الأحد 15 ديسمبر 2024 الموافق لـ 13 جمادى الثانية 1446
Accueil Top Pub

النصر تعاين العملية بجيجل وسكيكدة: دعــوات لاعتمــاد الأسـاليـب العصريــة في جنــي وعـصر الزيتــون

مختصون يؤكدون على اعتماد الوسائل العصرية بتطوير شعبة الزيتون
توسع مساحات الغرس يبشر بموسم واعد في سكيكدة
انطلقت قبل أيام، حملة جني الزيتون بولاية سكيكدة، وسط توقعات بإنتاج وفير يزيد عن المعدل المسجل الموسم الفارط، خاصة بالجهة الغربية للولاية التي تتركز فيها شعبة الزيتون مثل القل، تمالوس، عين قشرة وبدرجة أقل على مستوى مناطق الجهة الشرقية ببلديتي بكوش لخضر ورمضان جمال حيث تقدر المساحة الاجمالية أزيد من 12250 هكتار منتجة تنتج 250 ألف قنطار، منها 850 هكتار أشجار حديثة غير منتجة بمردود يقدر ب 25 ألف هكتولتر من الزيت، فيما تحصي الولاية أزيد من 100 معصرة شرعت في نشاطها منذ حوالي أسبوعين حسب ما صرح به للنصر مدير المصالح الفلاحية، فيما يجمع مختصون على ضرورة التخلص من طرق وأساليب المعاصر التقليدية، واقتناء معاصر جديدة لتحسين جودة المنتوج من أجل التكيف مع المواصفات الدولية، واقتحام مجال التصدير لتطوير هذه الشعبة ومنافسة الدول الرائدة في هذا المجال.

مساحة تزيد عن 12 ألف هكتار وأكثر من 100 معصرة
وانطلقت حملة جني الزيتون عبر مختلف مناطق الولاية أواخر نوفمبر، وتستمر إلى غاية جانفي على مستوى البلديات المشهورة بإنتاج الزيتون بالجهة الغربية للولاية مثل القل، تمالوس، وادي زهور، عين قشرة، بوشطاطة وبدرجة أقل مناطق الجهة الشرقية والجنوبية حيث لا يزال أهالي بعض المناطق الريفية مثل أحمد سالم ببلدية كركرة، والقل يحرصون على إحياء بعض العادات يطلق عليها اسم «الوزيعة» يتم من خلالها ذبح ذبيحة وتوزيعها على العائلات تمهيدا للانطلاق في عملية الجني، وهي عادة توارثوها عن الأجداد، ويتمسكون بإحيائها كل موسم بإتباع طرق ووسائل تقليدية ويدوية بواسطة عصى خشبية يطلق عليها «النفاض»، «الختخات»، «الشدادة» ترافقها وصلات من الغناء القديم من طرف العجائز.
الختخات النفاض الشدادة، وسائل تقليدية لا يستغنى عنها في عملية جني الزيتون
ومن أجل الوقوف على الأجواء والظروف التي تجري فيها عملية الجني، تنقلت إلى النصر إلى عدة مناطق ببلدية بوشطاطة، والبداية كانت بمنطقة الزمان التاريخية التي اجتمع فيه زيغود يوسف تحضيرا لهجومات 20 أوت 1955 حيث وجدنا رب أسرة يدعى تركي سدحان رفقة عائلته بصدد جنى الزيتون، واقتربنا منه ليسرد علينا يومياته مع عملية الجني التي تبدأ عادة في الصباح، و يرتبط ذلك بالطقس وتتواصل إلى غاية الخامسة مساء وهي عملية متعبة جدا لأن الأمر يتطلب الصعود فوق الشجرة واستعمال «النفاض» ثم تليها عملية جمع حبات الزيتون، ووضعها في الأكياس، مؤكدا أن عملية الجني تتم بالطريقة التقليدية، وتبدأ عادة بتنقية المكان من الأحراش وتفريش البساط البلاستيكي لأن الأشجار معمرة وقديمة يعود تاريخها إلى فترة ما قبل الاستعمار ولا يصلح فيها اتباع الطرق الحديثة، كما أن عملية الجني بواسطة العصى «الشدادة» من فوق الشجرة يجب أن تأخذ بعين الاعتبار عدة عوامل فعندما تكون حبات الزيتون جافة لا تتضرر، بينما لما تكون مبللة يجب انتظار أن تجف الشجرة لتفادي الإضرار بحبات الزيتون، أما وفرة حبات الزيتون تكون عادة عام بعام كما يقول الأجداد وفي منطقة الزمان هذا الموسم هناك نواحي فيها وفرة وهناك نواحي أخرى كميات ومردود أقل. أما عن الأسعار فتتراوح حاليا بين 1000 إلى 1200دج حسب كل منطقة، بينما جودة زيت الزيتون تكون دائما بالجهة الغربية للولاية.
وجهتنا الثانية، كانت منطقة بومنجل أين اقتربنا من عائلة كانت تقوم بجني الزيتون على مقربة من الطريق، وذكر رب الأسرة كمال فطيسة أن عملية الجني تكون وفق الطرق التقليدية كما في السابق في أجواء عائلية رائعة وباستعمال العصا بأنواع مختلفة أولا «النفاض» وهو الأكبر حجم، وثانيا «الشدادة» طولها في حدود 1.80 سم، والختخات بطوله 1.20 سم يستعمل في الأماكن الوعرة، وتبدأ عملية الجني عادة من الثامنة صباحا إلى غاية المساء في حدود الخامسة، وأحيانا تتواصل بعض الاشغال التابعة لها إلى غاية الليل ويصاحبها تعب كبير لأنها تتطلب جهدا بدنيا كبيرا، مبديا تمسكه بعادة جني الزيتون لأنها شجرة مباركة على حد تعبيره ولا يمكن الاستغناء عنها، ونسعى للمحافظة عليها، أما الأسعار فتتراوح حاليا تتراوح بين 1000 دج إلى 1100دج على مستوى المعاصر.

