعض مشاكل التنمية بقالمة على صلة بشبكة الطرقات المتردية، معتقدة بأن المستقبل سيكون مغايرا عندما تكتمل مشاريع التطوير الجارية عبر الطرقات الوطنية الرئيسية، 20 المؤدي إلى قسنطينة، 16 المؤدي إلى سوق أهراس و عنابة و الطارف، و الوطني 21 المؤدي إلى ولاية عنابة، حيث القواعد الصناعية و التجارية و المطار و الميناء، و كبرى المستشفيات التي يقصدها سكان ولاية قالمة على مدار العام.
فريد.غ