أكدت المصالح التقنية التابعة لمديرية الموارد المائية لولاية برج بوعريريج، على قرب استلام محطة تصفية المياه المستعملة ببلدية رأس الوادي، جنوب شرق ولاية برج بوعريريج، بعدما اكتملت بها الأشغال وعمليات تجهيزها بالمعدات اللازمة، حيث لم يتبق سوى بعض الترتيبات، وعمليات الربط بمصبات مياه الصرف، لدخولها حيز الاستغلال.
واستنادا للشروحات المقدمة في الزيارة الأخيرة لوالي الولاية، بخصوص مشروع المحطة، فقد تم رصد مبلغ مالي قدره 188 مليار سنتيم لإنجازها، وقد انطلقت بها الأشغال منذ سنة 2018، وعرفت عديد العراقيل طيلة مدة الأشغال وقبلها، ما تسبب في تأخر استلامها، قبل أن يتم تدارك النقائص وفض جميع العوائق التي كانت تعترضها، ما سمح باتمام أشغال أنجاز أحواض التصفية وتجهيزها بمختلف المعدات، فضلا عن الشروع في تسجيل مشاريع مدمجة تهدف إلى توسيع مساحات الأراضي المسقية باقليم البلدية، حيث يرتقب أن تسهم في توفير المياه الكافية، لسقي مساحة 200 هكتار.
وكان الوالي، قد أكد خلال زيارته الأخيرة لمعاينة المشروع، عن قرب دخول محطة معالجة المياه المستعملة حيز الخدمة، مضيفا أنها باتت في اللمسات الأخيرة، وستساهم بشكل كبير في تعزيز المجهود الوطني للحد من الاعتماد على الري التقليدي، والتوجه نحو طرق الري العصرية، من خلال استغلال المياه المستعملة بعد معالجتها.
وأوضح ذات المتحدث، أن المحطة نموذجية وتهدف إلى استرجاع المياه المستعملة بمدينة رأس الوادي، مشيرا إلى أن المشروع عرف تأخرا في وقت سابق، لكن بفضل تضافر الجهود تم تذليل العقبات وإعادة بعث المشروع، الذي استغرق إنجازه حوالي 15 شهرا، و يرتقب دخوله حيز الاستغلال ما سيوفر كميات كبيرة من المياه المعالجة، ستخصص لري مساحات هامة على مستوى سهل رأس الوادي، المعروف بنشاطه الفلاحي المكثف، خاصة في مجال إنتاج الحليب وتربية الأبقار، وزراعة الحبوب، حيث أشار الوالي في هذا الصدد إلى أن المحطة ستساهم في تطوير هذا النشاط الفلاحي الهام، من خلال توفير مياه الري المعالجة، لاسيما لزراعة لمنتجات النباتية الموجهة للأعلاف وتوسيع المراعي المرتبطة بتغذية الأبقار، الأمر الذي سيسهم في زيادة إنتاج الحليب.
وفي سياق متصل، أكد كمال نويصر على أن هذه المحطة نموذج عن التوجه الوطني نحو الاستغلال الأمثل للموارد المائية، والتخفيف من الضغط على مصادر المياه التقليدية، عبر اللجوء إلى حلول مبتكرة وفعالة، على غراراستغلال المياه المعالجة في الري الفلاحي، لافتا إلى تزايد الاهتمام بمعالجة وتصفية المياه المستعملة، ومن ذلك رصد مبالغ هامة لانجاز محطات جديدة، واعادة تأهيل المحطات القديمة، على أن ترفق بعملية تهيئة وتركيب المعدات والتجهيزات الخاصة بعملية السقي، حيث تم اطلاق الدراسة وتسجيل العملية بمبلغ 40 مليار سنتيم، لتغطية 150 هكتارا من الأراضي الفلاحية.
وزيادة على المزايا المباشرة لهذا المشروع، ستساهم أيضا في القضاءعلى مظاهر التلوث البيئي والروائح الكريهة بالمدخل الرئيسي لبلدية رأس الوادي، بعد تحويل مصبات قنوات التطهير والمياه المستعملة إلى محطة التصفية ومعالجة المياه للتخلص من الشوائب والروائح الكريهة، بدل تحجرها بالمصبات النهائية، وتحولها إلى بؤر تهدد صحة المواطنين.
ع/ بوعبدالله