منطقة عين الواد بنفس البلدية، كانت وجهتنا الثالثة أين صادفنا رب أسرة من عائلة لهميسي رفقة زوجته وابنه منهمكين في جمع الزيتون، ووضعه في الأكياس، وصرح المعني الذي وجدناه منشغل في ربط الأكياس ووضعها في الشاحنة تأهبا لمغادرة المكان باتجاه المعصرة، أن الموسم الحالي تميز بالوفرة و المردودية العالية مقارنة بالموسم الفارط، بينما تراوحت أسعار اللتر من الزيت بين 1000 دج إلى 1100دج، في حين وجدنا زوجته تقوم بتنقية حبات الزيتون من الشوائب ووضعها في الأكياس، وأبدت سعادتها حينما تكون متواجدة رفقة أفراد عائلتها لجني الزيتون رغم التعب الكبير الذي تشعر به بعد انتهاء العملية في المساء وذكرت أنها متعودة على عصر و تحضير زيت الزيتون «بومقرقب» بنفسها في البيت بعد الانتهاء من عملية الجني.
وأكد مدير المصالح الفلاحية أنه ورغم تأثر المواسم الماضية وما يلحقها من تأثيرات على الكمية والنوعية فان مديرية المصالح الفلاحية قامت بمرافقة الفلاح من خلال تقديم الدعم بتوزيع ألاف أشجار الزيتون لا سيما في المواقع التي اندلعت فيها الحرائق وكذلك في اطار التبادل مع مصالح الغابات في منطقة عزابة وجندل سعدي محمد و تمالوس و أم الطوب، وتعرف هذه الشعبة تطورا ملحوظا بدليل أن الولاية تحصي أزيد من 100 معصرة حوالي 80 في المئة منها حديثة ومتطورة تنتج الزيت بكمية كبيرة خاصة في تمالوس، ومصالحه تؤكد في كل مرة على ضرورة الاستثمار انتاج الزيتون وفي المعاصر نظرا لقيمته العالية في الانتاج الوطني و مساهمة هذه الشعبة في تطوير الاقتصاد المحلي والوطني وسنبذل جهدنا قدر المستطاع لتوسيع المساحات الأشجار المثمرة وعلى رأسها أشجار الزيتون خاصة وأن سكيكدة ولاية فلاحية بامتياز.
وبخصوص فتح المسالك التي تعيق الكثير من الفلاحين في عملية الجني أكد المتحدث أن مصالحه قامت بإنجاز حوالي 140 كلم من المسالك وحاليا تقدمت بطلب إلى الوزارة الوصية لتهيئة أكثر من 300 كلم ، و200 كلم للانجاز بعد أن تم احصاء جميع البلديات التي تتطلب فتح مسالك حيث أثبتت الزيارات الميدانية أن الكثير من المستثمرات الفلاحية تنعدم للمسالك، ومناطق أخرى بها مسالك ريفية غير مجدية.
من جهته المكلف بخلية الإعلام بمديرية المصالح الفلاحية فتحي بوالنعمة أكد على ضرورة اتباع الفلاحين لعدة نصائح وارشادات خلال الممارسات السليمة لتحسين جودة زيت الزيتون الذي يعتبر أكثر الزيوت النباتية استهلاكا في العالم و الأكثر  صحية حيث يلقب (ملك الزيوت) و نظرا  للفوائد العديدة التي يمتاز بها وجب على منتجي هذه المادة الدهنية غير المشبعة و الأفضل لصحة الجسم استخلاصه بأقصى درجات العناية للحصول على أعلى درجات الجودة و النقاء و للحفاظ على القيمة الغذائية وكافة الفوائد من دهون و فيتامينات مع الذوق و اللون و الرائحة المميزة إلى جانب القيمة الاقتصادية، و هي القيمة المضافة للإنتاج الزراعي و مساهمته في تحسين الدخل لدى الفلاح الجزائري بصفة خاصة. 
