يتوقع تحقيق إنتاج يفوق 4 ملايين قنطار من مختلف أصناف التمور بولاية بسكرة، في الموسم الفلاحي الحالي، أغلبها صنف دقلة نور ذات الجودة العالمية وأنواع أخرى معروفة، حسب ما أفادت به المصالح الفلاحية بالولاية.
واستنادا لمصدر من ذات المديرية، فإن أهم ما يميز إنتاج هذا الموسم، هو النوعية الجيدة لصنف دقلة نور ويتوقع إنتاج 2.5 ملايين قنطار منها.
وأضاف المصدر، أن المعالجة الإستباقية للآفات التي تصيب نخيل التمر، خاصة البوفروة، مكنت من حماية المنتوج هذا الموسم، حيث مست العملية أزيد من 2 مليون نخلة واعتماد المصالح المختصة على مواد طبيعية تتمثل في خليط من مادتي الكبريت والجير وهي تركيبة بيولوجية لمختصين من معهد وقاية النباتات وتمت معالجة البؤر لتفادي انتشار العدوى، في إطار الإستراتجية الوطنية لحماية المنتوج وثروة النخيل عامة من مختلف الآفات والأمراض الطفيلية، في سبيل المحافظة على النوعية وجودة التمور.
وحسب بعض المنتجين، فقد ساهمت التساقطات المطرية خلال مرحلة النضج، في تنظيف التمور والقضاء على شبكات العنكبوت المسببة لانتشار داء بوفروة ويضيف محدثونا، أن كميات الأمطار التي تساقطت خلال الشهر الماضي، ساعدت في تحسين النوعية وعدم تضرر المنتوج، في ظل لجوء أغلب المنتجين خاصة بالجهة الغربية من الولاية، لتغليف العراجين بمادة البلاستيك، لحمايتها من جميع المخاطر، خاصة الطبيعية منها.
وأجمع متحدثون للنصر، على أن نوعية التمور هذا الموسم جيدة وممتازة وذلك بفضل المناخ الملائم الذي ساعدها على النضج بشكل تدريجي خلافا لمواسم ماضية.
ويتوقع هذا الموسم، إنتاج أزيد من 4 ملايين قنطار من التمور، حسب تأكيدات المصالح الفلاحية التي تتوقع ارتفاعا في معدل الإنتاج خلال السنوات القليلة القادمة، في ظل الجهود المبذولة لتوسيع المساحات المغروسة وتطوير تقنية ممارستها، كما تم توفير جميع الإمكانات لضمان نجاح حملة الجني في ولاية بسكرة الرائدة وطنيا في هذا النوع.
ويتم استغلال عديد المزايا، منها اعتماد المؤشر الجغرافي لعلامة دقلة نور، بما أعطى للتمور مكانة في الأسواق العالمية، فضلا عن دعم الشعبة بقروض التحدي التي مست في مجملها غرف التبريد وإنشاء وتحسين وحدات لتكييف التمور عصرية وبمقاييس عالمية، فضلا عن إعادة تنظيم الشعبة ضمن المجالس المهنية المشتركة تماشيا وإستراتيجية الدولة في هذا القطاع الإنتاجي، إلى جانب التشجيع الكبير للمزارعين في شعبة التمور، لما لها من مردود اقتصادي معتبر، خاصة بعد دراسة الجدوى الاقتصادية لزراعة النخيل وتوفير المعلومات الفنية المتعلقة بعمليات الزراعة والخدمة، حيث تم الانتقال من الزراعة العشوائية للنخيل إلى المنتظمة والحديثة التي تراعى فيها الكثير من الجوانب.
وتم الانتقال من زراعة الأصناف ذات الجدوى الاقتصادية المحدودة إلى دقلة نور ذات المردود الاقتصادي العالي، مقابل إعادة الاعتبار لغابات النخيل القديمة، من خلال فتح المسالك الفلاحية وإنجاز مناقب جديدة وإعادة الاعتبار لآبار السقي عبر كافة المناطق الغابية بالولاية، بالإضافة إلى مكافحة الأعشاب الضارة وهو ما يعكس المنحى التصاعدي للاهتمام بزراعة النخيل بالمنطقة.
وعرفت زراعة النخيل بالولاية توسعا كبيرا في السنوات الأخيرة، بفضل جهود المزارعين والتحفيزات التي تقدمها الدولة مقابل استخدام التقنيات الحديثة في الزراعة التي تعد أساسية ضمن الإستراتيجية الوطنية للتنمية الفلاحية، بالنظر إلى الإمكانيات الكبيرة، حيث فاقت المساحة المغروسة 40 ألف هكتار وهي في توسع من موسم لآخر.
وتسعى المصالح الفلاحية جاهدة، للرفع من المساحة المخصصة وتطوير شعبة التمور، من خلال تقديم العديد من التحفيزات لفائدة المزارعين، على غرار استصلاح المساحات الشاغرة وتخصيصها للنخيل التي تعد ثروة أساسية بالولاية، إلى جانب شعبة الخضروات المبكرة المنتجة داخل البيوت البلاستيكية وكذا زراعة الحبوب وغيرها.
يذكر أن ولاية بسكرة، تسجل سنويا دخول آلاف النخيل المغروسة حديثا حيز الإنتاج وعدد النخيل الذي كان في وقت سابق يقارب 4.5 ملايين نخلة، منها نحو 4.2 ملايين منتجة، تراجع إلى 3.8 ملايين نخلة، بعد التقسيم الإداري واستحداث ولاية أولاد جلال، منها 2.8 مليون نخلة دقلة نور و571 ألف نخلة غرس و957 ألف نخلة
مش دقلة. ع/بوسنة