دخلت حقول الفلفل بقالمة مرحلة الجني النهائية بعدة أقاليم منتجة بينها بوشقوف، جبالة خميسي هليوبوليس مجاز عمار، بلخير، الفجوج و بوعاتي محمود، وسط ارتياح كبير للمزارعين الذين اكتسبوا خبرة في زراعة هذا المحصول الغذائي الهام.
من مجاز عمار غربا إلى بوشقوف شرقا، تسابق فرق الجني الزمن قبل حلول موسم الأمطار و موعد إغلاق مصانع التحويل، معتمدة على العمل اليدوي التقليدي حيث لا توجد لحد الآن معدات لجني الفلفل بقالمة، على خلاف الطماطم الصناعية التي تعرف تطورا كبيرا في مجال المعدات الميكانيكية التي توشك أن تحل محل اليد العاملة التقليدية في السنوات الأخيرة.
و قد نضجت حقول الفلفل الحار بقالمة و بلغت المرحلة النهاية، حيث اتخذت الثمار اللون الأحمر الذي يكسبها المزيد من الخصائص الغذائية المفيدة، عندما تصل مصانع التحويل و المطاعم الشعبية التي تستعمل الفلفل الأحمر الحار في أطباقها الشهيرة.
و يعتمد منتجو الفلفل بقالمة على فرق مدربة اكتسبت خبرة في هذا المجال، فهي تجوب الحقول بأعداد كبيرة لجني الطماطم الصناعية و الفلفل، و القيام بأعمال السقي و التعشيب، مقابل مبالغ مالية يتم الاتفاق عليها في الغالب بين المزارع و قائد فريق الجني.
و توجد فرق للنساء و أخرى للرجال، و لا يسمح بالعمل المختلط بالحقول الزراعية بقالمة، و تعد بلديات الإقليم الشرقي موطنا للعمالة المدربة على العمل اليدوي، بحقول الفلفل و الطماطم الصناعية.
و كل عام تتوسع رقعة الفلفل بقالمة، و يتوقع هشام ماضي المزارع المتخصص في إنتاج الفلفل بمنطقتي هليوبوليس و قالمة، أن يتحول محصول الفلفل إلى منافس قوي للطماطم الصناعية السنوات القادمة بولاية قالمة، التي تبين بأن مناخها الحالي يساعد على نمو هذا المحصول الغذائي الهام.
و قال هشام ماضي و هو أحد كبار المتخصصين في زراعة المحاصيل الغذائية المسقية بقالمة متحدثا للنصر يوم الأحد، بأن أسعار الفلفل الأخضر الحار و الفلفل الأحمر آخذة في الارتفاع بين سنة و أخرى حيث وصلت هذا العام 80 دينارا بمصانع التحويل، و تجاوزت هذا السعر بالسوق الحرة، مضيفا بأن كميات كبيرة من الفلفل الأحمر الحار بقالمة تذهب إلى أسواق الجزائر العاصمة، و كذلك إلى ولاية بسكرة حيث يستعمل في صناعة طبق الدوبارة البسكرية الشهيرة.
و تراوح مردود الهكتار الواحد من الفلفل بقالمة بين 250 و 400 قنطار، و تتم عملية الجني عبر 6 مراحل، آخرها بنهاية شهر ديسمبر، حيث يتم تنظيف الحقول من شجرة الفلفل و الحشائش الأخرى، استعدادا لزراعة محصول آخر قد يكون عادة القمح أو البقول الجافة، و ربما يترك الحقل للاستراحة في انتظار موسم جديد للطماطم الصناعية أو الفلفل من جديد.
فريد.غ