وتستند جودة زيت الزيتون حسب المتحدث بعدة عوامل منها نوعية الزيتون و المناخ و نوعية التربة ...الخ، ومع ذلك فإن الظروف الطبيعية وحدها لا تكفي وذلك بوجود أسس و معايير وجب على المنتج معرفتها، إضافة إلى الطرق السليمة للحصول على المنتوج المثالي، لأن بعض الممارسات السيئة أو الخاطئة قد تؤدي إلى نتائج غير مرغوبة، لذا يجب مراعاة مجموعة من الخطوات و العناية الفائقة بالمحصول قبل و بعد تقديمه إلى المعصرة.
وللحصول على محصول سليم ونقي يجب على الفلاح أو المستثمر في هذه الشعبة يضيف المتحدث إتباع المسار التقني للحصول على إنتاج سليم و نقي وذلك بوضع برنامج تسميد و السقي وفي الأوقات المناسبة حسب المناطق (بعض المناطق تحتاج إلى السقي حتى في فصل الشتاء)، و أيضا في ظل التغيرات المناخية والتي أثرت سلبا على كمية التساقط، إضافة إلى مكافحة الأمراض و الآفات الفطرية و الحشرية و الأعشاب الضارة لأن كل هذه المخاطر تؤثر تأثيرا سلبيا على سلامة الزيت و جودته، و كلما كانت ثمار الزيتون سليمة كان الزيت المستخلص نقي و جيد. كما أن اختيار موعد الجني يرتبط ارتباطا وثيقا بنوع الزيت المراد الحصول عليه من طرف المنتج وسط أنواع كثيرة من الأذواق و الألوان و الروائح العطرية ،والتي تنقسم إلى ثلاثة مجموعات وهي ذوق زيت الزيتون الأخضر، وتكون فيه عملية الجني مبكرة وينتج عنه زيت بذوق شديد و مرارة ولاذع (حار)في النهاية غير أنه غني جدا بمضاد الأكسدة و مادة البوليفينول، ويتم استخراج هذا الزيت بساعات قليلة بعد الجني حيث يكشف على النفحات العطرية النباتية مثل الموز الأخضر، و الطماطم، و الخرشوف.
أما زيت الزيتون الناضج فيتم عصره بثمار خضراء مائلة إلى السواد و هو الموعد المعتاد على العموم في مناطق ولاية سكيكدة (أواخر نوفمبر) يفتقد الزيت المرارة نسبيا مع اكتساب البرودة و روائح من الفواكه الجافة و نكهات زهرية، و الفواكه الحمراء، و الحوامض أحيانا، بينما ذوق زيت الزيتون الأسود يكون موعد الجني متأخرا حيث تكتسب الثمار اللون الأسود، ويفقد المرارة كليا في غالب الأحيان مع نفحات عطر الفطر، و الكاكاو، والكمأة.
وبخصوص عملية الجني فانه مهما كانت الطريقة سواء يدويا أو ميكانيكيا وجب على المنتج مراعاة سلامة الثمار من الضرر، و رغم أن الطريقة اليدوية هي الأفضل ولكنها بطيئة و مكلفة فعند التقاط الثمار يتم  التخلص قدر الامكان من الشوائب وخاصة أوراق الزيتون التي تعتبر مصدرا للطفيليات و المخلفات و الآفات الحشرية، نقل المحصول إلى المعصرة في مدة 3 إلى 4 أيام و عدم تركه لمدة طويلة لأن ذلك يؤدي إلى التخمر و يؤثر سلبيا على الذوق و اللون ورائحة الزيت، وفي هذه المدة لا يجب تكديس المحصول بل وضعه في طبقات رفيعة لتجنب ارتفاع درجة حرارة الزيت.

