عقدت والي قالمة حورية عقون يوم الخميس، جلسة عمل جمعت إطارات قطاع الموارد المائية والزراعة، لبحث السبل الممكنة والخيارات المتاحة لمواجهة ندرة مياه السقي، استعدادا لموسم السقي الجديد، الذي بدأ مبكرا هذا العام، بسبب الجفاف المطبق على المنطقة منذ عدة أشهر.
وقالت والي الولاية في بيان لها عقب جلسة العمل، بأنه وفي إطار تجسيد البرنامج الزراعي، للموسم الفلاحي 2024/2025، على مستوى الولاية، تم عقد جلسة عمل، خصصت لاستعراض مخطط سقي الزراعات الاستراتيجية على مستوى محيطات السقي الكبرى للولاية، ووضع خطة عمل استراتيجية لتحقيق أهداف التنمية الفلاحية، بحضور مدير الري، مدير المصالح الفلاحية، ومدير الديوان الوطني للسقي وصرف المياه، مؤكدة بأن الجلسة جاءت كخطوة تنسيقية بين مختلف الفاعلين في القطاع، بهدف مواجهة تحديات توفير المياه الضرورية للسقي، وضمان استدامة الزراعات المسقية، حيث تم الاتفاق على إعداد برنامج عمل، يعكس متطلبات الولاية. ودعت مسؤولة الولاية إلى ضرورة التنسيق بين مختلف المديريات، لضمان تحقيق الأهداف المنشودة وتطوير القطاع الفلاحي الذي يعد ركيزة أساسية لتحقيق الأمن الغذائي، وتحفيز النمو الاقتصادي. وقد زاد الطلب على مياه السقي بقالمة في السنوات الأخيرة، بعد تراجع معدلات التساقط وارتفاع دراجات الحرارة بالمنطقة، واتساع رقعة الأراضي المخصصة للزراعات الاستراتيجية المستهلكة للمياه، كالحبوب والطماطم الصناعية والفلفل والبقول، وبساتين الأشجار المثمرة. ويعد سد بوحمدان، الذي تبلغ قدرته التخزينية نحو 185 مليون متر مكعب من المياه، المصدر الرئيسي لسقي المحاصيل الزراعية بمحيط قالمة بوشقوف، المتربع على مساحة تقارب 10 آلاف هكتار، بالإضافة إلى سدين صغيرين بعين مخلوف ونشماية، وآبار عميقة تعرف هبوطا مستمرا من سنة لأخرى. ويواجه الديوان الوطني للسقي «أونيد» بقالمة، صعوبات كبيرة لتوفير المياه للمزارعين كل موسم فلاحي، وكلما تراجع احتياطي «سد بوحمدان» توقفت المضخات عن العمل، وجفت شبكات التوزيع والخزانات المغذية للحقول الزراعية. وتوجه الأنظار في الأشهر الأخيرة على محطة لتصفية المياه العادمة بمدينة قالمة، حيث تعرف مشروعا للتطوير لخفض معدلات التلوث، وإنتاج مياه صالحة لسقي المحاصيل الزراعية بمحيط قالمة بوشقوف. ويعمل قطاع الموارد المائية بقالمة على تقديم دراسة جدية مقنعة للحكومة من أجل بناء سد جديد، على مجرى وادي غانم شرقي قالمة، وبناء نظام لتحويل مياه وادي الشارف الى سد بوحمدان، لتخزين المزيد من مياه السقي، واستغلال الطاقة المائية بالأودية النشطة. وعندما تصل مياه البحر المحلاة الى ولاية قالمة خلال الأشهر القادمة، سينخفض الطلب على مياه الشرب من سد بوحمدان، ويستعيد قطاع الزراعة موردا هاما للسقي، لكن التحديات ستظل قائمة بسبب التطرف المناخي، الذي تعرفه منطقة حوض المتوسط وشمال إفريقيا، ولذا تفكر سلطات قالمة في مزيد من الحلول للتكيف مع الوضع الجديد، والمحافظة على إنتاج الغذاء على مساحات هامة من أجود الأراضي الزراعية بشرق البلاد.
فريد.غ