أما عند جفاف السويقة لا بد أن يحفظ المحصول في مكان بارد مابين 15 إلى 20 درجة م لأن الزيت ذا الجودة العالية يخرج من ثمار زيتون باردة، ثم يقدم إلى المعصرة بعد ذلك من 2 إلى 3 أيام على أقصى حد، وبهذه الطرق يتم توفير كل الظروف الجيدة للحصول على عجينة زيتون سليمة و فاخرة بعد عملية الطحن، كما أنه لا يجب استهلاك الزيت مباشرة بعد استخلاصه بل تركه ليصفى(عملية التطهير على الاقل لمدة 24 ساعة في  خزانات الفولاذ المقاوم للصدأ، على المستثمرين في هذه الشعبة الدين يملكون مساحات كبيرة  أن تكون لديهم أيضا المعصرة الخاصة بهم للتحكم في التوقيت الصحيح لعملية العصر و استخلاص الزيت.
وكان أساتذة ومختصون أكدوا في يوم دراسي جهوي نظمته الغرفة الفلاحية لولاية جيجل مؤخرا لفائدة وسائل الاعلام لولايات جيجل، سكيكدة، سطيف، ميلة، وبجاية حول الطرق الحديثة لاستخلاص زيت الزيتون على ضرورة التخلص من أساليب وطرق المعاصر التقليدية القديمة، واقتناء معاصر حديثة، ومتطورة لضمان الحصول على زيت زيتون بجودة عالية يمكن من خلاله اقتحام مجال التصدير ومنافسة الدول الرائدة في هذه المجال.
كمال واسطة

الحياة تعود إلى المناطق الريفية في موسم الجني
توقعات بإنتاج ما يقارب 5,5 ملايين لتر من زيت الزيتون بجيجل
تتوقع المصالح الفلاحية بجيجل إنتاج ما يقارب 5,5 ملايين لتر من زيت الزيتون هذا الموسم بمعدل متوسط يقارب 19 لترا في القنطار، بعد تسجيل نقص في مردودية الإنتاج في الهكتار قدرت بـ 15 قنطارا، و يعتبر بأقل من المتوسط، بسبب عدة عوامل أبرزها التغيير المناخي و كذا الممارسات الخاطئة و عدم الاعتناء بأشجار الزيتون، كون أغلبيتها ملك لعائلات لا تهتم بالأشجار سوى خلال موسم الجني .

الحياة عادت للأرياف بعودة العائلات لجني الزيتون
و تشهد، العديد من المناطق الجبلية عبر إقليم ولاية جيجل خلال هاته الفترة، توافد المئات من العائلات من أجل جني محصول الزيتون، إذ تنتعش القرى و المداشر، بحيث تبدأ الحركة باتجاهها مع الساعات الأولى للصباح، و كذا عودة بعض العائلات من خارج الولاية للإقامة بشكل مؤقت للحصول على الغلة من أشجار تم غرسها من قبل الأجداد و بقيت تجود بالغلة إلى الوقت الحالي، و المؤسف أن أغلبيتها لا يتم الاعتناء بها من قبل العائلات، بحيث تكتفي بجني المحصول الآخذ في التراجع مع مرور السنوات، في حين تتطلب الأشجار الاعتناء بها و تقليمها لتجديد نشاطها و مردوديتها، لكن أغلب العائلات و إن لم نقل معظمها تزورها لمدة 10 أيام كأقصى تقدير ولا تعود إلا في الموسم الموالي .
و لا تزال العديد من العائلات بأعالي تاكسنة تحافظ على عادات الأجداد في طرق جني الزيتون، بحيث تستعد النسوة لاسيما العجائز لأجل جني الغلة، أين، لا تزال أغلب النسوة اللواتي فاق عمرهن 60 سنة يتوجهن بشكل يومي رفقة أزواجهن أو أولادهن لحقول الزيتون، و هو حال العائلات بمنطقة الشعابنة « تراكشت» ، بحيث تجد العائلات تتوجه منذ الساعات الباكرة، ويتم تقسيم الأعمال بين أفراد العائلة الواحدة بين من يصعد للشجرة قصد جني الحبات، و الذين يقومون بالتقاط الزيتون المتساقط، فيما، تجد الأطفال يتسابقون لجمع أكبر الكميات، فيما يتولى الرجال نقل الغلة المعبأة داخل الأكياس لمسافات طويلة.
ويتكرر في حقول الزيتون مشهد أشخاص يحملون العصي الخشبية لنفض الزيتون و أكياس و مناجل، و جل الأشجار بالمنطقة توجد في تضاريس صعبة، الأمر الذي يؤدي إلى استغراق وقت في العملية، و الظاهر مما وقفنا عليه في المنطقة بأن الجني ، مقتصر على النساء كبيرات السن، و بالنسبة لعملية الجني متشابهة و تتم عن طريق تحريك الأشجار بواسطة العصي الخشبية لإسقاط المنتوج و تسلق الأشجار العالية لقطع الأغصان الكبيرة، باستخدام السواطير و المناجل، أما وسيلة التخزين، فتتمثل أساسا في أكياس السميد البلاستيكية التي تحمل ما يقارب 50 كلغ و أحيانا بعض الدلاء.
تراجع في الغلة عبر مختلف المناطق

و قد، أجمع من تحدثنا إليهم بأن المنتوج يعرف هذا الموسم تراجعا كبيرا، لاسيما المردود في الهكتار، على عكس المردود في القنطار، بحيث تذر حبات الزيتون كمية لا بأس بها من الزيت، و يبقى الإشكال في كميات الزيتون المحصلة من الحقول، و أوضح، عبد العالي علاب مستشار في شعبة زيت الزيتون بمديرية الفلاحة بجيجل، بأنه بعد انطلاق موسم جني الزيتون بالولاية، تبينت مجموعة من المؤشرات حول التقديرات و توقعات إنتاج زيت الزيتون التي ستقارب 5,5 ملايين لتر خلال هذا الموسم، و جاء ذلك بناء على المعطيات و التقديرات، كون الولاية تحوز على مساحة 21254 هكتارا مساحة مزروعة بالزيتون، منها 18 ألف مساحة داخلة في الإنتاج، إذ يتوقع جني 294 ألف قنطار بمردودية تقارب 15 قنطارا في الهكتار، وهو مؤشر أقل من المتوسط باعتبار المنطقة تتعرض لتغيير مناخي منذ سنوات، مما يؤثر على الإنتاج، و فيما، يتعلق بمردودية الزيت في القنطار، فتم تسجيل زيادة مقارنة بالسنة الفارطة، بفضل تساقط الأمطار، بمتوسط إنتاج قارب 18 إلى 20 لترا في القنطار، و في الولاية تختلف المؤشرات حسب المناطق ففي المناطق السهلية التي قدر المنتوج بحوالي 16 لترا في القنطار، و المناطق الجبلية قارب 20 لترا في القنطار، أين، وصل في بعض المناطق ببني خطاب عبر معاصر لما يقارب 26 لترا في القنطار، ليصل المعدل الولائي لحدود 19 لترا في القنطار، و حسب المؤشرات المتحصل عليها يتوقع أن يصل الإنتاج لما يقارب 5,5 ملايين لتر خلال هذا الموسم.
مرافقة ملاك المعاصر و تحسيسهم بالممارسات السليمة
وأضاف، المتحدث، بأن المصالح الفلاحية، تعمل على مرافقة ملاك المعاصر، بحيث تم تكوين المرشدين الفلاحيين عبر البلديات، لمرافقة ملاك المعاصر و تحسيسهم بضرورة استعمال الممارسات السليمة داخل المعاصر للحصول على منتوج ذو جودة، و ستعرف العملية مشاركة مختلف الهيئات المتدخلة في عملية المرافقة، و حسب المتحدث، فإنه بعد تشخيص واقع شعبة زيت الزيتون في ولاية جيجل، وفق برنامج الدعم الاستشاري المقسم إلى أربعة محاور، و المتضمن بساتين أشجار الزيتون، المعاصر و التحويل و الاستخلاص، و التعليب و التوضيب و التسويق عبر إنشاء وسم، حماية المحيط من المخلفات الصلبة و السائلة، كما سيتم التركيز على المحور الثاني، محور التحويل والمعصرة، و باقي المحاور التي تتعلق بالمعصرة و ما بعدها، قصد إشاعة الممارسات السليمة.

وتواجه شعبة الزيتون مشكلة حقيقية تصعب من تنظيمها، كون أغلبية الحقول ملك للعائلات و تخضع لممارسة و تقاليد خاطئة ، إلى جانب عدم الاعتناء بالأشجار بحيث يتم استغلال منتوجها في وقت ظرفي عند الجني فقط، و الشجرة تحتاج لمسار من العناية، إذ أكد، رئيس الغرفة الفلاحية، باقة توفيق، نفس المعطيات المقدمة من قبل المصالح الفلاحية، بحيث تم تسجيل قلة المردودية في الهكتار من ناحية كميات الزيتون، أما مردودية الزيت في القنطار فهي مقبولة و جيدة في بعض المناطق، مشيرا، بأن شعبة الزيتون تمثل 34 بالمئة من المساحة الفلاحية، بأكثر من 42 ألف هكتار من المساحة المنتجة و المزروعة، و 80 بالمئة من مقدرات الأشجار المثمرة، كما، أن الولاية تملك مقومات عديدة و تعتبر من الولايات التي تملك عددا معتبرا من المعاصر، لكن جلها معاصر تقليدية، بحيث تتوفر الولاية على 42 معصرة عصرية من أًصل 160 معصرة، وتوجد أكثر من 2 ملايين شجرة زيتون موزعة عبر مختلف الدوائر، و كغرفة فلاحية يقدر عدد الفلاحين المسجلين و الحاملين لرمز مزارعي الزيتون ما يفوق ثلاثة ألاف فلاح، و من بينهم 235 فلاحا يملكون عقودا كملاك للأراضي، والبقية يملكون أشجارا ملك للعائلات، و ذكر، رئيس الغرفة، بأن الولاية تحوز على عدة أنواع من أشجار الزيتون، والغالب نوع الشملال بـ52 بالمئة، الحمراء بـ 4,5 بالمئة، بالإضافة لأنواع أخرى، دخلت في الإنتاج في السنوات القليلة الماضية، و تأسف رئيس الغرفة لغياب مشاتل تكثير أشجار زيت الزيتون التي تعتبر الولاية موطنا لها، و يتم في كل مرة الاستنجاد بولاية أخرى لتموين الفلاحين لتمويلهم بالشتائل.
العائلات أهملت جانب الاعتناء بالأشجار

و ذكر، ممثل الفلاحين بأن أهم عامل يجعل شعبة الزيتون لا تتطور في الولاية، كونها زراعة عائلية، فجل الأشجار ملك للعائلات، رافقها عدم الاعتناء بالأشجار، مما توثر سلبا على المردودية بالإضافة لوجود عوامل أخرى تؤثر في المردودية على غرار التغيرات المناخية، و التي أثرت بشكل كبير على الإنتاج، كما أن بعض الآفات تؤثر بالخصوص على نوعية الزيت على غرار ذبابة الزيتون، و مما يصعب مكافحتها في إطار برنامج، تبعثر حقول الزيتون في الجبال و عدم وجود برنامج صارم، بحيث يتوجب أن تكون العملية واسعة و مشتركة بين ملاك الأشجار مع صعوبة المسالك الفلاحية، و الأساليب المتوارثة في جني المحصول، بحيث يتم اللجوء للنفض بالعصي ما يؤثر على المردودية كون العملية تتسبّب في تكسير أغصان الأشجار، إلى جانب عدم القيام بعمليات التقليم التي تعد مهمة لتحسين مردودية الشجرة، مؤكدا، بأنه بالرغم من العمليات التحسيسية إلا أن تحقيق نتائج يتطلّب وقتا طويلا و تضافر الجهود.
كـ. طويل

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com